انقطاع الكهرباء .. في عاصمة الطاقة العالمية!!
أن تنقطع الكهرباء لعدة دقائق أو ساعة على الأكثر فهذا أمر مقبول ووارد حدوثه في أي بلد من بلدان العالم، أما أن تنقطع الكهرباء ولمدة سبع ساعات في حي من أحياء عاصمة الطاقة العالمية (الرياض) وعلى بعد أمتار فقط من موقع مركز الملك عبد الله المالي الذي ينتظر أن يستقطب كبرى المؤسسات المالية والمحلية والإقليمية والدولية فهذا أمر فيه نظر!! هذا ما حدث مساء السبت الماضي حينما انقطع التيار الكهربائي عن ذلك الحي .. ابتداء من الساعة الثامنة مساءً حتى الثالثة فجراً واتصل الأهالي بطوارئ الكهرباء فإذا خطوطها مشغولة طول الوقت .. وإن تكرم أحدهم فأجاب فإنه لا يعطي أي معلومات تحس أنه متأكد منها .. بل إنها لإثارة القلق أكثر من زرع الطمأنينة، خاصة حينما توقع أن الكهرباء لن تعود قبل الساعة السابعة صباحاً!! تصوروا شيخاً مريضاً .. أو شاباً يستعد للامتحان غداً .. ماذا يقول لهم رئيس الشركة السعودية للكهرباء. وقد انقطعت الكهرباء .. سبع ساعات بالتمام والكمال؟! هل السبب عدم وجود صيانة جيدة .. سواء من حيث توفير الكوادر البشرية أو قطع الغيار أم السر يكمن في ضعف المتابعة والإشراف؟! وحتى أكون منصفاً فإن إسرافنا في استهلاك الكهرباء يمثل مبرراً كافياً لانقطاع الكهرباء في القادم من أيام الصيف الحار خاصة أن البعض يسافر تاركاً مكيفات المنزل تعمل لكيلا يتأثر الأثاث والديكور .. ناهيك عن الدوائر الحكومية والجامعات والمدارس التي لا تجد من يتفقد توفير الكهرباء فيها ويحرص على ذلك لأن فواتيرها تدفع من الدولة! وفي ظل هذا الإسراف ستتحمل الكهرباء ويحصل الانقطاع .. لكن إصلاحه يجب ألا يمتد إلى ساعات طويلة. كما أن الاتصال بمسؤولي الشركة وقسم الصيانة بالذات يجب أن يكون ميسراً لكل متصل.
وأخيراً: هذه هي المعالجة الآنية .. أما المعالجة الجذرية فلابد من تخطيط طويل واستراتيجية تدخل في عناصرها الطاقة النووية لتوليد الكهرباء وهذا ما أعلنته دول عديدة ضمن خططها للسنوات العشر المقبلة ولم نسمع عن أي خطط في بلادنا .. كما أن لدينا طاقة أخرى ومهمة وهي الشمس التي نحسد عليها حتى إن مقيماً بريطانيا وزع الحلوى حينما وصل الرياض في الأسبوع الماضي لأن اليوم، كما قال (مشمساً) .. وقد وعدته بتوزيع الحلوى حينما يكون يوما ممطراً!! الشمس لم نعد نهتم بتوليد الطاقة منها مع أننا بدأنا منذ سنوات بإنشاء قرية شمسية في بلدة العيينة القريبة من الرياض، كما أن في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية قسماً خاصاً للطاقة الشمسية وفي بلد مثل الأردن تشاهد على سطوح المنازل أطباق الطاقة الشمسية .. أما البرتغال فإن اعتمادها كبير على الشمس ويمكن بعد سنوات قليلة أن تولد البرتغال 80 في المائة من حاجتها إلى الكهرباء من الشمس التي أشغلنا البترول عن بحث إمكانية الاستفادة منها لتوليد الطاقة النظيفة والرخيصة.