من يحمي صغار المستثمرين؟!

[email protected]

يقول الخبر الذي نشرته جريدة "الاقتصادية" أمس الأول: "إن مسؤولا في سوق الكويت للأوراق المالية أفاد أنه يجرى التحقيق في تداولات ضخمة غير معتادة على أسهم شركة الاتصالات المتنقلة بسبب ارتفاع السهم للحد الأقصى المسموح به ثلاث مرات هذا الأسبوع.
وارتفعت أسهم الشركة وهي أكبر شركة كويتية من حيث القيمة السوقية 3 في المائة أي 100 فلس وهو الحد الأقصى المسموح به يوميا. وتجاوز حجم التعاملات 11 مليون سهم خلال فترة زمنية قليلة".
وطفقت أتساءل: ما الذي يعنيه لنا مثل هذا الخبر؟ من جهتي ووفقاً لقراءات ومطالعات سابقة، أرى أن عملية الضبط والربط في سوق الكويت قوية جداً وليس بمقدور أحد أن يخترقها ومن يفعل سيعاقب بعد أن يشهر به.
ولكن هل مثل ذلك يحدث في سوقنا العزيزة؟ وأنتظر الإجابة من محللينا الأعزاء الذين لا يستطيعون الخروج بقراءة حقيقية لواقع سوقنا من فرط كثرة ما تتقافز الأسهم أمام أعينهم كألعاب "البلاي ستيشن" لتبقى إما عالياً أو في الحضيض.
ولا نتجاوز أشقاءنا في الكويت لنقول لهم: إن حركة غير طبيعية لسهم واحد قد استفزتكم، فما بالكم لو اطلعتم على سوقنا العامرة؟ الأكيد أنكم ستصابون بالانهيار من فرط عدد الأسهم التي تتقافز، ليس بطريقة غير طبيعية، بل عجيبة وغريبة أيضا، ودون رادع أو مانع لهذه الحركة.
استفزتكم حركة من مضارب أو مضاربين رفعا قيمة السهم أكثر مما يستحق، ووفقاً لقوانين سوقكم أجزم بأن العقاب سيكون حاضراً .. لكن تعالوا لتروا المضاربين المتنفذين ممن تعج بهم سوقنا، وممن لا يظهرون على الملأ، أولئك القادرون على جعل النسب تكرر عشرات المرات إيجاباً أو سلباً وعبر شركات برؤوس أموال بسيطة جداً ..
هل نزيد؟ وليكن.. فأنتم تستحقون إجابات أكثر دقة، فلدينا ممن هم قادرون على التحكم بمسار السوق متى ما عقدوا الاتفاقات السرية فيما بينهم فيهبطون بها للقاع أو يحلقون بها إلى أعلى الأرقام متى ما أرادوا!
ونزيد على ذلك أنهم قادرون حتى على تسريب المعلومات المغالطة للواقع .. ومع ذلك فلا توجد معلومات عنهم ولا توجد شفافية في ذلك من هيئتنا الموقرة .. وليس هناك من يعرف، في ظل غياب المعلومات من هيئة السوق .. يحدث ذلك وسط حرص قيادتنا الرشيدة على حماية ورعاية حقوق صغار المستثمرين وتوجيهها المستمر لأجل العمل بذلك .. لكن هذه الرعاية كان حرياً بها أن تلقى صدى وإيجابية في التعامل معها، من قبل الهيئة .. لكن! ما لهؤلاء الصغار إلا رب العالمين، وهم يتلقون الصفعات من الهوامير الواحدة تلو الأخرى!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي