هل خرجت مع هذه المرأة؟

[email protected]

لا يكاد ينقضي أسبوع إلا وتكن هناك مناسبة أو دعوة إلى تناول طعام غداء أو عشاء أو غيرها من المناسبات المختلفة التي يجتمع فيها الأصدقاء والزملاء سواء كان ذلك اللقاء في منزل أو في أحد الأماكن العامة، بل إن كثيرا من المواعيد التي قد يكون لها ارتباط بالعمل أصبحت خارج جدران المكاتب فأصبح هناك غداء عمل أو عشاء عمل وأصبحت المقاهي التي انتشرت أخيرا بشكل كبير أماكن يلتقي فيها الكثيرون لمناقشة العديد من المواضيع المختلفة، بل إن بعض المواعيد قد تتم في مدن أو حتى دول أخرى.
وتزيد مثل هذه المواعيد واللقاءات طرديا مع زيادة الأعمال أو العلاقات الشخصية، حتى قد يكون بعضها على حساب بعض حقوق وواجبات المنزل والزوجة والأولاد والذين قد ينالهم نصيب من مثل هذه اللقاءات أو المناسبات أو قد يحدث أن تتم دعوتهم لتناول العشاء في مطعم أو دخول أحد ملاهي الأطفال لقضاء وقت ممتع وشيق يشعر من خلاله الأبناء بالسرور والمرح.
وفي خضم كل هذه المواعيد والمناسبات ننسى امرأة كريمة عانت كثيرا لتربي وأفنت زهرة شبابها لتعد جيلا من الرجال وسهرت الليالي لينام الأبناء، بل ومرضت ليستمتع الآخرون بصحتهم. امرأة قد تقدم العمر بها فأصبحت حبيسة منزل تراعها خادمة بدلا من أن يرعاها الأبناء الذين رعتهم والذين قد يعتقدون أن في زيارتها بين فترة وأخرى أنهم يقومون بواجبهم تجاهها، ومع ذلك فهي تفرح بهم وتحتفي بقدومهم.
أين هذه المرأة من مواعيدنا التي ننظمها يوما بعد يوم؟ هل فكرنا يوما في دعوتها للخروج إلى مكان ترفيهي أو إلى مطعم لتناول طعام العشاء معها أو حتى الخروج معها إلى أحد الأسواق الجديدة؟ لقد نسينا هذه المرأة وانشغلنا بمواعيد الزوجة والأولاد والأصحاب والتي أصبحت تتعاقب علينا كما يتعاقب الليل والنهار، في حين أن حق هذه المرأة كبير وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بصحبتها ثلاثا.
إننا نقدم الهدايا للآخرين في كل مناسبة ونتفق عليها الكثير من المال وقد يكون بعضها لا داعي له، فمتى كانت آخر هدية قدمناها لهذه المرأة؟ إننا نسافر من فترة لأخرى سواء مع زملائنا أو الزوجة والأولاد فمتى قدمنا الدعوة لهذه المرأة للسفر خارج المدينة التي هي فيها؟ إننا نسهر الليالي ونقضي أمتع الأوقات مع الآخرين فهل قمنا بذلك مع أمهاتنا؟
كثير منا يعتقد أن الأمهات قد تقدم بهن العمر وأنهن لا يرغبن في الخروج وأنهن قد كبرن على مثل هذه الأشياء وهذا اجتهاد خاطئ، فقد حدثني أحد الزملاء أنه دعا يوما والدته لتناول طعام العشاء في أحد المطاعم على كورنيش مدينة جدة. وبعد الوصول إلى المطعم سألته والدته أين زوجتك والأبناء؟ فقال لها إنها دعوة خاصة بك يا أمي، أحببت من خلالها أن أجلس معك واستمتع بقضاء هذا الوقت في هذا المكان بوجودك فلم تتمالك الأم نفسها وأخذت تبكي وتدعو للأبن كثيرا وتقول له: كنت أظنك قد نسيتني.
إن حق الأم عظيم وكبير فالجنة تحت أقدامها وهي التي جعلها الله سبب وجودنا فيجب علينا ألا ننساها بل يجب أن تكون في مقدمة اهتماماتنا ولها الأولوية في دعواتنا وزياراتنا وأوقات الخروج والحفلات والمناسبات وغيرها من الأوقات الجميلة.
إن رضا الله من رضا الوالدين ومن بقي له والداه أو أحدهما فهما طريق له إلى الجنة يجب ألا يفرط فيه بل يجب أن يهتم به ويحرص عليه ويعمل جاهدا على أن يؤدي حقوقهما على أكمل وجه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي