"ياليتنا من الصرف الصحي سالمين"

[email protected]

هناك مثل شعبي يقول "ليتنا من حجنا سالمين" ويضرب هذا المثل لمن يعمل عملا صالحاً ولكنه يخلطه بعمل سيء يغطي عليه. وهذا المثل ينطبق على مشروع الصرف الصحي في شقراء الذي بدأ منذ أكثر من أربع سنوات عندها استبشر الناس وفرحوا حيث إن الصرف الصحي سوف يريحهم من طفح البيارات وشفطها بين الحين والآخر. لكن هذا المشروع تسبب في شقاء أهل شقراء بدل أن يسعدهم فرغم مضي كل هذه السنوات إلا أن المشروع لا يزال بعيدا عن النهاية وعن خدمة المواطنين ولا نرى في المدى القريب أية بوادر للاستفادة منه فهو للأسف يحبو يوما ويتوقف أسابيع، فياليتنا منه سالمين نعم إن طفح البيارات وشفطها أهون بكثير مما أحدثه هذا المشروع من تخريب شامل لجميع الشوارع والطرقات حيث لم تعد شوارع البلد صالحة لسير المركبات نظرا لسوء دفن الحفريات وسفلتتها. لقد أصبحت الشوارع صغيرها وكبيرها مليئة بالحفر والمنخفضات التي دمرت السيارات وشكلت مستنقعات تتجمع فيها الأمطار وتشكل خطرا على المارة.
لا أحد يعرف متى تنتهي هذه المعاناة التي أرقت مضاجع الناس وكأن مدة المشروع مفتوحة. الغريب في الأمر ضعف إمكانات الشركة المنفذة لدرجة أننا لا نشاهد سوى معدة حفر واحدة وثلاثة عمال فقط فكيف بهذه المعدة الواحدة والعمال الثلاثة يمكن توصيل الصرف الصحي للمنازل في مدينة شقراء.
العجيب في هذا المشروع أنه لا رقيب ولا حسيب عليه لا من البلدية ولا من إدارة المياه وكأنه مشروع دون مرجعية يعمل بحرية كبيرة لا حدود لها حيث لم أشاهد مراقبين لا من بلدية شقراء ولا من إدارة المياه يوجهون الشركة المنفذة للمشروع حول سوء الردم أو سوء السفلتة أو بطء العمل وكأن الأمر لا يعني أحدا في هذا البلد.
كتبت عن هذا المشروع مرة أو أكثر فلم يتكرم أحد بالإجابة عما طرحته حينذاك فلماذا كل هذا التجاهل من وزارة المياه والكهرباء وهي الجهة المسؤولة عن مثل هذا المشروع حسبما هو مكتوب على اللوحات الموجودة على بعض الحفريات؟ هل طول المدة التي استغرقها المشروع تسبب في نسيان الوزارة له أم ماذا؟ في شارع فرعي لا يزيد عرضه على عشرة أمتار ثلاث حفريات لتوصيل الصرف الصحي للمنازل مضى عليها أكثر من شهر تم حفرها وتركت مفتوحة مصيدة للناس وللسيارات ولم يستجد عليها أي جديد لا هم الذين أكملوها بتوصيل الصرف الصحي للمنازل ولا هم الذين دفنوها بل تركت حفرا عميقة تهدد الناس وأطفالهم. أليس هناك رجل في الوزارة أو إدارة المياه أو البلدية أو المرور يضع حدا لهذا المشروع الذي ضرره أكثر من نفعه لأن الأجيال الحالية لا ترى بريق أمل في الاستفادة من هذا المشروع. لأن (الذي هذا أوله ينعاف تاليه). وما ذكرى مشروع إيصال التحلية لمدينة شقراء إلا ذكرى مؤلمة حيث ظلت المواسير مدفونة تحت التراب أكثر من عشر سنوات دون أن يستفاد منها إلا قبل نحو ثلاث سنوات. وهذا للأسف سيكون مصير مواسير الصرف الصحي التي سببت لنا معاناة في تمديدها وسنعاني حتى نستفيد منها. من شاهد مكتب الشركة المنفذة في شقراء فلن يتفاءل خيرا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي