طبيب ... ومريض

أشعر أحيانا أن البعض من الأطباء ـ وليس الكل ـ ينسى أنه طبيب. ومن أجل ذلك يعمل بمبدأ "اللي بعده". وهذه المشكلة، ليست حكرا على منسوبي وزارة الصحة، فالمستشفيات الخاصة أيضا أصبحت تمارس الموضوع باحترافية عالية. وأصبح المريض في الغالب يتسول المعلومة من الطبيب حول حالته الصحية، لأن سعادة الدكتور يريد أن يرى أكبر قدر من المرضى.
وهو لهذا السبب يعطي إجابات عامة، وأحيانا إجابات تعبر عن السأم والتأفف فحضرة جنابه يعتقد أن الدقائق التي منحها للمريض تكفي لعمل الوصفة ومن ثم تكليف الممرضة أو بمعنى أكثر دقة مساعدته الطبية في تجهيز الكشوف الخاصة بالتحليلات، فيما هو يمارس صمتا مطبقا أو حديثا ضاحكا في الجوال بينما أصابعه تعبث بالقلم الذي يحمل شعار شركة أدوية منحته القلم وبعض الأدوية وعمولة محترمة لتصريف أدويتها.
أحيانا تشعر في أن منطق بعض الأطباء أن المريض الماثل أمامه "همجي" لا يفهم، وعليه فقط أن يسمع كلام "بابا" ـ عفو كلام الدكتور ـ وأن يتلقى توجيهه بتسليم، حتى إن كان كلام هذا المريض سيؤدي إلى حماية الطبيب من الوقوع في براثن المضاعفات الناتجة عن عدم فهم حالة المريض بشكل واضح. يا بعض الأطباء، كونوا بشرا، ولا تستعجلوا، حتى لا يتم توقيفكم بسبب أخطائكم التي تنتج من عدم التواصل الكامل مع المريض.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي