كهرباء الصيف وماؤه

مما لاشك فيه أن تعديل مواعيد الإجازة الصيفية ومنذ الصيف الماضي أحدث تغيرا كبير في حياتنا لفترة الصيف, خاصة حجوزات السفر, وقد نبهت الجميع في الصيف الماضي ما جعلهم يحجزون قبلي وبذلك صعب علي أن أجد حجزا. وكل من سافر أحس بمعضلة الحجوزات والخطوط السعودية! وهذه السنة أفزعنا منجمو الأرصاد الجوية أو أنهم يروجون لشركات وفنادق السفر العالمية عندما أشاعوا أن درجة الحرارة ستصل إلى 60 في الظل. وجاءت طمأنتنا من الهيئة العامة للأرصاد (55) لتؤكد ذلك. أصبح الفرق بين السنة الهجرية والميلادية الذي في حدود 11 يوما يجعل الشهور الهجرية كل سنة تزحف بهذا المعدل حتى أصبح رمضان في منتصف الإجازة واقترب كثيرا من فصل الصيف اللاهب أو الرمضاء التي سمي عليها.
شهر رمضان هذه السنة ولمدة خمس سنوات مقبلة سيكون في (عز) الصيف. و(سنلحق) على الرطب والبطيخ والحبحب. كما أننا وبعد خمس أو ست سنوات ستكون إجازتا عيد الفطر وعيد الأضحى في الإجازة الصيفية. وبذلك لن يصبح لدى موظفي الدولة إجازات غير إجازاتهم السنوية التي حتما ستكون أيضا في الصيف. وكذلك الطلاب إلا من إجازات منتصف العام وإجازة الطالب. المشكلة الوحيدة هي أن كثيرين ينتظرون الإجازة للسفر (سواء صيفية أو عادية), لذلك فإن السفر هذه السنة سيكون مدته أقصر من العادة فهو تقريبا ستة أسابيع. من بدء الإجازة حتى بداية رمضان (22 أغسطس) لهذه السنة. طبعا مشكلات الحجوزات وتمرد "الخطوط السعودية" سيزيدان الطين بلة. حتى "الخطوط السعودية" يجب أن تتأقلم مع هذا التغير وتزيد من عدد الرحلات تناسبا مع الفترة. الحجوزات ومن قبل شهر مغلقة حتى الانتظار, ونحن تعودنا الرجوع قبل رمضان ليس لأن الصيام لا يجوز إلا في بلدنا بل هو كتب على البشر في جميع الدول والله موجود في كل مكان. ولكن رمضان له عذوبته في مدننا التي نعيش فيها ولقربها من الحرمين الشريفين, لذلك فإن مواعيد سفر كثيرين للإجازة الصيفية هذه السنة ستبدأ مع بدء الإجازة في بداية رجب ويوافق بداية شهر تموز (يوليو) وتنتهي بعد عيد الفطر المبارك, الذي يوافق بداية تشرين الأول (أكتوبر).
هذا التعديل سيجعل ولأول مرة أن عدد الموجودين في مدننا يزداد أو يتضاعف في منتصف الإجازة, خاصة في شهر رمضان, حيث يلجأ كثيرون إلى النوم مع تشغيل المكيفات على أعلى درجة تبريد. وأفران الكهرباء ستأخذ حقها فنحن نطبخ ونأكل في رمضان أكثر من غيره من الشهور والموائد مفتوحة ونصفها أو أكثرها يرمى. ومع هذه الصيف اللاهب سيكون هناك ضغط أكثر أو مضاعف عن السابق, سواء على الكهرباء أو الماء, وهذا الضغط لم تتعود عليه كل من شركة المياه وشركة الكهرباء للسنوات الماضية فعسى أن تكون لديها الاحتياطات للسنوات الخمس المقبلة, ففي كل صيف يسافر كثير من المواطنين وبذلك لا تصل الإجهادات على الكهرباء لدرجة تسبب انقطاعها في منتصف الصيف. وهذا يجعلني أطالب شركة الكهرباء للتحسب لذلك والتأكد فعلا من الإحصائيات. وأنصح المواطنين بأخذ الاحتياطات بشراء مولد كهرباء صغير (250 إلى 100 واط) قادر على إشعال مصباح أو اثنين ومكيف صحراوي صغير واحتياطا موقد كهرباء صغير أو تجهيز فرن غاز. ومجموعة من الكيابل أو الأسلاك لتوصيل الكهرباء من المولد إلى المكيف والمصباح داخل المنزل أو وضع المولد قريبا من المكيف في موقعه على السطح.
وكذلك الحال لأصحاب المنازل والشقق السكنية الذين عادة لا يستعملون منازلهم في الصيف أو بعض العمائر السكنية التي يسافر معظم سكانها في الصيف. فهذه السنة سيعودون في منتصف الصيف وقد تكون الأحمال غير اعتيادية على العدادات والمقابس. وهذه ربما تسبب حوادث الحريق, وهو أمر يجب أن يوعي الدفاع المدني المواطنين بأهمية أخذ الاعتبارات.
بالطبع مصائب قوم عند قوم فوائد! فقد تكون هذه التعديلات عذرا كافيا يخلص بعض أولياء الأمور من تكاليف ومشقة السفر.
موضوع انقطاع المياه قد يكون مشكلة متوقعة, فعودة المسافرين قبل رمضان والوجود الكبير لهم والمتوقع منتصف هذه الإجازة وتوافقه مع دعوة منجمي الأرصاد بأن الحرارة ستصل إلى الـ 60 يجعل الاستهلاك أكبر ومضاعف عن نسبته في السنوات الماضية. لذلك فإن موضوع المياه أمر يجب أن نحتاط له بتخزين كراتين المياه الصحية إذا لم نجد تجاوبا أو تطمينا من شركة المياه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي