زرقاء اليمامة (وتزريق اليمامة) في مستنقعات ما فيها (زوارق)
"زرقاء اليمامة" تقول عنها الأساطير إنها (حادة النظر) وكانت (دربيل – منظار) (أهل اليمامة) يرون بواسطتها عدوهم من مسافة مائة ميل ... قبل اقترابه فيستعدون له، وفي شيخوختها عندما رأت "معتدين" يختفي كل منهم خلف شجرة (ربما شجرة غرقد اليهودية) أخبرت قومها أن شجرا يزحف عليهم فشكوا في قوة (إبصارها) ولم يستعدوا لعدوهم فدفعوا الثمن غاليا، كما قال أمل دنقل يخاطبها:
أيها العرافة "الشوافة"
ماذا تفيد الكلمات البائسة
قلت لهم ما قلت عن قوافل الغبار
فاتهموا عينيك يا زرقاء بالبوار
قلت لهم ما قلت عن مسيرة الأشجار
فاستضحكوا من وهمك الثرثار
وحين فوجئوا بحد السيف قايضوا بنا
والتمسوا النجاة والفرار
هذا عن ( زرقاء اليمامة) أما عن "اليمامة" فهي كما وصفها عمرو ابن كلثوم:
وأعرضت اليمامة واشمخرت
كأسياف بأيدي مصلتينا
واليمامة عاصمة (منطقة العارض) والتي قال فيها حميدان الشويعر قبل أكثر من مئتي سنة:
طلع في العارض حيدين
زبدها فوق غواربها
إن كان داخلها مثل ظاهرها
فيا ويلك يا محاربها
وإذا كان داخلها مخالف ظاهرها
فكل يقرا عقاربها
ويعني بالجملين الحيدين: الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود، والذي اتضح فيما بعد أن (ظاهرها مثل باطنها) بدليل عجز كل من تركيا على (قوتها وعظمتها قبل مائتي سنة) ممثلة في إبراهيم باشا الذي عجز كما عجزت بريطانيا (العظمى) في القرن العشرين وعجزت أيضاً القوة العظمى في القرن الحادي والعشرين، كلهم "عجزوا عن قراءة عقاربها": مثلما عجزت قريش عن فهم أصول أيدلوجيتها، فدخلوا في مستنقعات ما فيها (زوارق نجاة).
وإذا كانت القوة العظمى ممثلة في تركيا أيام عظمتها ثم بريطانيا أيام "عزها" وأخيرا قادة (حرب الحضارات) ... كلهم فشلوا في إدخال ( أصول هذه الحركة) في (عالم النسيان)... فكيف بمن يعتقدون أنهم قادة التغيير بينما يتكون أنصارهم من المتردية والنطيحة وما أكل السبع ... (فطيس في فطيس) وما قيمة الفطيس؟ الذي لا يعرف "أهمية القيم القيمة".
.. وأخيرا .. " يا زرقاء اليمامة" هذا أمل دنقل يسترجيك قائلاً:
لا تغمضي عينيك، فالجرذان...
تلعق من دمي حساءها ... ولا أردها!
تكلمي ... لشدّ ما أنا مهان
لا الليل يخفي عورتي ... ولا الجدران
وننصح من "يحاولون" تعكير البحر أن يشربوه أولا وأن يتذكروا وصية امرأة لصغارها بأن (يلعبوا بكل شيء إلا قش أبوهم).
وإلا ( فإن العصا الأيدلوجية لمن عصا).