المتاجرة (بالحب)
هناك أسطورة تقول إن هناك رجلا يكنى (أبو الروس) اشتهر بشرائه أرخص ما في الذبيحة (رأسها) رغم ثرائه وكان مقترا على نفسه وأهله. وذات يوم كان في قرية مشهورة بالفقر المدقع "والجوع الجماعي" فاستضافه أحد أبناء القرية.. وفوجئ (أبو الروس) برفاهية حياة ذلك القروي فسأله عن سر رفاهيته على الرغم من انعدام (وسائل الرزق الوفير في تلك القرية) فأجابه (القروي) أنه يصطاد (الأرامل) الثريات ويتزوجهن.. وأنه ينتظر وفاة رجل ثري بخيل (يقال له أبو الروس) لكي يتزوج من "أرملته".. عندئذ تغير أبو الروس "مائة وثمانين درجة وأدخل الرفاهية المفقودة في داره ودلل زوجته بما لذ وطاب.
هذه الأسطورة تذكرني بما نشر عن فتاة جميلة في العشرينيات تزوجت بضعة (شيبان) – كهول.. أثرياء ماتوا كلهم رحمهم الله كما مات "خيطان" الذي تحاشى كل الأسباب المؤدية إلى الموت ولكنه مات من على (فراشه).
والذي يشجع (الكهول) على الزواج بالصغيرات هو تلك "الحبوب" التي (تصلح ما أفسده الدهر).. وربما تكون (كارثية) خصوصا إذا صاحبها تحريض زوجة صبية لعوب توهم (الكهل) بأنه (سيد الرجال) فيصدق المسكين ويتحمل ما لا يطاق – فيحدث ما لم يكن في الحسبان – ورحم الله امْرِأ عرف قدر نفسه -.
وأسطورة (أبو الروس).. وقصة مثل هذه الفتاة وأزواجها الكهول.. تذكرني بقول (حميدان الشويعر):
احدٍ (..حظه..) يدفن فقره واحدٍ يوصله الى النقرى
وكأنه يعني أيضا (رجالاً) يحاولون (اصطياد النساء الثريات) كالصياد الذي قابله أبو الروس – وكل أمانيه (أن يدفن فقره).. كما دفنته تلك الفتاة العشرينية بعدما دفنت شيبانها الأربعة.
بينما هناك "رجال ونساء" ينتهي بهم (حظهم) نفسه إلى (النقرى) أي – أسفل سافلين – "والنقرى" قاع مظلم سحيق فيه القتل. في جرائم الشرف.. والإيدز.. والإفلاس.. والأمراض.. والسجون.. والمشاحنات العائلية.. وما أكثر الذين في (النقرى).. أعاذنا الله وإياكم من كل شر.