"السستم داون" يا إرادة
Alhariri @ hotmail.com
أعتقد أن أكثر شي يعوق النمو والتطور والتغيير هو الإرادة فإذا ضعفت ضعف معها كل شيء وأصبحت هناك بيئة مناسبة لنمو الإحباط والتذمر وغياب الروح المبدعة ولأن نمط السلوك الإداري في بلدنا نمط شخصي لا يؤيد الأنماط المؤسساتية فإن أي تغيير أو تطور أو إبداع سيكون رهن خبرات وأنماط شخصية من هو على رأس الهرم الإداري في أي مؤسسة من مؤسسات الدولة وهذا في حد ذاته ما يقتل مفهوم العمل بروح الفريق الواحد و التفكير الإبداعي و العصف الذهني.
هذه المقدمة الخاصة بالإرادة لها علاقة بما يسمى السلوك الإداري وله علاقة وطيدة بالمنظمات المبدعة أو المؤسسات دائمة التطوير والإبداع وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول مصير الكثير من الأفكار المبدعة والخطط الاستراتيجية المهمة للبلد ويقف أمام ما يسمى بالإدارة بالمحاولة والخطأ وأيضا ما يسمى المدير الأكثر "مواطنة " الذي يمحو تجارب وأعمال الإدارات السابقة ليبني من جديد. وهكذا تصبح مؤسساتنا العامة حقل تجارب وكل مدير جديد يأتي ومعه مساحة سبورة ليمسح بها كل ما قام به المدير السابق وليت المدير السلف يسلم من الكلام، وينشغل المدير الجديد الخلف بتصفية الحسابات وإذكاء الصراعات ويضيع الوقت والموارد والطاقات على حساب مقدرات الوطن.
الموضوع يقودنا إلى الكثير من المواضيع والمشاريع الاستراتيجية التي منها ما دفن في الأدراج ومنها ما انتهى بمغادرة من كانوا متبنين له آنذاك ومنها ما هو قائم ولكنه يسير سير السحلفاة، وأمام الكثير من العقبات والتحديات والعراقيل غير المادية!!!؟
نريد أن نعرف مصير ما أنفقته الدولة على الأبحاث التطبيقية التي تبنتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ما مصير تلك النتائج، ولماذا لا تسوق أو تطبق ؟! وأنا أعرف أن أغلبها مفيد لصحة الإنسان والاقتصاد وتنمية الموارد المادية بمفهومها الشامل.
ما مصير أهم مشاريعنا الاستراتيجية كمشروع القرية الشمسية أعتقد أن المملكة في مجال الطاقة الشمسية ستكون رائدة فهي قارة الشمس. ومشروع الطاقة الشمسية واضح وضوح الشمس كما قاله الدكتور غازي القصيبي الذي كان يحلم بأن يرى قرية كاملة تضاء منازلها وشوارعها بخلايا الطاقة الشمسية وكلنا نحلم بذلك ونتشوق إلى أن نرى الحلم واقعا ولكن إرادة البعض تحول دون أن تحقق أحلامنا، والمخاوف غير المبررة علمياً ومنطقياً تقتل الإرادة.
أتمنى أن نرى الشمس مرة أخرى تضئ الطريق أمام الإرادة الخلاقة والفاعلة ولا نرى كسوفها على مشروع الحكومة الإلكترونية وتنور عتمة مقاومي التغيير والمتعذرين بأن "السستم داون" .