النجاح مثل الماء والهواء
يحكى أن هناك شابا صينيا ذهب لرجل كبير في السن سائلا إياه مفتاح النجاح فأحضر الرجل العجوز إناء به ماء فاستغرب الشاب، وقال له العجوز اانظر إلى الإناء ماذا ترى؟ فنظر الشاب إلى الإناء وإذا بالعجوز يمسك برأس الشاب ويغمره في الماء فحاول الشاب المقاومة.
فقبض الرجل العجوز بقوة أكبر ولكن الشاب قاوم بشدة وأخرج رأسه من الماء فاستغرب الشاب من تصرف هذا العجوز فقال له العجوز: هل رأيت مدى حاجتك للهواء؟ فقال الشاب: نعم، قال العجوز: هكذا النجاح، لا بد أن تطلبه كطلبك للهواء.
فإذا وصلت رغبتك في الحصول على النجاح درجة رغبتك في الحصول على الحياة في لحظة الغرق ستنجح.
والنجاح أمر ليس سهلا بل قد تسبقه مئات الحالات من الفشل والخسارة، والمهم هو عدم الاستسلام بل مواصلة المحاولة مرة بعد مرة حتى يتحقق النجاح والذي تعقبه مهمة أصعب وهي كيفية المحافظة عليه.
تبقى القضية بالنسبة للنجاح قضية حرص وتعود واهتمام ومبدأ، فالذين يطلبون النجاح طلبهم للحياة إنما يطلبون شيئا غاليا سيدفعون مقابله الكثير من الجهد والوقت والتضحية، إلا أنهم في النهاية سيحققون طموحاتهم وأمنياتهم مهما طال الزمان، أما الذين رضوا بما هم فيه وقبلوا بوضعهم الحالي واستسلموا للظروف وسلسلة الأعذار والتجارب الفاشلة وحكموا على أنفسهم بأنهم لا يستطيعون التقدم ولا يمكن أن ينجحوا فقد حكموا على أنفسهم بالموت وهم أحياء.
إن الراغبين في النجاح يجب عليهم منذ البداية أن يهتموا بتوفير سبل النجاح وفي مقدمتها الرغبة الصادقة والعزيمة القوية والهمة العالية فلن يكون هناك نجاح إذا لم تكن هناك رغبة أو عزيمة على تحقيق ذلك، ومن وسائل تحقيق النجاح مجاراة الناجحين والتعلم من تجاربهم والاستفادة من خبراتهم فمن يرغب بالنجاح عليه مصاحبة الناجحين ليقتدي بهم ويصبح قصة نجاح مثلهم.
ولا يوجد نجاح بغير صبر أو تحمل للمشقة فلن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر والذي يود أن ينجح يجب أن يعرف أن طريق النجاح لن يكون مفروشاً بالورود بل سيكون طريقاً صعباً وهناك مواقف تحتاج من الناجح إلى أن يدفع فيها بعض الأثمان التي قد تكون غالية ليواصل طريق النجاح، فمن الناجحين من دفع الغربة ثمناً لنجاحه ومنهم من دفع شبابه ثمناً لنجاحه ومنهم من دفع صحته ثمناً لنجاحه.
إن شبابنا اليوم في حاجة ماسة إلى من يحفزهم ويشجعهم على سلوك طريق النجاح وهم بحاجة إلى مرشدين اجتماعيين يؤكدون لهم أنه بإمكانهم أن يكونوا ناجحين وأن يصبحوا من المتميزين ويقفون معهم ليقدموا لهم ما متطلبات النجاح وكيف يمكن أن يحققوه ويغيروا من أحوالهم ويخرجوا من نفق الفشل والإحباط إلى نور النجاح والتفوق.
إننا بحاجة ماسة إلى أن نغير بعض المفاهيم الخاطئة لدى بعض شبابنا والتي توهمهم بأنهم فاشلون وأن الفشل هو المصير الوحيد لهم، وأن لا داعي لأن يجتهدوا أو يقوموا بأي عمل فهم لن ينجحوا لأن مصيرهم الفشل، مثل هذه المفاهيم يجب أن نعمل على إثبات خطئها وأن نسعى إلى إبراز الناجحين والموهوبين وتشجيعهم ودعمهم في مختلف المناسبات.
لقد سررت كثيراً وأنا أشاهد نائب خادم الحرمين الشريفين وهو يكرم الشاب الموهوب الطالب أحمد النعيمي الذي نال أخيرا المرتبة الثالثة في معرض إنتل الدولي فمثل هذا التكريم يساعد على تشجيع الآخرين على أن يواصلوا سيرهم في طريق النجاح، ويحرصوا على تلمس نجاحه وتقصي أسبابه ليكونوا من الناجحين، ويكون مجتمعنا مجتمعا ناجحاً.