ميزانية الحاضر والمستقبل (2 من 2)
ببساطة وبنظرة سريعة على الأرقام والمعلومات التي ذكرت في هذه الزاوية يوم الثلاثاء الماضي يستطيع المواطن أن يلمس بوضوح صدق النوايا وبعد النظر والحرص على مستقبل الأجيال القادمة وذلك وأيم الله هو الصلاح بعينه .
أعزائي القراء دعوني أتحدث بصراحة متناهية وبعيداً عن المجاملة ، لقد كانت إيرادات العام الحالي نتيجة ارتفاع أسعار النفظ إيرادات قياسية وجاءت ميزانية الدولة للعام المقبل قياسية هي الأخرى وهذه نعمة من الله سبحانه أنعم بها على بلادنا المترامية الأطراف المتنوعة التضاريس التي تشهد نمواً سكانياً عالياً كل ذلك دون شك سيحتاج إلى نفقات عالية جداً . وبفضل من الله سبحانه ثم بفضل ما يتمتع به قائدنا ومليكنا عبد الله بن عبد العزيز من نية صادقة ورغبة جادة وهمة عالية نحو إصلاح وطنه والنهوض به وتوفير حياة كريمة لأبنائه. لذلك فقد أنعم الله على بلادنا بهذا الخير الوفير وجاء توجيه هذه الإيرادات بشكل يتناسب مع المتطلبات التنموية سواء كان ذلك على المدى القريب أو المدى البعيد . ولعل توجيه نحو 37 في المائة من نفقات ميزانية هذا العام نحو المشاريع إنما يؤكد ما أسلفت من مضامين يأتي على رأسها بعد النظر وعدم تغليب الحالة الراهنة على الوضع المستقبلي ثم إن النظر بعين الإهتمام نحو توفير الحياة الكريمة للأجيال القادمة لهو أمر ضروري ولا سيما أننا نحظى بحمد الله بمستوى معيشي مقبول بشكل عام ، كان لأسلافنا الدور البارز في توفيره من خلال الخطط الخمسية المتلاحقة التي أثمرت عن وجود بنى تحتية صحية ومصادر دخل دائمة ، وهنا لا نملك إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يمد في عمر من كان حياً منهم ويمتعه بالصحة والعافية وأن يسبغ رحمته وغفرانه لمن رحلوا إلى الدار الآخرة.
إن من يقرأ المضامين التي اشتملت عليها الكلمة الضافية التي استهل بها خادم الحرمين الشريفين جلسة مجلس الوزراء وأعلن من خلالها ميزانية هذا العام يجدها قد عبرت بصدق عن الرغبة الجادة في الإصلاح ودفع البلاد نحو النمو والازدهار حينما قال حفظه الله لقد وجهنا بإعداد هذه الميزانية المباركة –بإذن الله- لتضمن استثماراً للموارد البشرية التي أتيحت لهذا الوطن العزيز في إطار أهداف خطة التنمية التاسعة ووفقاً للأولويات التي قررها المجلس الاقتصادي الأعلى ، أخذاً بالاعتبار تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية خاصة التي توفر الخدمات الضرورية للمواطن" .
وإن مما ينبغي التشديد عليه ما أكد عليه الملك في ختام كلمته حينما قال : وأذكر الوزراء ورؤساء الأجهزة بالحرص والاهتمام بتنفيذ هذه الميزانية بما يخدم المواطن ويساهم في دفع عجلة التنمية الشاملة" .
فيالها من رسالة ويالها من وصية ينبغي على الجميع أن يتخذوها نبراساً يسترشدون به في تنفيذ مهامهم وواجباتهم واضعين مخافة الله نصب أعينهم وعندها سينعم الجميع بالخير والرخاء .
حماك الله يا وطني وأدام عزك ومجدك .