العشرة الأوائل والتحدي الجديد!!
الفائز الأول منتخبنا السعودي الذي فاز على المنتخب السنغافوري بهدفين مقابل هدف واحد سجل أحدهما تيسير الجاسم بعد ثماني دقائق من بداية المباراة ضمن الدورة الدولية في كرة القدم التي أقيمت في سنغافورة. الفائز بالمرتبة الثانية الدفعة الأولى من الممرضات السعوديات الحاصلات على شهادة البكالوريوس من كلية الدكتور سليمان فقيه للتمريض والعلوم الطبية في جدة. مخرجات التعليم التمريضي السنوية من الكليات الصحية التابعة لوزارة الصحة أو للقطاع الخاص أو الجامعات السعودية لا تزال أقل بكثير من الحاجة إلى توطين الوظائف ومازالت نسبة السعوديات اللاتي يعملن في قطاع التمريض لا تتعدى 20 في المائة فقط.
الفائز الثالث هم سكان أحياء جنوب شارع الجامعة في حي الملز في الرياض الذين أثبتوا مقدرتهم على الصبر على انقطاع الماء عنهم للأسبوع الثاني على التوالي. سكان المنطقة يستأجرون (وايتات) تعبئة مياه ويدفعون رسوماً للمياه المحلاة وغير المحلاة على حد سواء، وكأنهم قد أصابتهم عدوى شح المياه في جدة. أين أنتِ يا وزارة المياه والكهرباء؟ الفائز الرابع هو من يستطيع إيقاف سيارته في مواقف المسافرين في مطار الملك خالد في الرياض. لا تزال أعداد كبيرة من المسافرين تتذمر من الطريقة التي استخدمتها الشركة المسؤولة عن المواقف في المطار الذي يشهد ذروة الموسم من إغلاق جميع بوابات الدخول والخروج من الصالات والاكتفاء ببوابة واحدة. البوابة اليتيمة أصلاً تشهد ازدحاماً وطوابير للسيارات الخارجة من الصالات.
الفائز الخامس هو المسؤول الشجاع في وزارة الصحة الذي سيقوم بإمداد مستشفى وادي الدواسر بالأجهزة الضرورية حيث تصارع إحدى المولودات الموت منذ ولادتها وهي تعاني من نقص في الأوكسجين في الدماغ وصعوبة في التنفس. إمكانات المستشفى المتواضعة لم تستطع مساعدة الطفلة. جميع المستشفيات التي وصلتها النداءات، إما تجاهلت الرد، وإما اعتذرت عن استقبالها لعدم توافر سرير خالٍ في أقسام العناية المركزة التابعة لها. الفائز بالمرتبة السادسة هو الصناعي الذي يتحمل ثقل دم التعرفة الجديدة التي أقرتها هيئة تنظيم الكهرباء على المصانع والتي تصل إلى 40 في المائة. كنا نود أن تساعد الهيئة على دعم مسيرة التنمية الصناعية واستقرار بيئة الاستثمار الصناعي وتذليل الصعاب وتوفير مقومات النجاح للقطاع الصناعي. هذه الزيادة غير المبررة (إضافة إلى رفع تكلفة إيصال الخدمة للمصانع) ستكبد الصناعيين خسائر إضافية تأكيداً للمثل "ضربتين في الراس توجع". نريد من الهيئة مراعاة وضع الصناعة وحاجتها بحكم طبيعتها للتكيف الزمني مع أي تعديل أو تغير.
الفائز بالمرتبة السابعة لجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية والتي أدانت أربعة متعاملين في سوق الأسهم تداول أحدهم في بنك رئيسي، لمخالفتهم نظام السوق المالية ولوائحها التنفيذية في الدعوى المقامة من هيئة السوق المالية ضدهم. شملت العقوبات غرامات مالية كبيرة والحرمان من التعامل في السوق وصدق من قال "اللي يشيل قربة مخروقة تنقط على راسه". الفائز الثامن صالح التركي، رئيس غرفة جدة والذي تم تكليفه بوضع خطة للقضاء على المتخلفين في منطقة مكة المكرمة. عدد الجاليات المتخلفة في جدة بلغ أكثر من مليوني نسمة أغلبهم من الجنسيات الإفريقية، الباكستانية، البنجلادشية، الإندونيسية، والأفغانية إضافة إلى البرماويين. كان الله في عونك أستاذ صالح.
الفائز التاسع هو من يشفع لأكثر من ألف وخمسمائة موظف وموظفة على بند الأجور المؤقت في تعليم البنات بسبب استبعادهم من التثبيت في وظائف رسمية. الاستبعاد يمثل صدمة خاصة بعد توجيه المقام السامي الصريح بتثبيت المتعاقد معهم وفق نظام الوظائف المؤقتة إضافة إلى المعينين حسب لائحة المستخدمين ولائحة بند الأجور ممن يحملون مؤهلات علمية. هل هذه الإشكالية هي بين وزارتي الخدمة المدنية والمالية أم أنها مشكلة تعليم البنات أو كما يقولون "لا تعايرني ولا أعايرك دا الهم طايلني وطايلك"؟ أما الفائز بالمرتبة العاشرة فهو الذي سيقوم بإعداد خطة لتطوير مستويات أعضاء هيئة التدريس في الكليات ودمجهم في الوسط الجامعي وإنشاء عمادات لتطوير أعضاء هيئة التدريس تعنى بالجانب التطويري. الخطة يجب أن تشمل أيضاً القضاء على حالات التزوير بين أعضاء هيئة التدريس وإعادة هيكلة الكليات النظرية وتحويلها إلى كليات علمية تطبيقية من التخصصات التي يحتاج إليها سوق العمل، وهذا هو التحدي الجديد.