عالم الشعوذة (تحت اللفة قرون ملتفة)
"عالم الشعوذة" عالم يدعي فيه (الطالح) أنه (صالح) وحتى يكون هذا "العالم" ملائما للاستثمار يجعلونه مليئا بالخرافات. كما أن (المشعوذين) ينشرون فيه شعوذة وأوهاما تصيب العقل والعلم كما وصفه أحد القراء خرافات وأوهام وفي هذا "العالم الخرافي" يقول الرصافي:
عناكب الجهل كم ألقت بأدمغة من الأنام (نسيجا من خرافات)
وفي "عالم الدجل هذا" ينتشر (تحضير الأرواح – ويا روح روحي؟).. والتنويم المغناطيسي حيث يغطس في النوم الغاطسون في الأوهام، وفي عالم الدجل أيضا ضرب وفتح المندل وضرب الودع وفتح الكتاب وقراءة الكف والفنجان والكوتشينة.. وفيه "نار الجهل" يشعلها المشعوذون.. حتى يكثر زبائنهم – وأغلبهم من البسطاء – وخاصة النساء – وهنا يتساوى النساء والرجال فكلهم ناقصو عقل ودين.
وخطر (المشعوذين) أكثر من خطر (مروجي المخدرات) حيث يستخدم أكثرهم (الدين) كتغطية لدجلهم وجلب المساكين ثم (جلدهم) بالأوهام.
وهناك دجال مشهور في مصر أصبح "مليارديرا" فأقلع عن الدجل وقام (بغسل أمواله) بإقامة مصانع ومؤسسات تجارية – ولكي يخفي تاريخه في الشعوذة – هاجر إلى الخليج حيث تزوج خليجية مرموقة.. وقبله دجال آخر "مل ين" أو (مل ير) خصوصا بعد تعامله مع الفنانين .. وكانت أشهرهم المطربة (س .. س) التي – بعد أن أخذت معه (تأبيدة) – زوجها لموسيقار مشهور.
والاستثمار في "عالم الخرافات والشعوذة" بلغ مئات المليارات – نعم مئات المليارات من الدولارات – في الدول الإسلامية فقط حيث يعتبر استثمارا قويا (عبارات تافهة وساذجة يرددها غالبا أصحاب سوابق في الاحتيال، وفي صناعة الكلام الفارع الموزون والضحك على الزبون).
ورأسمال (الدجال الفهلوي) - وغالبا ما يكون من أصحاب السوابق - هو ترديد (جمل موزونة تافهة وغامضة وساذجة وكلام موزون يضحك به على الزبون).
وفي "دراسة" عن الشعوذة ذكرت أن بنحو 63 في المائة من المواطنين (في دول عربية) يؤمنون بالخرافات والخزعبلات من بينهم 11 في المائة من المثقفين والرياضيين والفنانين والسياسيين – وبالتأكيد هذه الدولة – نموذجا لكل الدول العربية والإسلامية – وعندنا وعندهم خير.
وهذا "المجال الخرافي" موجود في كل دول العالم ولكن – بنسب مختلفة – وبذلك لا ينطبق على الأمة العربية. وصف شاعرها المتنبي عندما قال:
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
حيث لاحظ المتنبي "شيبا" صدقوا (الخرافات) و"شبابا" (صدقوا الفلاسفة) فقال:
شباب يحسبون الدين (جهلا) وشيبا يحسبون (الجهل) دينا
والعاقل هذا الزمان (شعاره):
(إذا أنجن ربعك عقلك ما ينفعك)