قمة التضامن

[email protected]

لا يساورني شك أن العالم العربي من خليجه إلى محيطه يترقب ببالغ الشوق واللهفة ما ستسفر عن قمة التضامن (قمة الرياض)، بل إن العالم أجمع يتابع قمة الرياض بكل اهتمام، فالعقلاء في العالم كافة يتمنون لها النجاح لأن نجاحها هو نجاح لكل المساعي الهادفة إلى السلام والاستقرار في منطقتنا والعالم أجمع.
من هنا يعتبر هذا اليوم السابع والعشرين من آذار (مارس) من عام 2007م يوما تاريخيا مشهودا، ففي هذا اليوم يلتقي قادة العرب في عاصمة العرب (الرياض) تلبية للدعوة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أطال الله في عمره.
قمة الرياض يلتئم شملها والأمة تعيش حالة مخاض كثر فيها المتشائمون وقل فيها المتفائلون، ومن يقرأ واقعنا اليوم يجد صعوبة بالغة في الانضمام إلى أي من الفريقين أعني المتفائلين أم المتشائمين، فالمنطقة العربية تشهد أحداثاً دراماتيكية غير مسبوقة، فالأوضاع الأمنية خاصة في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة وإلى حد ما في لبنان، تعتبر مأساوية وهذا أقل ما يمكن أن توصف به. أما الحالة السياسية فهي الأخرى غير مستقرة وتشهد عواصف مستمرة. تتحكم فيها خطط واعتبارات المحتل بشكل مباشر في العراق وفلسطين، أو بشكل غير مباشر في بعض الدول الأخرى كما أن علاقات الكثير من البلدان العربية مع بعضها بعضا ليست على ما يرام وتخضع لمزاج البعض وإن لم يكن ذلك بشكل مباشر. وهذا ما يعزز ثقة المتشائمين في رأيهم حيال ما ينتظر من قمة الرياض .
غير أن للمتفائلين رأيا آخر ورأيهم هذا يعزونه إلى صدق النوايا لدى صاحب الدعوة وحامل لواء جمع الكلمة وموحد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز .
هؤلاء المتفائلون يؤكدون أنهم من واقع قراءتهم للمواقف المشرفة للمملكة العربية السعودية ولقائدها الملك عبد الله بن عبد العزيز والتي منها على سبيل المثال لا الحصر اجتماع مكة بالنسبة للفلسطينيين أو موقفه تجاه لبنان، وقبل هذا وذاك موقف المملكة تجاه ليبيا حينما عملت مع أطراف أخرى على إنقاذها من مأزق العزلة الدولية أو جهودها في حل المشكلة الأفغانية وغير ذلك الكثير مما يطول شرحه من المواقف المشرّفة. ما يحمل على التفاؤل بأن قمة الرياض ستكون انطلاقة قوية نحو الوحدة العربية التي تنتصر على الفرقة والتشرذم وتؤسس لعصر جديد من التآلف والتضامن لمواجهة العدو الذي يراهن على أن الخلاف بين العرب هو سلاحه الفتاك، وإذا ما استطاع العرب أن يرتقوا بحوارهم متجاوزين خلافاتهم فإنهم بذلك يكونون قد جردوا عدوهم من أهم وأمضى الأسلحة التي يقاتلهم بها، ولا شك أن ذلك يحتاج إلى أمر واحد وليس غيره وهو صدق النوايا والبعد عن الأنا التي ابتلى بعض العرب بها.
ومع احترامي وتقديري لكل المتفائلين وأعتز بأن أكون أحدهم فإن ما يجب علينا نحن كشعوب عربية ألا نفرط في التفاؤل ونتوقع أن هذه القمة ستحمل المصباح السحري الذي يحل جميع مشاكلنا، ولكن علينا أن نقبل بالقليل الذي يعد في نظري كبيراً بالنظر إلى تاريخ القمم العربية السابقة، فإذا ما استطاع العرب ومن خلال قمة الرياض أن يؤسسوا لعلاقات تحترم الرأي الآخر وتضع الآليات الكفيلة بحل ما يطفو على السطح من خلافات ثنائية بينهم مما يمهد الطريق لجمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم، فإنني أعتقد أنها ستكون من أنجح القمم وأفضلها وهذا هو المأمول بإذن الله تعالى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي