المطر .. والمعرفة
الفصل الأول
مبادرة لتوثيق أهم ما حصد وزرع للفت انتباه القيادة إلى الصناعة التي تضمن الريادة للمؤشر الاقتصادي ألا وهي صناعة العقار (محور الصناعات الوطنية ومحور اهتمام الدول). مبادرة الأخ خالد الربيش السنوية إضافة إلى إلى مجلس الشورى وإلى راسمي اللوائح التنفيذية للرهن العقاري وإلى كل من يحب نمو الوطن واستقرار المواطن، والقراءة من هذه المبادرة هو أن الإعداد لمستقبل العقار أفضل من إصلاح لائحة إجراءات عمرها قد زال وقد يعمل على تعديلها باستخدام أسلوب القطع واللصق (لتحسين الصورة وترك المضمون المحقق للهدف التنفيذي).
الفصل الثاني
رغم أن هطول الأمطار في أي مكان في العالم يعد وقت فرحة ونعمة على الناس ووقتاً ينتظرونه ويترقبونه بشوق وشغف إلا أنه لا يخفى على الكثيرين ما تعانيه مدينة جدة وأهلها، وما تغرق فيه المدينة بسبب الأمطار التي يخشونها ويفزعون منها بمجرد التفكير فيها والتي لم تعد مفاجأة خاصة أن المدينة تتعرض لتبعاتها كل عام ولما يحدث جرآها من تعطل لحركة سير السيارات وأزمة في الحركة المرورية وتعطل لمختلف أوجه الحياة بشكل عام حتى المدارس والأسواق والوظائف والأسواق تغلق أبوابها وتعلن حالة الطواريء والسبب.. هو المطر!!
فهل يعقل أن تشل الأمطار حياة الناس وتعطل مصالحهم ؟! وتغرق السيارات ويعلق الناس في مركباتهم والأطفال في طريقهم إلى مدارسهم ولا تجد الأمطار طريقا ومصرفا لها غير ملء الشوارع والطرقات في ظل عدم فاعلية شبكات الصرف الصحي، وما يذهلك في الحقيقة من متابعة الصحف والمصادر المختلفة لعشرة أعوام مضت، العناوين هي العناوين، والتصريحات هي التصريحات والاعتمادات المالية بالملايين وهي أيضا الأرقام نفسها، والحلول المؤقتة هي ذاتها لم تتغير، ثم ينسى الموضوع وتهمل القضية إلى السنة التي تليها وهكذا، أما النتائج المحققة فهي صرف المليارات من ميزانية الدولة وما زالت المشكلة قائمة. فأين تذهب كل تلك المليارات والملايين سنويا، طالما أن المشكلة والأزمة كل عام تتكرر دون أي تغيير ملحوظ يحد ما تحدثه تلك الأمطار من أضرار. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما هي الأسباب فعلا في الإهمال الذي تشهده مدينة جدة والذي يدفع ثمنه أهالي وسكان المدينة؟ ولماذا الانتظار حتى تتفشى الأزمات والأمراض لنبدأ محاربتها؟ فهل السبب هو قلة الحيلة؟ لا يمكن! هل هو قلة الإمكانيات؟ لا يصدق ! فالمملكة قادرة ماديا واقتصاديا.
لكن بعد أن أصبحت الميزانية معروفة لمدينة جدة والفترة الزمنية التنفيذية معروفة من البداية إلى النهاية أصبح السؤال ما العمل وما اللازم عمله؟ ومتى نبدأ الدعاء إلى الله بطلب المطر؟
الفصل الثالث
إن الإنسان العادي في أي مكان في العالم لا يتناول الطعام يوميا فحسب لكنه بصفة عامة يتناول طعامه يوميا وفق جدول زمني محدد أيضا، حتى أنه يلاحظ إذا ما انشغل شخص ما ويريد أن يعبر عن مدى انشغاله، فيقول للآخر: أتصدق أنني كنت مشغولا لدرجة أنني لن أجد وقتاً لتناول وجبة الغداء، ولنفترض أن الشخص المشغول ذاته، تم سؤاله عن غذائه العقلي: متى آخر مرة أطعمت فيها عقلك بشكل متعمد ووفقا لجدول زمني محدد مسبقا؟ ماذا ستكون الإجابة في ظنك ؟ بل ماذا ستكون إجابتك أنت في هذا الشأن؟ إجابتك مهمة حتما لأنه لك شهية ذهنية كما لك شهية جسدية.
إننا نطعم أجسامنا ونغذيها يوميا، ولكن كم مرة نطعم فيها عقولنا التي هي الجزء الذي لا حدود لقدراته فيما يتعلق بالقيمة، والكسب ووضع السعادة؟ إن معظم الناس يطعمون عقولها بالمصادفة، وبين الحين والآخر فحسب! والعذر الذي نستخدمه دائما في هذا الشأن هو ضيق الوقت، إنه عذر سخيف وغير مقبول ، فإن كان لديك الوقت الكافي لتغذية الجزء الأقل قيمة منك كل يوم أفلا يكون من المنطقي أنه ينبغي عليك أن تأخذ بعض الوقت من أجل تغذية الجزء الذي لا حدود لقدراته وقيمته؟
لقد قابلت كثيرا والعديد من الأشخاص المكتئبين السلبيين الانهزاميين الناقمين على أنفسهم والمفلسين والتعساء إلى آخر تلك الأشياء، فلطالما كانت سلبية فإنها ستناسب تماما هؤلاء، الشيء الواضح بشأن هؤلاء هو أنهم الأشخاص الذين يقاومون بكل العنف أي نوع من التغذية لعقولهم أو لمواقفهم ويعيشون في قفص من التعالي المغلق.
لناجحون أشخاص إيجابيون؟ والإيجابيون أشخاص ناجحون؟ وهم ناجحون لأنهم يقومون بتغذية عقولهم بشكل متعمد بأفكار ذهنية نيرة وصافية وفعالة وإيجابية وبشكل منتظم.
إن المكتبة ليست من كماليات الحياة. بل من لوازمها، ولا يحق للإنسان أن يربي أبناءه دون أن يحيطهم بالكتب.
لا ينمو الجسد إلا بالطعام والرياضة ولا ينمو العقل إلا بالمطالعة والتفكير.
ومين لابنك غيرك، ابني وعمر أرض بلادك، بكرة الخير لك ولأولادك.. الفتى ابن المواطن.