استمرار فقاعة أسهم المضاربة الخاسرة بالتضخم .. لكن إيجابية السوق مستمرة
أغلق الأسبوع المنتهي على انخفاض بمقدار 170 نقطة تقريبا أي ما يعادل 1.93 في المائة. ولعل ما دعاني أن أنشر الأحد الماضي أن أكتب مقالة تحليلية سريعة بعنوان "فقاعة جديدة تتشكل في سوق الأسهم السعودية. أين دور الهيئة"؟ ويمكن الرجوع إليها من خلال أرشيف الجريدة على الموقع الإلكتروني. وقرأها كم كبير من القراء وردود أفعال عديدة كان غالبها العاطفة ككل مرة. وكان هناك من المنصفين المتعمقين بالسوق العارفين به الذين كانوا يتفقون فيما ذكرت. ولم يكن هناك نقد موضوعي لما كتبت سوى العاطفة الخالصة. وكنت قد أيضا كتبت بتحليلي السابق يوم الجمعة أن مؤشرات السوق تشكل لديه انحرافات سلبية. وأظهرت أن القطاع البنكي أظهر قمتين صاعدتين double tops وهذه إشارة سلبية "فنيا" بعد رحلة صعود. وكتبت الكثير من النقاط التي عكست كثيرا مما حدث الأسبوع المنتهي ولا أقول طبعا إنها 100 في المائة. كتبت الأحد الماضي عن "فقاعة تتشكل" في الشركات الخاسرة وأكرر الشركات الخاسرة، أسهم المضاربة، أسهم المضاربين، أسهم التي لا تحقق أرباح أو أي قيمة مالية في موازناتها، أسهم الأقل أسهمها، أسهم التفخيخ، والتي يراها الكثير الآن هي طوق النجاة لتعويض الخسائر، وقد حدث للبعض ولا ننكر ذلك بقيادة الأسماك قائد المضاربات "الآمنة" كما يردد الكثير، أصبحت السوق لدينا ثلاث أسواق لا سوقا واحدة بمؤشر واحد كما يعتقد الكثير. سوق الأسهم القيادية الرابحة هي الأقل تفاعلا سعريا وتداولا ولا مجال للسيطرة عليها كـ "سابك"، "الراجحي" و"الاتصالات"، وأسهم البطيئة الحركة واستثمارية غير قيادية كـ "صافولا"، "الدوائية"، "التصنيع"، "المراعي"، "الأسمنتات"، "جرير"، وغيرها، والأسهم الساخنة المتحركة ذات التذبذب العالي والمتغيرات الكبيرة سواء خلال دقائق أو نص ساعة أو يوم أو أسبوع كـ "الأسماك"، "الباحة"، "مبرد"، "شرقية زراعية"، وغيرها. الآن سوقنا بهذه الطريقة منقسمة بدون رسميات وبدون قرار، وهذا هو المنوال الذي تسير عليه السوق، لذا نجد أن قيمة التداول تتركز في معظمها في أسهم المضاربة. وكتبت الأحد الماضي في مقالتي " الاستثنائية " لكي أحذر الجمهور. كيف كانت "الأسماك" بسعر 37 ريالا ثم 430 ريالا ثم عادت من حيث بدأت. ويقاس عليه كثير من أسهم المضاربة من "فيبكو"، "شمس"، "ثمار"، "مبرد"، "باحة"، وغيرها. لست هنا بصدد إقفال باب المضاربة بل هي طبيعة كل سوق مطلوبة وطبيعية. لكن لا أن تتم بالصيغة التي تتم لدينا. مضاربون سيطروا على شركات وأصبحت من أملاكهم. ويملكون حق الحصول على ريعها بالبيع في القمم والانحدار بها من حيث بدأت ثم رحلة جديدة وهكذا. التفصيلات كثيرة خاصة ونحن نتحدث عن تحليل أسبوعي. ولكن أريد إعادة تأكيد. إنني لن أتنازل عن رأيي ما لم يأتي نقيضه. فأي منطق مستحق لسعر "الأسماك" بسعر 130 ريالا؟ و"الشرقية الزراعية" 103 ريالات، و"الباحة" 63 ريالا و"شمس" 73 ريالا وهكذا للأسهم الخاسرة. ما يحدث هو تضخيم وفقاعة تتشكل في هذه الشركات، وقد تستمر بالارتفاع ولن يلتفت لما نقول وسيقال إن الأسعار ردت علي، ولكن ما يجب أن نقول للأمانة والإيضاح وهي مسؤولية كبيرة أن أقول الحقيقة بصراحة سواء هنا في صحيفتنا "الاقتصادية" أو في التلفزيون ورددت هذا على مدى الأسبوع الماضي بأكثر من أربع مقابلات فضائية وفي أربع قنوات فضائية. إذا قلت كل ما لدي من حقيقة وتوضيح، حتى لا تردد عبارة أين التحذيرات وأين المحللين؟ وسبق أن قلت أيضا في 24 أيلول (سبتمبر) 2005 هذا الكلام نفسه إن الأسعار مبالغ فيها وغير مستحقة وحذرت قبل الانهيار بأشهر، رغم قناعتي أن المؤشر سيواصل الارتفاع ويصل لمستويات غير متوقعة. فكما قلنا حين كان المؤشر أقل من عشرة آلاف فإنه سيصل إليها وقد وصل. ثم قلنا خمسة عشر وقد وصل إليها والعشرين ألفا أيضا. وحتى الخمس وعشرين سيصل لولا تدخل بقرار من الهيئة بتحديد نسبة تذبذب 5 في المائة يوم الخميس الذي كان الشرارة الأولى لهبوط السوق وتواكبت معها عوامل أخرى. الآن نحذر من أسهم الشركات الخاسرة وأسهم المضاربين طال الزمن أو قصر سيكون مصيرها سعرها المنطقي الذي سيعود إليها ولأسباب كثيرة المضاربة.
التعويض حق مشروع للجميع ولا يلام أحد على ذلك، فهناك من فقد 90 في المائة أو 80 في المائة أو 50 في المائة ومن باع منزله أو رهن راتبه أو باع سيارته، أو من تقاعد مبكرا، وغيرها من وسائل توفير رأس المال، والأغلبية حقيقة لا يدركون "فن" المضاربة، لأنها علم وخبرة قائمة بذاتها، ولكن يصرون أنها ليست علما وأن كل القضية مسألة حظ وتوفيق. وأقول للجميع حقك أن تضارب ولكن ضارب باستراتيجية، معرفة المخاطر والخطورة، وبعلم، وتحليل، ومقارنة، يجب أن يكون لديك منهجية كافية لكي تدرك المضاربة، وحتى لا يكون لدينا شباط (فبراير) آخر. وأكتفي بهذه الإيضاحات تبعا لما كتبت الأسبوع الماضي، وتحدثت بها تلفزيونيا، وهذه أمانة أمام رب العباد سبحانه يجب أن أقولها، ومصلحة الوطن أغلبها على مصالح شخصية رغم جاذبية وأغراء السوق. ومصلحة المواطن البسيط غير المدرك للعبة وفن السوق. وهذه هي الأسس التي أنطلق منها فقط لا غير، وأدرك سلفا أن كل هذا الحديث لا يروق للمضاربين ولكن كلمة حق أقولها رغم كل جاذبية السوق والأرباح الفلكية التي تتحقق.
تحليل السوق
الثلاثاء قبل الماضي أي في 06-03-2007. ظهرت "شمعة فنية" اسمها "دوجي" ويمكن مشاهدتها من الرسم الفني للمؤشر، وهي أتت في القمة، ومؤشرات متضخمة لتلك الفترة، وهي إحدى إشارات الانخفاض القادمة. وذكرت في التحليل الأسبوع الماضي أن هناك انحرافا سلبيا يتشكل وهو ما حدث ووضحته بالرسم الفني تماما. وحصل هذا مع توالي الأيام، وكان التأثير قد أتى من القطاع البنكي الذي انخفض والاتصالات و"الكهرباء" و"الصناعي" و"الأسمنت" ظلت متماسكة، وحصل الانخفاض خلال الأسبوع المنتهي بحصيلة أخيرة خسارة 170 نقطة. وكان دور البنوك دائما في آخر اللحظات يقلص الخسائر للمؤشر. وسنرى خلال الأيام المقبلة مدى الاستحقاق الذي يتم في آخر الدقائق من السوق. الانخفاض كان متوقعا في المؤشرات الفنية خاصة أن السوق استمرت ما يقارب الشهر وهو مرتفع بصورة إيجابية، فهي إذا طبيعية أن تتم، ولكن التفاعل الأكثر كان في أسهم المضاربة التي استمرت بالارتفاعات بنسب عالية جدا، وكان جني الأرباح للأسبوع الماضي متفرقا وغير شامل في السوق، فهي انتقائية، ويصعب بالطبع أن نحلل كل شركة "فنيا" لنرى أين تحقق السعر فنيا وأين يتجه، ولكن سنحلل القطاعات وهي كانت قريبة مما تم الأسبوع قبل الحالي. ومن المهم القراءة اليومية لا اللحظية للمؤشرات حتى تكون الصورة أكثر وضوحا وقراءة. أبرز ما يمكن أن يقال عن الأسبوع المنتهي هو أسبوع المضاربة والمضاربين والتذبذبات العالية وهذا له دلالاته المستقبلية.
حفل الأسبوع المنتهي بأخبار إيجابية عديدة، مثلا، "سبكيم" توصي برفع رأسمالها كل ثلاثة أسهم يقابله سهم من خلال عملية تحويل من الاحتياطي، "الغذائية" تعلن عن استحواذ على إحدى الشركات وإن لم يكن هناك تفصيل. توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين "معاد" و"سابك" قيمتها 13 مليار ريال، "الدوائية" تؤسس شركة جديدة، هذه الأخبار للأسبوع المنتهي إيجابية ومميزة للشركات التي أعلنت، وهذا يعزز الجانب الإيجابي في الشركات والاستثمار بها لفترات طويلة قياسا بالزمن. والملاحظ أن المحفزات للشركات الحالية الآن في غالبها أعلنت، ولا يوجد شيء مؤثر بصورة أساسية على السوق، وبالتالي ستفتقد السوق هذا الزخم الذي يبني عليه الكثير من المضاربين، وطرح اكتتابات جديدة الآن يعتبر مميزا لامتصاص نسبي لقوة الاندفاع في أسهم المضاربة على الأقل، على أن يعقب ذلك اكتتابات أكبر وجوهرية تكون عاملا مهما في استقرار السوق وتتركز أكثر.
المؤشر العام يومي و "الأشكال الفنية"
المؤشر العام لم يستطع تجاوز مقاومة مهم وهي 8.764 نقطة، فقد اخترقها ثلاث مرات ولكن لم يقفل أعلى منها، وهي توضح قوة لهذا المستوى، فتراجع المؤشر إلى أن وصل 8330 نقطة تقريبا. والواضح الآن أنه خرج من مسار صاعد كما حدث قبل أسبوعين وعاد للمسار الصاعد نفسه. إذا المؤشر يواجه صعوبتين مقاومة لم ينجح في اختراقها. ومسار صاعد من جديد يكسر منخفضا، للمرة الثانية، وإن أردنا البحث عن محفزات وقوة للسوق تضعه ممسكا بالمؤشر إيجابيا لا أجد محفزات أساسية كبيرة للسوق، لتدفعه للارتفاع كما حدث في المرحلة السابقة أي الشهر الماضي، لكن الأهم الآن هو البحث عن مستوى ارتداد جديد فيما لو قدر أن يكون الانخفاض هو المسيطر للفترة القادمة. ولكن يظل المؤشر الآن إيجابيا من حيث إنه أعلى من متوسط 100 يوم و50 يوما. ولكن المهم الآن أن يكون متوسط 50 يوما ثم يأتي بعده وهذا مهم. ومتى تم واستقر لفترة زمنية كافية نستطيع القول إن المؤشر أكثر قوة وتماسكا، الدعم الآن كما يلي 8.521. 8.464. 8.340. 8.230. 8.106 نقطة. المقاومة الآن هي كما يلي : 8.626. 8.753. 8.835. 8.956 نقطة.
القطاع البنكي يومي
القطاع البنكي مقارب للمؤشر العام، والأسبوع الماضي وضعت مستطيل على القمتين الصاعدة بأنها إشارة سلبية، وتحقق هذا الأسبوع ما ذهبنا له وانخفض القطاع المصرفي، فتكون للقطاع المصرفي مقاومة صعبة الآن عند 25.170 نقطة، وكسر مسار صاعد القطاع البنكي بتراجع البنوك المؤثرة على المؤشر العام، ووضحنا الانحراف السلبي لمؤشر RSI الأسبوع الماضي وتحقق تأكيد له الأسبوع المنتهي، إذا القطاع المصرفي ما زال بمسار هابط على اليومي. ولديه الآن دعم مهم عند 22.661 نقطة، ويجب أن نراقب مؤشر RSI لأنه سيوضح مستوى الارتداد لو قدر له ذلك.
