أين حق المواطن صحيا؟!

www.alfowzan.com

من أساسيات حقوق المواطن الأمن والتعليم والصحة، هذه الأسس الثلاثة متطلبات لا يمكن أن يستغني عنها مهما كان هذا المواطن في أي منطقة كانت في بلادنا، وسأركز اليوم على الصحة لأننا لا نزال نشهد القصور الكبير في هذا الجانب، ومن عدة أوجه، منها مثلا نقص المستشفيات مقارنة بحجم المدن والنمو السكاني ونقص تجهيزاتها بالإمكانيات الطبية والبشرية ذات الكفاءة العالية لكي تتمكن من أداء خدماتها على النحو الأفضل.
من ناحية أخرى، هناك بعض المباني لمراكز طبية هي في حقيقتها مساكن مواطنين تم استئجارها على غرار ما كانت عليه حكاية المدارس المستأجرة، فلا يوجد بناء نموذجي متكامل، فضلا عن ضعف الرقابة عليها من قبل وزارة الصحة أو على المستشفيات، علاوة على ما تطالعنا به صحفنا بين الحين والآخر, حول حوادث القبض على طبيب مزيف أو كادر طبي غير مؤهل لا يعمل بتراخيص رسمية. وقد تعرضت شخصيا لتجربة مريرة قريبة العهد، حيث ذهبت إلى مستشفى الإيمان في الرياض لزيارة قريبة لي أخذها قريب لي إلى هناك، حيث كانت قد أصيبت بغيبوبة مفاجئة، كان في استقبالي في الطوارئ "قطة" تمر بسرعة ومعها فريستها، كما وجدت الكراسي المتحركة للمرضى مقيدة بسلاسل حتى لا تُسرق ـ كما قيل لي هناك ـ كذلك شاهدت مرضى في الممرات والطرق داخل المستشفى، استفسرت فقيل لي: هذا شيء عادي وطبيعي. والسؤال: أين الرقابة على المستشفى من إدارته أو وزارة الصحة نفسها، هذا الوضع اضطرني إلى نقل قريبتي المريضة إلى مستشفى الشميسي، ووجدت الوضع ليس بأحسن حالا من سابقه، حيث وجدت في ممراته كملا هائلا من البشر. وحين أبديت استغرابي قال لي المسؤول: المرضى يأتون من كل مكان حتى من جازان وتبوك، وفي هذا الزحام لمحت مريضا بيده بعض الأدوية يريد تناولها، لكنه لم يستطع لأنه لم يجد كوب ماء؟!
استأت للوضع فأخذت قريبتي إلى مستشفى خاص في سيارتي الخاصة وتم تقديم العلاج اللازم لها، بحمد الله، هذه العناية من قبل المستشفى الخاص، لم تكن في قناعة قريبي الذي أخذها في السابق إلى المستشفى الحكومي ظنا منه أن المستشفيات الحكومية أكثر مصداقية وأمانة.
إنها أول مرة أدخل هذه المستشفيات في الرياض، إذا ماذا عن القرى والهجر؟!
القطاع الصحي يحتاج إلى وقفة محاسبة، ماذا أنجزت الوزارة بلغة الأرقام والحقائق، وليس بلغة: (مستشفياتنا راقية تضاهي مثيلاتها في العالم) لأن هذه التي لا يضاهيها في العالم ليست في متناول كل مواطن؟!
أتمنى من الوزارة أن تركز على كفاءة عملها وتسعى إلى تحسين جودة الأداء في قطاعنا الصحي وألا يكون المواطن ضحية عدم وجود أسرّة أو أطباء أو دواء، أو أن يكون عرضة لأخطاء طبية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي