كل جنادرية وأنتم بخير
اتذكر أني كنت أصغر الإعلاميين الذين أقلتهم حافلة تابعة للحرس الوطني دعوا لزيارة القرية الشعبية في الجنادرية للاطلاع على آخر الاستعدادات لافتتاح أول مهرجان وطني للتراث والثقافة ينظمة الحرس الوطني، صحبنا في جولتنا تلك كل من الدكتور عبد الرحمن السبيت واللواء سعد أبو اثنين . وكان الاثنان يتحدثان بلغة ملؤها بالحماس والأمل؛ أعود قليلاً بالذاكرة إلى الوراء فلا أرى سوى سور طيني يحيط بموقع قال لنا الدكتور السبيت في حينها هذا هو السوق الشعبي وإلى الغرب منه مسجد صغير بني على الطراز النجدي القديم. في تلك الظهيرة إستمعنا نحن الإعلاميين بشيء من الاستغراب إلى حديث الدكتور السبيت واستوقفتني كثيراً عبارة قالها ومازال صداها يتردد في مسمعي واستحضرها سنوياً خصوصاً عندما أشاهد الحشود المثقفة التي تؤم الرياض مع إطلالة كل مهرجان . العبارة التي قالها السبيت نقلاً عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله - مؤسس هذا المهرجان وداعمه الأول (إننا نطمح لإقامة مهرجان سنوي يضم كل مظاهر التراث والثقافة ويؤمه المثقفون العرب في تظاهرة فريدة ليس الهدف منها سماع المديح بل الحفاظ على تراث الأمة وثقافتها وشحذ الهمم للمزيد من الإبداع) عموماً ها هي الأيام تدور ويمر علينا اثنان وعشرون مهرجاناً وطنياً تتواصل فيها الأنشطة ويمتد خلالها الإبداع وها هي خططك يا أبا متعب تثمر عن مهرجان فريد من نوعه حافل بكل معاني الإبداع .
المصادفة وحدها قادتني قبل يومين لسماع مقابلة مع أحد الدبلوماسيين الأجانب. هذا الدبلوماسي قال بالحرف الواحد إنني وغيري من رجال السلك الدبلوماسي والجاليات المقيمة في المملكة نترقب بشوق ولهفة موعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة لنطلع سنوياً على التراث السعودي، الدبلوماسي أضاف عبارة اختزل فيها رسالة المهرجان حينما قال "عندما تزور الجنادرية فأنت تتلقى بكل حواسك الخمس تراث وثقافة المملكة إنك تسمع وتشاهد وتتذوق وتلمس وتشم" أعتقد أن العبارة السابقة تعبر وبصدق عن الدور الكبير الذي يقوم به المهرجان والرسالة المتكاملة التي ينقلها .
بقي أن أشير هنا إلى بعض المقترحات التي أتمنى من القائمين على المهرجان دراستها والنظر في إمكانية تطبيقها وأجزم أن صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية ونائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة حريص على سماع كل المقترحات والعمل على تفعيل ما هو صائب منها وهذه المقترحات تتمثل في الآتي:
إعادة النظر في أوقات العمل بحيث تبدأ الفعاليات من العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً بحيث تكون لفترة واحدة بدلاً من فترتين بينهما فاصل زمني يمتد أربع ساعات تقريباً ، ولا يخفى على الجميع الصعوبات والإشكاليات التي تحدث بهذا السبب .
وامتداداً للإقتراح السابق حبذا لو أتيحت الفرصة للعائلات بحيث يصطحب رب الأسرة عائلته ويتجولون في أرجاء القرية الشعبية سوية بدلاً من تخصيص معظم أيام المهرجان للرجال ونحو أربعة أيام للنساء .
نظراً لكبر مساحة القرية الشعبية وتعدد الأنشطة وتباعد المسافة بين الفعاليات والمباني، فأعتقد أن توفير وسيلة ملائمة للتنقل داخل القرية أصبح مطلباً ملحاً وقد يكون توفير القطار الكهربائي أو حافلات صغيرة لنقل الزوار هو الحل الأمثل لهذه المسألة .
إذا ما رأى القائمون على المهرجان وجاهة المقترحين الأول والثاني فأعتقد أن إيجاد مطاعم ومقاهى وافية يكون باستطاعتها تلبية رغبات الزوار أمر في غاية الأهمية خصوصاً أن الفرصة ستكون سانحة لرب الأسرة لقضاء يوم كامل بصحبة عائلته في رحاب القرية الشعبية وعندها سيكون الجميع بحاجة إلى تناول وجبة الغداء في الموقع .
وكل جنادرية وأنتم بخير والله من وراء القصد.