أحكام صلاة الكسوف (1 من 2)

[email protected]

صلاة الكسوف في المشهور عند أهل العلم يسن أن تصلى جماعة، وقال بعض أهل العلم إنها واجبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا رأيتم ذلك فصلوا". قال ابن القيم: وهو قول قوي لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها وخرج فزعا وقال: "إنها تخويف"، وخطب خطبة عظيمة وعرضت عليه الجنة والنار، وكل هذه القرائن العظيمة تشعر بوجوبها لأنها قرائن عظيمة، والواقع في أيامنا هذه لما عرف الناس بالكسوف والخسوف قبل حدوثه نجد عدم المبالاة وقل عدد المصلين، لذا يتأكد أداؤها جماعة وفرادى وتشرع في حق النساء لأن عائشة وأسماء صلتا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه البخاري، وتصلى حضراً أو سفراً ووقتها من بدء الكسوف إلى التجلي، لقوله صلى الله عليه وسلم. "إذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلوا حتى ينجلي" رواه مسلم. ولا تقضى لأنها سنة فات محلها ولأن المقصود منها زوال العارض وعود العتمة لنورها وقد حصل. وصفتها يصلي ركعتين بأربع ركعات وأربع سجدات يقرأ في الأولى جهراً بعد الفاتحة سورة طويلة ثم يركع ركوعاً طويلاً ثم يرفع رأسه ويقول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة دون الأولى ثم يركع فيطيل الركوع وهو دون الأول ثم يرفع قائلاً سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد. ثم يسجد سجدتين طويلتين ولا يطيل الجلوس بين السجدتين، ثم يصلى الركعة الثانية كالركعة الأولى لكن دونها في القراءة والركوع والسجود ثم يتشهد ويسلم، لفعله عليه الصلاة والسلام. وهذا هو الذي استفاض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى بالمسلمين صلاة الكسوف يوم مات ابنه إبراهيم، والأحاديث الصحيحة في ذلك كلها متفقة لا تختلف كما في حديث عائشة وجابر ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم وإن خطب الأمام بعد الصلاة فحسن، لما في الصحيح عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا .. الحديث"، ويحذرهم من الغفلة والاغترار ويأمرهم بالإكثار من الدعاء والاستغفار كما نسب ذلك إلى النبي صلى الله وعليه وسلم.
فإن تجلى الكسوف في أثناء الصلاة أتمها خفيفة لأن المقصود هو التجلي وقد حصل، وعلم منه أنه لا يقطعها لقوله "ولا تبطلوا أعمالكم" لقوله عليه الصلاة والسلام فصلوا وأدعوا حتى ينكشف ما بكم، متفق عليه من حديث ابن مسعود.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي