خسائر محدودة للمؤشر.. واستمرار تصحيح الأسعار.. والحاجة قائمة لمزيد من الاكتتابات

[email protected]

استمر المؤشر العام للسوق السعودي بالاتجاه المنخفض، وكان المؤشر قد كسر مستويات دعم رئيسية، والإشكال الأكبر أن يعتقد الكثير أن أسباب انخفاض المؤشر هي الإدراجات والاكتتابات، وهذا غير صحيح باعتبار أن المؤشر العام أو أسعار الشركات يتم تصحيح مستوياتها السعرية من خلال خلق فرص إضافية بدلا من شركات محدودة وأعداد قليلة تدفع الكثير للمضاربة والاتجاه للشركات الخاسرة، وهذه من أسباب أزمة السوق حقيقة، أن الاكتتابات في ظاهرها للعامة أنها مضرة ولا أعرف أيضا ضررا يمكن أن تسببه، خاصة أنها ستدفع أسهما استثمارية ممتازة أن تكون أسعارها بمتناول الجميع، نحن نتذكر أسعارا مثل "بيشة" و"متطورة" و"باحة" و"ثمار" حين كانت تلامس 300 و400 ريال قبل التجزئة، وهي الشركات التي تعد في مراكزها المالية الأضعف والأسوأ في السوق السعودي. إن تصحيح السوق واكبه طرح فرص إضافية استثمارية بالسوق ولم يتوقف السوق، الاكتتابات ليست مشكلة السوق في حقيقتها وواقعها وستثبت ذلك الفترة المقبلة من الزمن، فهل حين تطرح شركات تأمين أو اتصالات أو بتروكيماويات تقارن بشركات خاسرة لا تملك من حطام الدنيا شيئا؟ ولنا في إيقاف وتخفيض رأسمال المواشي " أنعام " أسوة حسنة وشقيقتها "بيشة" التي تواجه التصفية، هذه خطوات كانت مفترضة من سنوات، لكن على الأقل هناك الآن خطوات، يجب ألا يعتقد الكثير أن السيولة شحت ونضبت من السوق، بل هي تتوجه الآن بطريقة أفضل وبحذر وتقنين وانتقاء رغم الخسائر، وأبلغ تصويت هو الاكتتابات التي تحمل في قيمتها عشرة ريالات، ورأينا كيف تمت تغطية "كيان" و"جبل عمر" كأقرب شركتين تطرحان للاكتتاب العام. إذا هناك سيولة ولكن لن يتكرر سيناريو ما حدث بالسوق عام 2003 / 2006، فقد تعلم الكثير وليس الكل الكثير مما حدث في السوق، إذا يجب أن نكون أكثر موضوعية في الحديث عن تأثير الاكتتابات أو أن السيولة شحت في السوق، بل هناك متغيرات كثيرة تحدث ومتطلبات فرضها وضع قائم يجب أخذه في الحسبان.

شركة المملكة قائد السوق الجديد الأثر والتأثير

وفق ما صدر من بيانات فإن شركة المملكة ستطرح 5 في المائة من أسهمها التي تقدر بـ 315 مليون سهم (لم تحدد رسميا سعر السهم بعلاوة الإصدار) من رأسمال 63 مليار ريال، حين يكون هذا ما صرح به يعني أن شركة المملكة القابضة برأس مالها تفوق رأس مال (سابك والراجحي والاتصالات وحتى سامبا مجتمعة)، وهي بذلك تتصدر قائمة السوق كأكبر شركة ستؤثر في المؤشر العام للفترة المقبلة، وهذا فيه تغيير جوهري بمقاييس السوق، باعتبار أن المطروح فقط 5 في المائة، وهي سهلة السيطرة في تأثيره في المؤشر العام، هذا في حال تم احتساب كل رأس المال في تأثيره في المؤشر والمفترض أن يحتسب على أساس 5 في المائة وهذا يحتاج إلى توضيح. إن دخول شركة المملكة القابضة هي إضافة للسوق وأفضل من كثير من شركات السوق، رغم أن البعض يتحفظ على بعض الأنشطة، ولكن ضخامة الحجم ورأس المال سوف يضعها في مصاف أكبر شركات العالم كقيمة سوقية، يجب تقدير كم حجم رأس المال وتأثيره مع تزايد القيمة السوقية في المؤشر والسوق ككل.

شركة المواشي أنعام القابضة

عادت مشكلة شركة أنعام على السطح لحل وضعها المالي المفلس، فما بقي من رأسمال "إن كان هناك بقية" قد ينقذ الشركة وهي 11 في المائة منه، ووافقت هيئة سوق المال على تخفيض رأسمال الشركة، بأن يصبح في النهاية من يملك 111 سهما أن تصبح 11 سهما تقريبا، وبالتالي سيكون سعر السهم يقارب 180 ريالا، وعدد أسهم لن يتجاوز 120 مليون سهم، والمشكلة في نظري لم تنته مع السوق، فالحل في تقديري ألا تدرج الشركة في شاشة التداول، رغم إصرار مجلس الإدارة والاستماتة القوية لعودة التداول، ولا أعرف لماذا هم حريصون على ذلك كمجلس إدارة في ظل وضع شركة خاسرة تماما ولا تملك شيئا تقوم عليه، فلا إقراض من أي جهة حكومية أو قطاع خاص، إذا يجب على هيئة سوق المال أن تضع الشركة بوضع " شركة مقفلة " حتى يتبين نشاطها وجديتهم بالدارسة من خلال أن تظهر نتائج مالية على الأقل لسنة أو سنتين أنها رابحة وتحقق نتائج إيجابية، أما أن تعاد للشاشة وهم سهم المضاربة الأول، ثم بعد شهر ستطلب رفع رأس مال، ونعود من حيث بدأنا، فقد أصبح سيناريو الشركات الخاسرة واضحا، طلب رفع رأسمال مستمر بلا توقف لتقليل نسبة الخسارة من رأس المال، وإن كان لا مفر من عودتها للتداول، يجب أن تعود مع تقسيم السوق الذي سيأتي سواء بعد شهر أو سنة، وأن يحتفظ ويلزم مجلس الإدارة بالاحتفاظ بكمياتهم من عدم التداول لإثبات حقيقة جديتهم في إصلاح الشركة، كل ما أخشاه أن نعود للسيرة السابقة قبل إيقاف السهم، الذي اتضح أن أكثر من يملك بالسهم هم مجلس الإدارة، وهذا يوضح قناعتهم بفرصة كبيرة لهم للمضاربة بسهم شركة خاسرة شعبي من الدرجة الأولى، فمتى ننتهي من هذه الدوامة، أسوق هذا التساؤل لهيئة سوق المال، التي يجب أن تحمي السوق ولا نكرر الأخطاء أو لا نتعلم من أخطاء الماضي.

إدراج "كيان"

الكثير يتحدث عن أسعار 20 و25 ريالا سوق سوداء، كل هذا مصطنع أو اصطنعه من يريد تفخيخ لسعر السهم بدون أي مبرر، أي سعر يقارب 15 ريالا يعد مبالغا فيه، فيجب ألا نقيم الأشياء بأكثر مما ينبغي، فالشركة رأس مالها كبير والأسهم المطروحة أسهم كثيرة، وسوف تتوافر للجميع، ولكن أن نتحدث عن أسعار تفوق 15 ريالا أو حتى 13 ريالا هي مبالغة، حتى لو وصل السهم إلى 20 ريالا وهذا فيه شك كبير لدى ولا أتوقع أن يزور هذه المنطقة، فالشركة تحتاج إلى أربع سنوات على الأقل لكي يمكن أن ترى منتجاتها النور، وبالتالي تتكون لديها قوائم مالية، ومن يريد الاستثمار للمدى البعيد فـ "كيان" هي أحد أهم شركات الاستثمار كما هي "ينساب"، سنلاحظ كميات ضخمة سيتم تداولها يوم السبت وحتى الأيام التالية، وستسحب سيولة عالية مع كل ارتفاع سعري لها، وستتضرر أسهم المضاربة والاستثمارية أيضا حين تتوجه سيولة المتعاملين في السوق، أو من ينتظر خارج السوق ولديه سيولة جيدة ويجد سهما يخرج من "سابك" وينتج بتروكيماويات بقيمة تقارب عشرة ريالات ستكون مغرية، سترتفع أحجام التداول وقيمتها، وهو ما يجب أخذه في الاعتبار لكل محلل.

السوق الأسبوع المنتهي والمقبل

انتهي الأسبوع على خسائر طفيفة في المؤشر العام، وحافظ على أن يغلق أعلى من مستوى سبعة آلاف نقطة بصورة ضعيفة، بعد إغلاق يومين أقل من هذا المستوى وحتى أنه لامس القاع السابق وهو 6767 نقطة، وظلت استمرارية تصحيح الأسعار مستمرة واستقرارها هو السمة الغالبة، ولكن كان هناك ضعف كبير في التنفيذ، وقيمة التداول تتركز في أسهم المضاربة رغم ضعف قيمة التداول، وهذا يدل على أن الكثير غير مستعد للشراء عند هذه المستويات أو حتى البيع، لكن أي القوى أضعف في رأيي هم البائعون الذين لا يستطيعون البيع بالأسعار التي يستهدفونها، خاصة أنهم يملكون السهم بأسعار جدا مرتفعة وبفارق لا يقل عن 30 في المائة من خلال الانخفاض الأخير، وهذا ما يوضح أن أغلب الكميات موجودة بمستويات عالية، وأن قوة الشراء لم تدخل السهم أيا كان إلا أن تكون لديهم قناعة أن هذه هي مستويات القاع وليس القاع تحديدا. إن قوة الشراء والسيولة متزامنتان، ولكن واضح أنهم غير مستعدين للدخول في السوق بصورة حاسمة، لأن الصورة ضبابية للسوق بالنسبة لهم، فمع الاكتتابات المتوالية أصبح ضخ الأموال فيها أكثر جدوى من المضاربة في السوق، أو المضاربة سريعا مع كل شركة يتم إدراجها، حتى تتضح الصورة، فليس هناك الكثير من الاستعجال للدخول بقوة في السوق. خاصة أن هناك أسعارا ما زالت مرتفعة جدا مثل "الأسماك" و"ثمار" و"شرقية زراعية" وغيرها، هذه الشركات ما زالت بمستويات عالية جدا وغيرها الكثير، فليس هناك مبرر للدخول بقوة للمضاربة في ظل أوضاع السوق الحالية، والمبالغة الكبير مع افتقاد الجمهور والمضاربين الصغار الذين حطمتهم وخسرتهم قوة المضاربة والمضاربين. هذا ما أستطيع أن أبرر به ضعف التداول وضعف السوق ككل. إن كسر دعم أساسي للسوق 7250 نقطة تقريبا يعيد التفكير إلى أي مستوى يمكن أن يذهب المؤشر، خاصة أننا لامسنا القاع الجديد، والسيولة تتبعثر مع الشركات والاكتتابات الجديدة وهذا جدا ممتاز، لتخفيف حدة المضاربة وتفكيك قوة الأسهم القيادية في تأثيرها في المؤشر تدريجيا.
طبعا هناك فرص استثمارية كبيرة في السوق لكل شركة تقترب من مكرر 10 أو 11 مع نمو في أداء الشركة سنويا بما لا يقل عن 15 في المائة، ولكن يجب أن يدرك المتعامل أن القفزات السريعة والكبيرة في السوق لن تأتي بسهولة، بل سيصبح المؤشر مع الوقت أكثر ثقلا وحركة وهذا هو المطلوب، وستظل أسهم المضاربة محل اهتمام المضاربين وموجودة ولن تلغي ولكن ستواجه صعوبات كبيرة. إن مصلحة السوق والمتعالمين أن يكون لدينا أكثر ثقلا، وقوة المؤشر متوزعة بين كثير من الشركات لا كما هو الوضع الحالي المتركز في أربع أو خمس شركات.
فنيا المؤشر يحتاج للعودة إلى مستويات الدعم الأساسية وهي أولا 7090 نقطة ثم 7153 نقطة، ثم 7255 نقطة وهذه مستويات مهمة وقوية، ويجب أن يغلق عند مستوى 7255 نقطة بكميات كبيرة (مع استبعاد كيان على الأقل الآن) ويستقر أعلى منها ليومين متتاليين. يظهر لنا بعدها أن المؤشر بدأ يأخذ موجة صاعدة سيتم احتسابها في وقته إن قدر له أن يصل. أما الدعم فهو الحاجز النفسي الأول 7000 نقطة، ثم 7850 نقطة ثم القاع السابق 6767 نقطة.

التحليل الفني

المؤشر العام والمثلث

من خلال الشكل الفني الواضح الذي يبين أن الترند السفلي "الأزرق" حتى الآن لم يكسر وهو لامسه خلال الأسبوع الماضي، بمعنى ارتداد حين كسر مستوى 7000 نقطة، وهو الآن يغلق فوق المستوى نفسه، وهذا لا يعني أن عدم كسر الترند الأساسي السفلي أنه لم يكسر مسارات أساسية سابقة بل كسرها وبكل قوة، حين كسر 7250، ولكننا نبحث عن نقاط دعم حتى وإن كانت ضعيفة ولكن تظل موجودة، وهي تسير الآن بمسار الترند الهابط الواضح من خلال المسار، ولا ننسى أن المؤشر العام كسر أساسا المثلث ويحتاج إلى العودة إلى المسار الصاعد أن نلامس على الأقل 7250 نقطة تقريبا. ونلاحظ الوتد الهابط "المحدد باللون الأزرق العلوي والسفلي" أنه في مسار سيحدد اتجاه السوق أين سيكون إما صعودا وإما هبوطا. نلاحظ متوسط 50 يوما أنه تقريبا عند 7380 نقطة مما يوضح أن مستوى المقاومة عند هذا المستوى مهم وقوي جدا.