القطاع الصناعي يومي
ما زال القطاع الصناعي يحافظ على مساره الصاعد من خلال الخطين المتوازيين، وقد حقق المؤشر الصناعي الهدف حين وصل إلى 20.240 نقطة كما هو واضح من المثلثات، والتحدي الآن هو مدى قدرة القطاع على تجاوز نقطة المقاومة التي ذكرنا، ومن خلاله يحافظ على المسار الصاعد، فهو محل اختبار مهم الأسبوع المقبل. وتتبع سهم "سابك" وحركته ستوضح ذلك. القطاع حتى الآن إيجابي ولكن على المحك لتحديد مدى الاستمرارية.
قطاع الأسمنت يومي
يعتبر أفضل القطاعات توازنا ومحافظة على ارتفاعاته منذ شهر شباط (فبراير) الماضي أي ما يقارب 40 يوما، وهو الآن لامس المسار أو الترند الأعلى مرتين (نذكر بما حدث في القطاع المصرفي double tops)، ثم انخفض خاصة أنه أتى بعد رحلة صعود أكثر من جيدة، ولكن بصورة عامة سيكون أكثر صعوبة أن يخترق المسار الصاعد مع مرور الوقت، إلا أن يبحث عن مستوى مقاومة أقرب ومتدرج. وسيتضح الأسبوع المقبل بشكل دقيق، مؤشر RSI بمسار سلبي، ويلامس الترند "الأخضر" ثم ينخفض، القطاع واضح أنه أكثر استقرارا أو ميلا للانخفاض المحدود بعد رحلة صعود إيجابية.
قطاع الخدمات يومي
قطاع الخدمات الآن يقف عند زاوية مثلث مهمة جدا لتحدد مسار القطاع، والقطاع حقق تماسكا وارتفاعا بسبب ارتفاع الأسهم الاستثمارية خصوصا في قطاعات كجرير وعسير مثلا. والواضح أن القطاع يمتلك أسهم المضاربة في العديد من الشركات التي لها إسهام مهم في القطاع، ولكن هناك انحرافا سلبيا في القطاع من خلال مؤشر RSI منخفض كما يتضح، ومن المهم مراقبة زاوية المثلث لقطاع الخدمات.
قطاع الكهرباء يومي
قطاع الكهرباء كسر الترند إيجابيا وصاعدا. وهو الآن أقل من الترند السفلي للقطاع. وبالتالي يحتاج الكهرباء إلى أن يثبت مدى إن كان كسرا حقيقيا ويستمر الأسبوع القادم وهو بذلك يكون سلبيا. أو أن يستمر وسيكون بمسار أفقي جديد للقطاع وهذا مهم. مؤشر RSI اتجاه سلبي، ولكن قد يتجه للأفقي أكثر من استمرار الانخفاض.
قطاع الزراعي يومي
ما زال القطاع الزراعي يحافظ على ترند صاعد وواضح وليس لديه خطورة أو محك اختبار على الأقل بإغلاق الأربعاء. لكن ما يجب أن نتنبه له هو أن القطاع سريع التغير والانعكاس تبعا للأسهم المدرجة به للمضاربة. ومن يستطيع "اللعب" على القناة الصاعدة سيكون جيدا في تحديد مستويات الدخول والخروج من القطاع ولديه مقاومة مهمة لم يخترقها وهي قمتان صاعدتان فشل في اختراقهما وهي عند 6415 نقطة، وسنرى الأسبوع المقبل.
قطاع الاتصالات يومي
قطاع الاتصالات مقارب في الترند للكهرباء فهو كسر الترند صاعدا، ولكن التأكيد لن يكون واضحا إلا الأسبوع المقبل هل سيستمر بالاتجاه الأفقي أم لا، ومهم أن ندرك أن قطاع الاتصالات استثماري وليس من السهولة توجيه هذا القطاع بمرونة عالية. مؤشر RSI يتجه سلبيا بانخفاض، هناك دعم أساسي لسهم الاتصالات عند 72 باعتبار "الاتصالات" الأقوى تأثيرا في القطاع كسر هذا المستوى منخفضا إشارة سلبية للقطاع وسعر السهم. المؤشرات الفنية ليست متضخمة ولكن الزخم ليس عاليا في السهم.
كلمة
"ترى السمكة الطعم ولا ترى السنارة، ويرى المضارب الربح ولا يرى الخسارة".