الألعاب الإلكترونية تغير مستقبل الإنترنت

[email protected]

هناك سر خفي في عالم الإنترنت اسمه "الألعاب الإلكترونية", التي بدأت تحقق دخولا مادية عالية وأعادت تعريف الإنترنت من الناحية الاقتصادية بشكل مميز.
لقد شعرت صناعة "الألعاب الإلكترونية" بالخطر عندما دخل الإنترنت على البيوت، وذلك لأن الإنترنت يعني أن ينتقل الإنسان بغرامه ووقت فراغه من جهاز التلفزيون إلى جهاز الكمبيوتر، والثاني لأن الألعاب على الإنترنت (موقع Yahoo! Games مثلا) بما فيها من إمكانية اللعب مع آخرين حول العالم صارت في حد ذاتها تنافس الألعاب الإلكترونية التي أنفق فيها ملايين الدولارات لتطويرها وتسويقها.
كان الحل تطوير قطاع كامل جديد أسهم في إيجاده انتشار الإنترنت عالي السرعة Broadband، وتطور الألعاب نفسها مع تطور برامج الجرافيكس ووجود الألعاب التي تتوافق مع مختلف الأمزجة، ومع ظهور نماذج اقتصادية جديدة لتحقيق الأرباح من الألعاب الإلكترونية. هذه النماذج الاقتصادية تجاوزت مجرد دفع ثمن لشراء اللعبة، إلى وجود اشتراك شهري والإغراء بالخدمات الإضافية، والمسابقات الإلكترونية، إضافة إلى دخول قطاع الإعلان في المعادلة بعد عزوفه فترة طويلة عن رعاية الألعاب الإلكترونية وتركيزه على رعاية الدراما والصناعة السينمائية بشكل أكبر.
ليس ذلك فحسب، فاللعبة الإلكترونية يتم ربطها بالإنترنت عالي السرعة (دي إس إل مثلا) للعب مع الآخرين، ولكن مع الزمن ستتطور لكمبيوتر متكامل يقوم ببعض المهام الأساسية ويمثل بوابة للإنترنت بديلا عن جهاز الكمبيوتر.
خذ مثلا جهاز "مايكروسوفت" الجديد XBOX 360، فهو إضافة إلى شبكة الألعاب الهائلة التي يربط المستخدم بها وتسمح له باللعب مع الآخرين، يعطي المستخدم فرصة لدخول بوابة التسوق الإلكتروني ويسمح له بالاتصال بعدة خدمات. المنافسان الأساسيان في السوق لـ "مايكروسوفت" في هذا المجال "سوني" و"ناينتندو" كلاهما أشارا إلى أن هذه ستكون مميزات واضحة في النسخة القادمة من الألعاب التي تنتجانها.
إذا مضى هذا التوجه في طريقه إلى النهاية، فهذا يعني أن الكثيرين قد يستبدلون جهاز الكمبيوتر بجهاز الألعاب الإلكتروني للاتصال بالإنترنت وحتى الاتصال بالأصدقاء والدردشة وغيره، وهذا يعني وجود دخل جديد لهذه المواقع, حيث إن مستخدمي الألعاب الإلكترونية اعتادوا فعلا دفع الاشتراكات الشهرية والارتباط بشركة معينة تقدم لهم الخدمة.
الألعاب الإلكترونية لها وجهها الآخر على الإنترنت كذلك، فقد ظهر نوع معين من الألعاب يسمى ألعاب الإنترنت الجماهيرية متعددة اللاعبين Massively Multiplayer On-Line Games أو MMOG، وهذه الألعاب أيضا بدأت تحقق شعبية واسعة، ومن أشهر هذه الألعاب "عالم الصناعات الحربية" World of Warcraft، التي انضم إليها خلال عام واحد نحو خمسة ملايين مشترك (منهم مليونان من الصين وحدها)، ما يعني أن الشركة المالكة "بليزارد إنترتينمنت" تحقق نحو 30 مليون دولار دخلا شهريا.
التوقعات الاقتصادية تقول إن صناعة الألعاب الإلكترونية شاملة الألعاب على الأجهزة الإلكترونية والألعاب على الإنترنت وأجهزة الموبايل حققت عام 2005 أرباحا بنحو 1.1 مليار دولار، ويتوقع أن تحقق عام 2009 مبلغ 3.5 مليار دولار، وهو إنجاز ضخم بالنظر لدخول القطاعات الإلكترونية الأخرى.
المستقبل حسب هذه الدراسات للألعاب الموجودة على أنظمة متعددة في الوقت نفسه، بحيث يمكن للاعب أن يلعب على الموبايل أو من خلال الإنترنت أو من خلال جهاز الألعاب الإلكترونية أو من خلال جهاز الألعاب في السيارة أو الطائرة ما دام قادرا على الدخول على الخدمة باسمه وكلمة السر الخاصة به.
هناك أبعاد ثقافية وآيديولوجية وحضارية أخرى للألعاب الإلكترونية سأتناولها الأسبوع المقبل, إن شاء الله.
أهلا بكم في عالم يسيطر فيه الترفيه واللعب على المعلومة والعقل!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي