فتن مشتعلة وفتن محتملة يثيرها أعداء العروبة والإسلام (1)

مؤسسة راند - Rand Corporation - الأمريكية: هي مؤسسة "بحثية" تدعمها الإدارة العسكرية بميزانية سنوية تبلغ مائة وخمسين مليون دولار .. هذه المؤسسة أعدت تقريرا في الثلث الأول من عام 2007 طالبت فيه ببناء "شبكات مسلحة معتدلة" تقوم بتغيير الإسلام والمسلمين .. بعد أن تبين للأمريكان أنه لا فرق بين معتدل ومتطرف لأن الجميع يؤمنون (بجدوى الشريعة في حياة المسلم) لهذا ترى مؤسسة راند أن الأمر يتطلب (اللعب في الفكر والمعتقد)، ولكن كيف؟؟ .. فالتقرير يوصي الإدارة الأمريكية بناء شبكات تؤمن بالإسلام (الصوفي)، خصوصا في أطراف العالم الإسلامي (آسيا وأوروبا)، وتشجيع التيارات الإسلامية التي ترى عدم (تطبيق الشريعة الإسلامية) وتؤمن بحرية المرأة كإيمان "الغرب" .. ويصف التقرير (التيار الصوفي) بأنه تيار يقبل الصلاة في القبور .. ويؤكد التقرير على التعاون مع مؤسسات وأسماء تعمل على تشويه الإسلام.. وأشار التقرير إلى أن المطلوب التعاون معهم هم (الليبراليون والعلمانيون الموالون للغرب والذين لا يؤمنون بالشريعة الإسلامية) .. وتناسى التقرير أن (الصوفيين المتعلمين في العراق) وغيرها هم جنبا إلى جنب السنة في خندق واحد.. وتحضرني بهذه المناسبة بعض أبيات قالها شاعر العراق معروف الرصافي قبل عشرات السنين:

وضح الحق واستقام السبيل
بعظيم هو النبيّ الرســول
أطلق الناس من تقاليد جهل
كل فرد منهم بها مغلــول
أنهض القوم للعلاء وكانت
في دُنى القوم رقدة وخُمول
نهضة عالميّة في وغاهـا
من أمام البعير فـرّ الفيـل
خضعت فارس لها عن صغار
وتداعى إيوانها المستطيـل
وبها الأرض والسموات
ترضى وتقـرّ التـوراة والإنجيـل
غير أنا عن نهجها اليوم حدنا
واستحلنا وكل حال تحـول
واختلفنا في الدين حتى افترقنا
فرقاً لا يُسيغها المعقــول
بـدع في حياتنــا منكرات
غضب الله فوقهـا مسـدول
نعبُـد الله والعبـادة لحــن
عند بعض وعند بعض عويل
ونحجّ القبور كالبيت حجّــا
يكثر المسـح فيه والتقبيـل
ونعُدُ الركـوع للقبر حـلاّ
وهو في الدين ما له تحليـل
ونقول التوحيـد قولاً وكـل
هو للشـرك عامـد وفعُـول

ونقول لمؤسسة راند "كان غيرك أشطر" فمنذ ألف وأربعمائة سنة وأعداء الإسلام يكيدون للإسلام، فما استطاعوا، وصدق الله العظيم (إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا).

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي