ثورة الجيوب أم ثورة القلوب ؟

[email protected]

هي ثورة لأن كمية المعلومات التي نشرت في الندوة الأولى للمسؤولية الاجتماعية التي أقيمت في كلية دار الحكمة تعتبر ثورة، ولم أستطع التحديد بالضبط، هل هي ثورة الجيوب؟ أم ثورة القلوب؟
تحت سقف واحد تجمعت معظم الشركات الكبرى التي تبنت وأنشأت أقسام ومراكز المسؤولية الاجتماعية أو باسم آخر وهو خدمة المجتمع.
ومن أهم الجهات المشتركة برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع ومديرها إبراهيم باداود والدكتور سعد الغامدي المدير التنفيذي لشركات عبد اللطيف جميل، مركز المسؤولية الاجتماعية في شركة صافولا ومديرته الأستاذة فاتن اليافي، والوليد الجديد مركز المسؤولية الاجتماعية ومديرته الدكتورة نادية باعشن، وبالطبع مركز المسؤولية الاجتماعية في كلية دار الحكمة للبنات في جدة وعميدة الكلية دكتورة سهير القرشي. وغيرها من الجمعيات الخيرية المتخصصة مثل جمعية ماجد بن عبد العزيز، وهذه المجموعة المميزة قدمت لنا معلومات عديدة وجديدة، وكلها مبادرات محفزة لأفراد المجتمع للقيام بممارسات ذات عائد مجز، وعلى سبيل المثال وليس الحصر:
- مبادرة مركز خدمة المجتمع في "عبد اللطيف" جميل بإنشاء مركز تسويقي للنساء لتسويق وبيع منتجاتهن فيه واسمه " باب رزق " والإيجار فيه رمزي وممكن يومي وشهري وسنوي تبدأ الأسعار من 38 ريالا فقط.
- يقدم مركز المسؤولية الاجتماعية في صافولا مكافأة قدرها 150 ألف ريال لكل شاب أو شابة يتقدم بفكرة جديدة في أي مجال يحقق خدمة للمجتمع، أو فكرة إبداعية منتجة.
- العديد من المبادرات الجديدة المنتظرة لخدمة المجتمع من مركز خدمة المجتمع في شركة دلة البركة.
- تقدم كل طالبة في كلية دار الحكمة 100 ساعة خدمة مجتمع خلال سنوات الدراسة في الكلية وتسجل لها هذه الساعات كمتطلب لإنهاء دراستها.
وبرامج أخرى عديدة تفتح الفرص الجديدة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف الإعاقات، وصعوبات التعلم وبرامج متنوعة لمختلف فئات المجتمع.
ما رأيته هو تفجر وثورة في البرامج والأفكار المتنافسة لخدمة المجتمع وهذه الثورة قد تكون بسبب ثورة القلوب الرحيمة والجادة والمسؤولة تجاه المجتمع ترافقها ثورة في الجيوب التي أخرجت أموالها لتنفقها على ثورة القلوب.
وتفاعلت الثورتان معاً في خط متواز تتبعان خطة تستهدف إصلاح وتطوير المجتمع ليس فقط للفئات الأقل حظاً اجتماعيا ومادياً، بل أيضا لجميع الفئات للقيام بدفع المجتمع للأمام.
وكنت قد كتبت في المقال السابق عمن سينشئ ناديا للتطوع؟ لخدمة جهة الطلب وجهة العرض في مجال التطوع ، فأجابتني دكتور نادية باعشن جزاها الله خيراً أن الحلم سيصبح حقيقة وهذه إحدى مبادرات مركز المسؤولية الاجتماعية في شركة دلة والتي سيتم الإعلان عنها لاحقاً.
فبشرى لكل من يتمنى أن يعيش في مجتمع أفضل إنسانيا وأخلاقياً وإن شاء الله علمياً واقتصادياً قريباً.
والخطوة الصحيحة كانت هي المبادرة التي قامت بها كلية دار الحكمة بجمع كل الأطراف الراغبة في تقديم خدماتها للمجتمع وتبادل المعلومات ونشر المبادرات. ولقد أثبت التشبيك NETWORKINGوإقامة حلقة اتصال من الجهات المختصة بينها وبين بعض أن هذه الطريقة هي أولى خطوات النجاح كي لا تصبح هناك ازدواجية ولا تكرار ولا تضارب بين هذه الأعمال المستهدفة جميعها خدمة المجتمع.
وكانت توجد كوكبة من المهتمات والمتخصصات في هذا المجال واللاتي طرحن العديد من المداخلات والمقترحات وأكثرهن كانت الأميرة المبدعة صيتة بنت الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، التي قدمت العديد من الاقتراحات البناءة ونحن معك يا صاحبة السمو، لدينا الكثير من الأفكار والمقترحات ونتمنى أن ترى النور على يد مثل هذه الجهات.
ولعل العديد منا قد يتساءل: توجد عندنا خدمة مجتمع من زمان فنحن نتبرع للفقراء وللجمعيات الخيرية لذا وجب علي هنا توضيح أن هذا مفهوم ضيق لخدمة المجتمع وتحقيق وتنفيذ المسؤولية الاجتماعية، فالمسؤولية الاجتماعية تصنف تحتها كل البرامج التوعوية والصحية والعلمية وحتى الترفيهية.
فزيارة المريض الفقير والمريض بمرض مزمن خدمة مجتمع، إقامة برنامج توعوي صحي يعتبر خدمة مجتمع، منح كرسي مجاني للتدريب في أي مجال يعتبر خدمة مجتمع، تحسين بيئة العمل خدمة مجتمع، الشفافية والصدق مع جميع الأطراف ذات العلاقة في أي مؤسسة خاصة وحكومية خدمة مجتمع.
وهذا هو ما يحثنا عليه ديننا الحنيف منذ أكثر من 1428 سنة.
وهذه دعوة صريحة ومعلنة لجميع فئات المجتمع أطفالا وشبابا وكبارا رجالا ونساء سعوديين ومقيمين هذا وطنكم مجتمعكم، هذا هو الوقت لإطلاق العنان لأحلامكم لتنظيف المجتمع وخدمته فقدموا أفكاركم لهذه الجهات واستغلوا ثورة الجيوب فخدمة المجتمع هي كل الخير الذي حثنا عليه ديننا الإسلامي الكريم.
نظافة الشارع خدمة مجتمع، نظافة اللسان والقلب يعتبر خدمة مجتمع، فمتى ننظف المجتمع

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي