حول الانتقال ومواقف السيارات في المدن العربية
تعد مدينة جدة في السعودية أفضل مدينة عربية فيما يخص فترة الانتقال من المنزل إلى العمل ومن ثم العودة. فقد تبين ذلك من خلال نتائج دراسة أعدتها مؤسسة (غالف تالنت) ومقرها إمارة دبي في الإمارات.
أعدت الشركة الدارسة في أيار (مايو) الماضي لكنها نشرت إحصاءاتها تزامنا مع فرض سلطات دبي رسوم عبور لبعض الشوارع الرئيسية في الإمارة في بداية الشهر الجاري. وقد شملت الدراسة 14 مدينة عربية وهي دبي, القاهرة, الشارقة, الدوحة, بيروت, الدمام, الكويت, عمان, الرياض, أبو ظبي, مسقط, المنامة، والخبر إضافة إلى جدة.
دبي الأسوأ
تبين من الدارسة أن مدنية دبي هي الأسوأ بين جميع المدن العربية فيما يخص الفترة التي يقضيها العامل للانتقال. حسب الدارسة التي استندت إلى آراء خمسة آلاف مهني في منطقة الشرق الأوسط, تستغرق رحلة العامل في دبي من منزله إلى مكان عمله ومن ثم العودة إلى منزله نحو ساعة و45 دقيقة أي 105 دقائق. بدورها حلت مدينة القاهرة في المرتبة الثانية فيما يخص الانتقال من بين المدن العربية. يقطع الموظف المسافة ما بين (المنزل- العمل - المنزل) نحو ساعة واحدة و35 دقيقة أي أقل من دبي بعشر دقائق.
جدة غير
في المقابل, كشفت الدارسة أن مدينة جدة (عروس البحري الأحمر) هي أفضل مدينة عربية فيما يخص الانتقال, إذ يحتاج الموظف في المعدل 46 دقيقة للذهاب إلى العمل ومن ثم العودة إلى المنزل. بدورها جاء ترتيب مدينة الخبر السعودية كثاني أفضل مدينة عربية في معيار الانتقال متخلفة دقيقة واحدة عن جدة.
نقص مواقف السيارات
من جهة أخرى, تبين من الدارسة أن مدنية دبي هي الأسوأ بين جميع المدن العربية فيما يخص مشكلة نقص مواقف السيارات. فقد أقر 44 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع بوجود أزمة في الحصول على مواقف للسيارات في الإمارة. كما حلت مدينة أبو ظبي في المرتبة الثانية حيث عبر 40 في المائة من المشمولين في التقرير عن استيائهم من نقص مواقف للسيارات.
بالمقابل, عدّت الدراسة مدينة الدمام أفضل مدينة على معيار توافر مواقف للسيارات. فقد عبر 21 في المائة فقط من المشمولين في الدارسة عن وجود مشكلات في الحصول على مواقف للسيارات في الدمام. بدورها حلت مدينة جدة في المرتبة الثانية إذ عبر 24 في المائة عن استيائهم من المشكلة.
وعزت دارسة (جالف تالنت) بعض أسباب مشكلة المواقف إلى عدم وجود البديل الناجع لاستخدام السيارات، حيث هناك نواقص في المواصلات العامة. ولاحظت الدارسة أن مشاريع البينة التحتية لتطوير الطرقات والتي تنفذ في مختلف مدن دول مجلس التعاون تسهم بدورها في تعقيد إجراءات السير في الوقت الحاضر. المعروف أن دول مجلس التعاون تعيش فترة ذهبية في المرحلة الحالية فيما يخص تطوير البنية التحتية وذلك على خلفية توظيف الفوائض النفطية والتي تحققت في السنوات القليلة الماضية.
كما لاحظت الدارسة أنه من الممكن التقليل من ظاهرة نقص المواقف عن طريق تأسيس مناطق تجارية لنوع خاص من الأنشطة التجارية (مثل تقنية المعلومات) أو (الصناعات الخفيفة). ويتمثل الاقتراح الآخر في تشييد مبان شاهقة للمكاتب بدل من مبان صغيرة مبعثرة هنا وهناك.
دبي تتبنى حلول
تتوقع دبي أن تقضي على أزمة الاختناقات المرورية بشكل كامل مع حلول عام 2010 وذلك بعد تشغيل مشروع (مترو دبي). من المنتظر أن يتم تشغيل المرحلة الأولى من مترو دبي (الخط الأحمر) في أيلول (سبتمبر) من عام 2009، ومن ثم الخط الأخضر في آذار (مارس) من عام 2010. يتضمن مشروع مترو دبي في المجموع 47 محطة موزعة على مختلف مناطق الإمارة.
كما بدأت هيئة الطرق والمواصلات في تنفيذ نظام التعرفة أو (سالك) في بداية الشهر الجاري. أو نظام التعرفة المرورية في إمارة دبي الذي دخل حيز التنفيذ في بداية تموز (يوليو) الجاري. يفرض المشروع رسما قدره أربعة دراهم في حال عبور أي سيارة وفي أي وقت لتقاطع جسر القرهود و بوابة البرشاء المؤديان إلى شارع الشيخ زايد والذي بدوره يعد حجر الزاوية في النشاط التجاري للإمارة، حيث المناطق المتخصصة مثل مدينة الإعلام ومركز دبي المالي العالمي.
وبعد مرور نحو أربعة أسابيع على تنفيذ (سالك) أبدى العديد من سواقي السيارات انزعاجهم من التكلفة العالية للمشروع ومن الممكن أن تصل الفاتورة السنوية للسيارة الواحدة 8760 درهم. يفرض المشروع تعرفة على مدار الأسبوع وفي كل الأوقات وليس فقط في ساعات الذروة. وكما كان متوقعا تسبب المشروع في إيجاد ازدحام مروري في الشوارع المجانية الأمر الذي اضر بالبعض الآخر.
يبقى أن ما يميز دبي هو طرح السلطات المسؤولة للبدائل المختلفة والتي ربما تساعد على حل معضلة الاختناقات المروية ونقص مواقف السيارات.