مع الخيل .. ياشقرا!
أتيحت لي الفرص بمتابعة الانتخابات الأخيرة في الاتحاد الآسيوي على مقعد المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم عن قارة آسيا عبر قناة الدوري والكأس القطرية، التي سخرت كل إمكاناتها لدعم المرشح القطري محمد بن همام وباحترافية عالية، لقد كانت انتخابات شرسة جدا وفاز فيها المرشح القطري بفارق ضئيل المرشح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة. ما ساءني في تلك الانتخابات هو وجودنا الباهت فيها واكتفاء مممثلينا بالمسارعة للمباركة لمحمد بن همام كإنجاز يسجل لهم!، ناهيك عن مشاركة فيصل العبد الهادي في عد وفرز الأصوات!، لقد علت أصوات كثيرة في تلك الانتخابات من دول الصف الثاني والثالث والرابع في القارة الكبيرة، مثل قطر والبحرين وهذا طبيعي لوجود مرشحيهما وكذلك الكويت كعادتها في تلك المناسبات، حيث كان الشيخ أحمد الفهد حاضرا بصخبه اللطيف، يدعم المرشح البحريني بكل قوة، وكذلك لبنان عن طريق ممثلها رهيف علامة الذي جند كل أوتار صوته لدعم ابن همام وكنت تحسبه وأنت تستمع إليه بأنه أحد أعضاء الوفد القطري وماليزيا عن طريق بوقها بيتر فيلابان، واختفت أصوات الدول العظمى في آسيا، وأولاها صوت السعودية، وكان مجرد صوت من ضمن 46 صوتا.
كم كنت أتمنى وجود اسم السعودية كإحدى القوى الفاعلة في أكبر قارات الدنيا حتى نحافظ على حقوقنا ومكتسباتنا.
أتمنى من القائمين على اتحاد كرة القدم وعلى رأسهم الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل العمل من الآن لجعل وجود السعودية فعالا وقياديا في انتخابات الاتحاد الآسيوي المقبلة، وإن لم نكن على رأس الاتحاد فعلى الأقل نرأس اللجان المهمة فيه. في السعودية مليئة بالكفاءات والقيادات الرياضية القادرة على القيادة، ونحن نقود ولا نقاد وهذا ما تعودنا عليه في ظل قيادتنا الحكيمة، والصوت السعودي دائما في الأمام ولا نرضى بأن نسير خلف الجموع، فالسعودية لها ثقل في كل المحافل الدولية في شتى المجالات ويجب أن تكون رياضتنا في المقدمة ولا نرضى بغير ذلك،وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم!.
بلغ التنافس أشده بين القنوات الفضائية المتنوعة لجذب المشاهد السعودي وأصبحت تتنافس في ذلك في برامجها ومسلسلاتها وانتقائها وتوجيهها للمشاهد السعودي، طبعا كل ذلك ليس حبا فينا ولكن طمعا في الإعلانات التجارية والتي تدر عليها الملايين.
وفي السنوات القليلة الماضية بدأت القنوات الرياضية في اللحاق بالركب، ولا تكاد تخلو قناة فضائية من برنامج يناقش القضايا الرياضية السعودية وكرة القدم السعودية بالتحديد وأصبحت برامجها تحظى بمتابعة من الجماهير السعودية الواعية التي تفرق بين الغث والسمين وتشارك بفاعلية كبيرة في الحوارات والقضايا المطروحة، ونحن مازلنا نناقش قضايا سطحية ركيكة تبحث في تاريخنا المبعثر وتعتمد في حواراتها على المؤرخين الذين أكل عليهم الدهر وضيوف يتكلمون من خلال نظاراتهم المتلونة بألوان أنديتهم رغم محاولتهم إخفاء ذلك الميول، حتى في التعليق الرياضي على المباريات، أكاد أجزم بأن الأغلبية لا تتابع المباريات الرياضية عبر القناة الرياضية، فالميول وعدم الحيادية في التعليق والتطبيل لفريق دون آخر هو الأسلوب المتبع، القناة الرياضية السعودية هي للجميع، خصوصا بعد إنشاء قنوات الأندية، أليس كذلك يا استاذ عادل عصام الدين؟.
خاتمة
اللهم ارحم والدتي واجعل مثواها الفردوس الأعلى من الجنة.