اتفاق مكة إضافة مهمة للسجل السعودي الخالد
تابع العالم بأسره خلال الأسبوع الماضي وقائع اللقاء التاريخي الذي احتضنته العاصمة المقدسة وضم رفاق الدرب وإخوة السلاح من رجالات فلسطين الحبيبة الذين لبوا نداء العقل وصرخة الحق التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز, مدوية وجاءت في خضم مرحلة صعبة وعسيرة من مراحل الكفاح الفلسطيني صار السلاح فيها هو لغة الحوار وعمت فيها الفوضى واإختلط الحابل بالنابل ليتحول إخوة الأمس إلى أعداء ومن كانوا أمس يدافعون عن القضية أصبحوا متناحرين يقتل بعضهم بعضا والعدو يقف في مقاعد المتفرجين مبتهجاً بذلك النصر الذي لم يحلم به ، في الحقيقه أننا أصبنا بالذهول وكدنا نفقد الأمل, بل إن التشاؤم كان هو سيد الموقف ولم يكن أمامنا إلا الإبتهال إلى العلي القدير أن يقيض للأمة من ينتشلها من بؤر الظلام وسوداوية الجهل والحمق .
ولأن بلادنا حماها الله وكما هو دينها دوماً ومنذ أن أرسى دعائمها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وهي حامية حمى الدين نصيرة العروبة والإسلام فقد استشعر الفارس الهمام عبد الله بن عبد العزيز واجبه الديني والوطني وانبرى لهذه المهمة العسيرة متسلحاً بإيمانه بالله ومستنداً إلى ثوابت وطنه ومستلهماً الإرث التاريخي لأسلافه الذين سطر التاريخ بمداد من ذهب مواقفهم الخالدة . ولا أخال ذلك إلا واجباً ونعمة كبرى نشكر المولى أن أسبغها علينا .
أيها الإخوة القراء لن أسهب في الحديث عن مواقف بلادي التي يتملكني الفخر والاعتزاز بها ، ولكن أود أن أعرج على نقطتين مهمتين:
أولاهما: تلك المضامين الصادقة والمعبرة التي حملتها رسالة أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في المملكة العربية السعودية والتي تعد بحق وثيقة تاريخية مهمة تؤكد عمق ورسوخ العلاقة بين المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً وفلسطين أرضاً وشعباً وقضية واقرأوا إن شئتم هذا المقطع من تلك الرسالة ( لقد سمعنا عن مبادرتكم الكريمة والطيبة والصادقة والمعبرة عن الإحساس الوطني والقومي والإسلامي العميق تجاه شعبكم الفلسطيني وقضيته المقدسة والمركزية وما آلت إليه الأوضاع من صورة مأساوية لا يقبل بها عاقل عوضاً عن كونه عربياً مسلماً وقد جاءت هذه المبادرة أصدق تعبير عما يجيش في صدورنا وصدور أبناء أمتنا العربية والإسلامية فكانت المبادرة هي البلسم الذي يشفي جراحنا وجراح شعبنا وسلم الصعود من الهاوية التي أدمت قلوبنا وستكون نبراساً لمن يريد أن يسير على الطريق السوي الذي سيأخذ شعبنا وقيادتنا إلى بر الأمان ) نعم إنها البلسم وسلم الصعود من الهاوية وأي هاوية ... ولكن العظماء والعظماء وحدهم هم من يتجلون في الأزمات ويقفون في الشدائد لن أضيف على هذا الكلام فهو أصدق تعبير وأبلغ وصف لما أسلفت .
ثانياً : هذه رسالة أوجهها لكل ذي عقل منصف ممن زايدوا في الماضي وسيزايدون في الحاضر والمستقبل فأقول لهم كفى هرطقة وكفى صراخاً لأن الشمس لا تحجب بغربال وكم تمنيت أن تعي بعض الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية دورها وأخص بذلك أصحاب (المنابر) الذين يزعمون أنهم (منبر من لا منبر له) ليقرأوا بشيء من الحياد وقائع هذا الاتفاق التاريخي الذي تجسد على أطهر بقعة وعلى يدي زعيم الأمة وقائدها عبد الله بن عبد العزيز ملك الإنسانية . والله من وراء القصد.