زان وزانية ... "ولقيــط" خاطئ ومخطئة أنجبا (لقيطا)
يقال والعهدة على (الراوي) إن "لقيطا" تم الاعتناء به في دار الأيتام منذ طفولته حتى تخرج في الجامعة... وكان لطيفا ومحبوبا واجتماعيا... وكان أيضا (متكيفا) مع (تاريخه المجهول) ـ وذات يوم (عيّره) أحدهم ـ أثناء انفعاله - بأنه "لقيط" وأنه (ابن خاطئة)، فابتسم قائلا: نعم.. أنا لقيط وأمي كما تقول عنها... لكن (أمك أنت) فاضلة وهذا معروف... ولك جدتان .. أيضا معروفتان فاضلتان.. وبعد جيل ثالث لك أربع جدات... أيضا فاضلات.. وكل جيل فيما بعد يتضاعف عدد جداتك .. وبعد عشرين جيلا فقط يكون عدد "جداتك" ملايين الجدات ... هل كلهن "مضبوطات؟؟ - المنطق يقول "لا" ... يعني ما فيهن واحدة مثل (أمي) أخطأت وأنجبت لقيطا... وحينئذ يكون جدكم كلكم مثلي.
من ناحية أخرى، لماذا تعيرني "بأمي الخاطئة"؟... لماذا لا تعيرني (بأبي الخاطئ)؟ أليست أمي وأبي أمام الله والشرع متساويين.. إثمهما واحد وعقوبتهما واحدة.. لماذا يعير أمثالي "بأمهاتهم" وقد تكون أم مخدوعة ولا يعيروا (بالأب)، الذي غالبا ما يكون خادعا ـ أو "مغتصبا" (والفقيه) الشاعر يقول:-
لا تلق ربك سارقاً أو خائناً أو شارباً أو ظالماً أو " زاني "
قل إن رجم الزانيين كليهما فرض إذا زنيا على الإحصان
والرجم في القرآن فرض لازم للمحصنين ويجلد البكران
وصدق من قال فعلا إن ظلم "المرأة" في هذا الخطأ عادة اجتماعية وصفها أحدهم بقوله...
تسأل الأنثى إذا تزني وكم مجرم دامي الزنا لا يسأل
وسرير واحد ضمهمــا تسقط البنت ويحمى الرجل
صحيح أن أبي "مخطئ" لأنه (زنى) ... فلماذا أنت في مراهقتك كنت تتردد على (بانكوك)؟ ... أكنت تزورها (للهدى) أو (للهوى)؟... فبيتك يا عزيز من زجاج هش.
فبهت الذي عيًره بأنه لقيط... وقال: الله يهدينا جميعا ويعفو عنا جميعا.. لماذا لم تدرس في كلية الحقوق بدلا من كلية الآداب؟ - وهات رأسك أقبله وتوبة، توبة يا صديقي العزيز.
هذه المقدمة أقدمها لكل الذين ـ يتنابذون بالألقاب .. ويتفاخرون بالأنساب.. بينما عيوبهم وخطاياهم تناطح السحاب.