عمال النظافة في مدارس البنات

[email protected]

تعد مدارس البنات في بلادنا من المناطق أو الأماكن المحظور على الرجال دخولها خصوصا وقت الدراسة.
أما بعد الدراسة وانصراف المعلمات والطالبات، فمسموح لعمال النظافة الوافدين بالدخول إليها ومعهم مفاتيح للمدرسة وهذا طبعا فيه من المخاطر الكثير حيث يمكن لهذه العمالة الاطلاع على جميع سجلات وأوراق المدرسة وتصوير ما يشاءون منها بل وإن أرادوا أخذ ما يطيب لهم من أوراق أو أدوات من مكاتب المديرة والمساعدة والوكيلة والمعلمات فالأبواب مشرعة أو معهم مفاتيح لها حتى يتمكنوا من تنظيفها. في تلك المكاتب أختام وصور دفاتر العائلة وأقلام وأجهزة وكذا وسائل إيضاح يستطيعون التصرف فيها كيفما شاءوا. كثيرة هي شكاوى المعلمات والمديرات والمساعدات والطالبات فقدان بعض حاجياتهن. صحيح أن هناك بعض مديرات المدارس حريصات حيث يقمن بإقفال بعض الغرف كالإدارة وغرفة المساعدات والمعلمات والمقصف. ويوكلن تنظيفهن للمستخدمات في المدرسة اللاتي لا يقمّن بالتنظيف على الوجه المطلوب حيث إن معظم المستخدمات كبيرات في السن وتخجل بعض المديرات من أمرهّن بالتنظيف الجيد وكنس الفرش ومسح كل الطاولات والدواليب وتنظيف المقصف، فالمديرة بين نارين إما ترك الأبواب مفتوحة للعمال للتنظيف الجيد وتحمل ما يُفقد أو يُصور أو يتسرّب من أوراق رسمية، أو إغلاقها وفتحها صباحا للمستخدمات لتنظيفها "أي كلام". هذا جانب من مخاطر عمال النظافة. الجانب الآخر، ماذا لو قام هؤلاء العمال أثناء وجودهم وحدهم بعد الظهر أو العصر في المدرسة بتركيب كاميرات تصوير في غرف الإدارة أو المعلمات أو الطالبات؟ كاميرات صغيرة ومخفية كالتي في البنوك. واستغلوا تلك الصور بعد نسخها على أقراص مدمجة للبيع. ليتخيل كل واحد منا أن زوجته أو أخته أو ابنته أو والدته صورها تباع على أقراص مدمجة ومتاحة للجميع.
قبل عدة سنوات فوجئت المعلمات في إحدى المدارس عندما حضرّن للمدرسة صباحا بوجود أحد العمال نائما في غرفتهن حيث غلبه النعاس بعد الجهد الذي بذله في التنظيف فنام فنسيه زملاؤه في المدرسة. اتصلت المديرة بإدارة التعليم فطلب منهن مدير التعليم إغلاق الباب عليه حتى تحضر الشرطة ومندوب من الإدارة. من حُسن حظهن أنه نائم ماذا لو كان مستيقظا ومختبئا في أحد الدواليب أو الزوايا وجلس يتفرج أو اعتدى على إحدى المعلمات أو الطالبات؟!
المخاطر والمحاذير كثيرة من دخول عمال النظافة من الرجال إلى مدارس البنات بعد وقت الدراسة.
إذاً، ما الحل في ظل عدم وجود مستخدمات قادرات على القيام بتنظيف المكاتب والفصول والممرات والمقصف؟ الحل هو كما في المستشفيات يتم التعاقد مع شركات نظافة تؤمن لمدارس البنات نساء يقمن بالتنظيف من الوافدات ويكون عمل المستخدمات السعوديات مقصورا على المراسلات داخل المدرسة عند وجود عاملات نظافة من الوافدات يتواجدن في المدرسة وقت الدراسة وينصرفن بعد انتهاء اليوم الدراسي نكون قد أغلقنا أبواب المخاطر فالتنظيف يكون تحت عيون المديرة والمساعدات والمعلمات فنضمن عدم أخذ وتسرب أي من سجلات أو أوراق المدرسة أو أختامها. وكذا نضمن عدم تعرض بناتنا وأخواتنا للتصوير أو للاعتداء من عامل نام أو تظاهر بالنوم.
يا مسؤولي التعليم احفظوا لمدارس البنات خصوصيتها وشكرا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي