"القُبلة" الخليجية الموحدة!!

[email protected]

يسأل سائل عن الأسباب التي أدت إلى سرعة انتشار أمراض البرد خلال إجازة عيد الأضحى المبارك المنتهية قبل أيام، ولا شك أن موجة البرد الشديد هي السبب، إضافةً إلى ذلك، هناك عادات نمارسها أسهمت في زيادة أعداد المتضررين، منها عادة التقبيل بين المتعايدين وهو تقبيل يخلط في أحيان كثيرة منه بين الأنفاس، وبما يهيئ لاستقبال الجراثيم والبكتيريا.
ولدينا في السعودية وضع الخد على الخد أو حتى جزء منه أمر لا مناص منه حين التعايد، مع أن المصافحة قد تغني، لكن حضورها وحدها قد يوجد نوعا من التنافر أو يوحي بذلك، وبصراحة ما نحن عليه من تقبيل ونقل للعدوى أقل خطورة من بعضنا الخليجي الذي يمثل السلام الحار لديه عنوانا للتقدير والمحبة ويتم بواسطة ضرب أرنبتي الأنفين ببعضهما لمرة واثنتين وقد تصل إلى أربع ومكمن الخطورة هنا أكبر لأن اشتباك الأنفاس أمر لا مناص منه وعليه فلا بأس من نقل العدوى سريعاً!!...
هنا ليس من حقي أن أستنكر على ربعنا و على الخليجيين عاداتهم، لكن لنواح صحية أتمنى أن يخف وقعها وفقاً لتعليمات منظمة الصحة العالمية وتعليمات المتمدنين منّا، فيما يخص الوقاية أو على أقله نتمدن في السلام والتحايا كما هو حالنا مع الملابس والطعام، فالمصافحة كافية، أو حتى نمارس عناقاً يوفر الوقاية، كما هو العناق لدى الإخوة الباكستانيين والهنود، لأن فيه كثيراً من التعبير عن العطف وبما يجعل اتجاه كل وجه معاكس للآخر وبما يمنع اختلاط الأنفاس.. ولن أنصح بالتحية اليمنية التي من الصعب أن تعد عدد القبلات التي يطبعها المتحابان كل منهما على يد الآخر لأنها منهكة وتحتاج إلى زمن غير قليل لتنفيذها، ولا أدعو إلى التحية السودانية التي هي أقرب إلى تبديل اللاعبين أثناء مباريات كرة القدم وبما تحمله من صعوبة فيما يخص التوافق الحركي الذي تحتاج إليه... لكن لنخفف من التمازج الضار باختراع تحية خليجية جديدة تتواكب مع إصدار العملة الخليجية الموحدة الجديدة.
قبل أن نطرح الاقتراحات وجب أن نشير إلى أن في تحايانا من الأصالة والتواد الشيء الكثير .. لكن نحتاج إلى تطويرها، ولاسيما أننا نعيش في عالم العولمة، حتى لو احتج بعضنا بأن التقاء الوجهين أو الأنفين بسبب أن جميعها تمثل الجانب الأهم لدى الإنسان ولما لها من عزة وأنفة وشموخ، والدليل حين يريد الخليجي أن يثبت أمراً مستقبلياً فهو يقول "على خشمي" وإذا أراد الاعتذار لمن يستحق فهو يقول "امسحها بوجهي"، وعليه فلا بأس إن كانت التحية "بالطبطبة" باليد على الوجه والخشم .. وعسى أن ننفك من نقل العدوى إن لم تفعل اليد ذلك!!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي