زواج وأرض وقرض!!
قضية تشغلنا كثيرا وتؤرق الجيل الجديد وهي تأمين السكن، الذي أصبح هما يأتي في المرتبة الأولى. وماله من انعكاسات على الفرد والمجتمع.
سؤال يطرأ على البال كثيرا هذه الأيام أيهما الأهم أو الأولى؟ أن تتزوج أولا ثم تبدأ رحلة البحث في المجهول عن الأرض ثم القرض ثم البناء وتأمين المسكن وكلها مراحل متتابعة ومحطات لرحلة العمر للفرد– يستثنى منها من ولد وفي فمه ملعقة من ذهب وهم قلة بالمناسبة - في هذا الزمن الذي يبحث فيه كل إنسان عن الاستقرار وتأمين مستقبله وأسرته.
والخيار الثاني هل تبدأ الرحلة عكسيا بحيث تعمل حتى تؤمن المسكن قبل الزواج ؟ وهنا قد يطول بالإنسان الأمد لتأمينها ويكون قد شارف على أبواب التقاعد حتى وإن كان مبكرا وماذا بقي للإنسان من حيل في الزواج وتربية الأبناء في سن متأخرة جدا؟!
البعض يرى أن الخيار الأول هو الأمثل وهم الأغلبية مما نشهده، أنا شخصيا من مؤيدي الزواج المبكر لأنه سبب رئيس بإذن الله في الاستقرار وتحقيق أحلام المستقبل للزوجين وأبنائهم إذا بنيت العلاقة على المودة والتفاهم والصبر، ويمكن بعدها العمل معا على تأمين المسكن على المدى البعيد.
تصوروا حتى صناعة العقار أصبحت تشكل ثقلا وضغطا كبيرا على الحياة الاجتماعية وقد يكون العقار من مسببات المشكلات الأسرية وخصوصا تملك السكن إذا لم تكن الخيارات مطروحة والبدائل متوافرة.
لقد سئمنا من مشاريع الوهم ومستغلي حاجات الناس وشركات المخطط الواحد واليتيم وغيرها، حاليا مع المرحلة التصحيحة التي تشهدها السوق نجد أن هناك طردا لمثل هذه الشركات والأفراد بسبب تشديد الرقابة عليهم وعدم تمكينهم من الدخول وإيقافهم عند حدودهم. الحاجة اليوم إلى مشاريع الإسكان وقلناها كثيرا وفي مناسبات عديدة الاستثمار فيه مربح ومجز ولكن لابد من دخول التجار والمستثمرين في هذا القطاع وتوفير السيولة اللازمة له والتي تقدر بمئات المليارات من الريالات، ولابد من النظر في جميع البدائل، وليس فقط البيع النقدي لمن يملك فليس كل المواطنين لديهم استطاعة للشراء نقدا.
الحل الشامل لهذه المعضلة هو نظام الرهن العقاري والذي نأمل أن يرى النور قريبا، وكذلك في وجود شركات استثمارية كبرى لها نظرة ورؤية استراتيجية بعيدة الأمد، البنوك تستطيع أن تفعل الكثير إذا دخلت السوق بأسلوب أكثر تنظيما وليس مجرد قرض وفوائد ومطالبات.
هل يمكن أن تقوم جهة ما خاصة بتقديم قروض شاملة أي قرض زواج وقرض أرض وقرض سكن؟ ربما ياتي ذلك اليوم قريبا.