المؤشر العام والترند "المسارات"

رسمنا تقريبا هذا الرسم نفسه الأسبوع الماضي، ولم يتغير كثيرا باعتبار الإغلاق هو قريب من إغلاق الأسبوع الماضي، وأضفت هنا MACD الذي يوضح على اليومي تحسن طفيف وغير مؤكد ومتى تقلص MACD وارتفع المتوسط سيكون اتجاها إيجابيا، وهو الآن في منطقة ستحدد مسار السوق ككل، لو حدث العكس سيكون الأثر سلبي وبالتالي الانخفاض، نلاحظ أن المسارات الهابطة، لم يكسرها المؤشر صعودا، وكأن المؤشر يواجه مناطق مقاومة سبق أن ذكرناها وهو على الأقل يحتاج إلى 100 نقطة صعودا، لكي يمكن أن يتجه إيجابيا ويتجاوز مقاومات مهمة. لكن حتى الآن كل الترندات الرئيسية هي مكسورة وسلبية.

القطاع البنكي يومي

حاول القطاع البنكي كسر مقاومة ولكنه فشل آخر يوم وهي إيجابية على أي حال، باعتبارها محاولة، وكسر خط المقاومة RSI وهذا إيجابي في تقديري أن القطاع البنكي قد يكون من القطاعات المتماسكة خلال المرحلة المقبلة تبعا للنتائج المتوقع إعلانها والأرباح التي توزع نصف سنوية. وهو قريب من متوسط 50 يوما وهذا إيجابي حتى الآن على الأقل.

القطاع الصناعي يومي

لم يكن أداء القطاع جيدا الأسبوع المنتهي ولكن ظل على مستويات دعم مهمة وثابتة، ونلاحظ الترند "الأحمر والأسود هي داعمة للقطاع" وهي ترتد من عندها والخطر أن يكسرها فيما لو حصل ذلك سيكون الأثر سلبيا تماما على القطاع، ولايزال مؤشر RSI سلبيا حتى الآن بالنظرة البعيدة وليست اليومية، ويحتاج إلى مستويات أقوى وشراء أقوى حتى يتحسن القطاع، ومتوسط 50 يوما لايزال بعيدا عن مؤشر القطاع، لكن الإيجابية هي أن نحافظ على مستويات الترند الرئيسي حتى الآن.

قطاع الخدمات يومي

نلاحظ أنه في مسار هابط "اللونان الأخضران" وكسر ترند "الأحمر" وهذا سلبي أيضا ولكن القطاع يحتاج إلى الكثير ليستعيد خسائره وهي التي تحققت خلال أسبوعين، ولا نجد القوة الكافية في القطاع لتعويض ذلك على الأقل خلال اليومين المقبلين، مؤشر RSI واضح السلبي والضعف لديه مقاومة بعيدة نسبيا، والقطاع يحتاج إلى كثير من القوة لتحسين مؤشراته.

القطاع الزراعي

يتطابق كثير مع قطاع الخدمات من مسار هابط، وإن بدا أن القطاع قد يتحسن أو تحصل لديه ارتدادات لكن المهم المحافظة على مكاسبه وأن تستمر ولا يعود لخسائر أكبر، ولايزال القطاع في مسار هابط كما هو واضح بالخطين الأخضرين، ومؤشر RSI أيضا يؤكد ذلك حتى الآن.

قطاع الاتصالات يومي

هو قريب في قراءته من المؤشر العام في الوتد الهابط، الذي سيحدد ما إن كان سيتجاوزه ويصعد للأعلى أو يكسر الوتد ويكمل الهبوط كما هو المسار العام للقطاع ككل، وهو أفضل القطاعات من خلال ملامسة متوسط 50 يوما وهي على أي حال حساسة، حيث كثير من الشركات والقطاع ما تلامس المتوسط 50 يوما وتكمل ارتفاع قليلا ثم تنخفض بشدة، سنتابع كيف سيكون تأثير هذا المتوسط، والوتد الهابط أيضا، مؤشر RSI هو أيضا على محك مهم إما كسر المثلث صعودا وإما تراجع قد يكون مؤثرا، والأيام ستكون أوضح في تحديد ذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي