التعاون مع مراكز الأبحاث العالمية ... آفاق واسعة

[email protected]

خلال النصف الثاني من الشهر الماضي ، نشرت بعض الصحف المحلية عدة تقارير عن برامج للتعاون بين جامعة (إم. آي. تي.MIT) الأمريكية وبعض المدن الاقتصادية الجديدة في المملكة . وكانت هناك زيارة لفريق من الجامعة لمدينة إلى مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ لتقويم احتياجات المدينة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات . ويأتي التعاون مع الجامعة في ذلك المضمار التقني لتوظيف أفكار مبتكرة تضمن للمدينة الاقتصادية المحافظة على مركز متقدم بين المدن الذكية في العالم ما يعزز عناصر الجذب التي تقدمها للمستثمرين على المدى الطويل .
أما البرنامج الآخر للتعاون مع الجامعة ذاتها فقد كان الاتفاقية التي كشفت عنها شركة ركيزة القابضة ، المطورة لمدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد في حائل ، لإنشاء مركز وطني لتشجيع ممارسات روح المبادرة لدى الشباب السعودي "Entrepreneurship Center" بالشراكة مع المدينة الاقتصادية ، الهيئـة العامـة للاستثمار ، وصندوق المئوية . وتنطلق فلسفة المركز من تجربة طويلة لكلية سلون للأعمال (MIT Sloan School of Management ) في تأهيل ومساندة الشباب لترسيخ الأسلوب الاحترافي الاحترافي لتطوير روح المبادرة في الأعمال . كما يهدف المركز من خلال منهجية تراكمية منظمة إلى تذليل ما هناك من عقبات قد تقف حجر عثرة في طريق تبني آليات رأس المال الجريء كرافد من روافد التمويل والتوسع في تأسيس المنشآت الصغيرة والمتوسطة .
وفي نفس الإطار الزمني نفسه تقريباً للإعلان عن تلك هاتين المبادرتين للتعاون مع جامعة (MIT ) في كل من تقنية المعلومات وإدارة الأعمال , زار المملكة فريق من الجامعة بدعوة من شركة أرامكو السعودية لبحث فرص التعاون في مجال آخر على قدر كبير من الأهمية ألا وهو دراسات الطاقة .. ومن حُسن الحظ أن تهيأت الفرصة خلال تلك الزيارة لاستضافة جمعية خريجي الجامعة في المملكة أحد أعضاء الفريق لإلقاء محاضرة في الرياض برعاية صحيفة "الاقتصادية" وشركة صفرا السعودية .. وبالرغم من الطبيعة المتخصصة للمحاضرة، إلا أنها شهدت حضوراً كبيراً استمع إلى آخر المستجدات في تحديات الطاقة العالمية وبرامج الأبحاث والدراسات المتعددة التي يعكف عليها العلماء في مراكز وأقسام مختلفة من الجامعة للتعامل مع تلك التحديات مستقبلاً تحت مظلة برنامج موحد لتجنب الازدواجية ، تسريع الخطى ، والإفادة من التنوع العلمي الذي تتميز به مختبرات (MIT) .
ومن المعروف أن تلك الجامعة مؤسسة تعليمية خاصة ( غير ربحية ) ، عرف عنها تشجيع البحث في الموضوعات الموضوعات والآفاق الجديدة في العلوم والتقنية وكذلك القضايا التي تخدم قطاع الأعمال . ولعل أحد الملامح المتميزة للجامعة تركيزها على نشر المعرفة، إذ شاركت في تأسيس مرافق بحث وجامعات في كثير من أنحاء العالم معظمها على غرار مختبر الأبحاث الشهير في الجامعة المسمى ( ميديا لاب) Media Lab) ، وقد أتاحت الجامعة ، في السنوات الأخيرة ، في بادرة تعد الأولى من نوعها ، جميع المواد التي تدرس في مناهجها ليطلع عليها من يشاء في موقعها الالكتروني الإلكتروني على شبكة المعلومات دونما مقابل مادي ، الأمر الذي يعد مبادرة عملاقة في التشجيع على نشر المعرفة والتعلم لجميع بني البشر .
وقد حصل ثلاثة وستون من منسوبي الجامعة حالياً وسابقاً على جائزة نوبل . وفي واقع الأمر ومنذ عام 1944م أعطيت جائزة من جوائز نوبل كل سنة تقريباً لعضو أو أكثر من أعضاء جامعة ( MIT ) كان من بينهم أساتذة وباحثون وخريجون .
ومن ثم فإن التعاون مع مراكز أبحاث مرموقة كجامعة (MIT) وغيرها يفتح آفاقاً واسعة أمام المدن الاقتصادية والشركات القيادية في المملكة للنهل مباشرة من منابع المعرفة التي ينهل منها الآخرون في الدول الصناعية المتقدمة , إلا أن ذلك التعاون لا بد أن يُبنى على أسس شراكة مستدامة كي يؤتي أكله . ولعل من أولى تلك الأسس تأهيل وتدريب عناصر وطنية في تلك المراكز، وهو ما تنبهت له شركة أرامكو السعودية في وقت مبكر ، كما يبدو أن شركة ركيزة تنبهت إليه أيضاً عندما أطلقت برنامجاً لتدريب 120 فرداً في إطار الشراكة مع جامعة (MIT) ، وهي خطوة نتطلع إليها من مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ ومن ما قد يكون هناك من مبادرات أخرى مشابهة في المستقبل .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي