الإعلام في جامعة الإمام

[email protected]

مساء الثلاثاء الماضي أقدمت كلية الدعوة والإعلام على خطوة غير مسبوقة حينما أعلنت عن تنفيذها لأكثر من عشرين مشروعاً وبرنامجاً رئيسياً وفرعياً هدفها التطوير والارتقاء بمخرجاتها، الأمر الذي جعل أحد كبار المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام وهو وكيل الوزارة للإعلام الخارجي د. صالح النملة يراهن على أن التطور الذي أقدمت عليه الجامعة سيسهم بشكل كبير في القضا على معضلة عدم توافق خريجي هذه الأقسام مع متطلبات سوق العمل (الأقتصادية 15/مارس/2007م).
قد يرى البعض أن شهادتي في القائمين على كلية الإعلام التابعة لجامعة الإمام مجروحة باعتباري أحد خريجيها. ولكن الواقع يفرض نفسه، فالعمل الدؤوب الذي يقوده مهندس التطوير في الكلية أستاذنا القدير د. محمد الحيزان وبمساندة من رفاق دربه، يجعلنا نشعر بالكثير من التفاؤل، والأجمل في الموضوع أن عمليات التطوير لم تقتصر على الأجهزة والمعدات التي تعد الأحدث (تكنولوجياً)، فهذه وعلى الرغم من أهميتها لم تكن أولوية بالنسبة للدكتور الحيزان وفريقه، بل إنهم تجاوزوا ذلك إلى محور العمل الإعلامي وهو الإنسان، ومن يتمعن في عمليات التطوير التي شهدها قسم الإعلام في الجامعة خلال الفترة الماضية سيلحظ بوضوح حجم القفزة الهائلة التي تحققت سواء من حيث إعادة النظر في التخصصات التي جاءت متماشية مع متطلبات السوق بإضافة شعب جديدة كالإعلام الإلكتروني أو الاتصال التسويقي أو غيرها، أو كان ذلك من حيث التركيز على جوانب التطبيق والبعد عن عمليات التلقين المتبعة في السابق. ولعل معرض تاريخ الاتصال والاستديوهات الحديثة وغيرها من معطيات التقنية الحديثة أحد الشواهد البارزة على عمليات التطوير التي يشهدها القسم حالياً، ثم إن هناك مبادرة أخرى تحسب للكلية تتمثل في تلك الخطوة الرائدة حينما أقدمت على قبول مجموعة من الطالبات لدراسة الماجستير في الإعلام، ذلك التخصص الذي ظلت الفتاة السعودية محرومة من دراسته في الداخل وهو ما يعد نواة للتوسع في هذا المجال لإيجاد التخصص في مرحلة البكالوريوس.
الحقيقة أننا أمام زخم هائل من الأعمال التي تستحق الثناء، ولأنني على ثقة بأن القائمين على الكلية عموماً وقسم الإعلام على وجه الخصوص حريصون على معرفة كل ما يسهم في العمل التطويري، فإنني آمل أن تتم دراسة تطبيق المقترحين التاليين:
أولاً: أن توضع معايير محددة لآلية القبول في قسم الإعلام بمعنى أن تكون هناك لجنة للقبول تكون مهمتها الكشف عن مدى ملاءمة المتقدمين للإلتحاق بهذا القسم لدراسة الإعلام بعيداً عن مسألة المعدل التي لا تعدو أن تكون أحد المؤشرات فقط، بمعنى ألا يتحول القسم إلى ملاذٍ للطلاب الذين رفضتهم الأقسام الأخرى.
ثانياً: كلنا يعلم أهمية تسلح الإعلامي بمهارتي اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، فهاتان المهارتان تعدان أساساً للعمل الإعلامي، وكم أتمنى لو كانت هناك سنة تحضيرية لمن يرغب دراسة الإعلام تقتصر على تدريس اللغة الإنجليزية مع التركيز على المصطلحات الإعلامية أو لغة الإعلام. وكذلك مهارة التعامل مع الحاسب.
أعتقد أن مثل هذا المقترح جدير بالدراسة، وأجزم أن ذلك سيكون أحد العوامل المهمة في جودة المخرجات.. والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي