هل تجولت في جدة يا معالي الأمين؟
أوجه سؤالي مباشرة لمعالي أمين مدينة جدة. فإن كنت قد تجولت، هل وصلت بك رحالك لشارع صاري بدءا من مقر بلدية جدة الجديدة حتى تصل إلى الكورنيش؟ فأكيد أنك قد شاهدت تلك الفوضى غير الذكية تحتل هذا الشارع مما جعل هناك "عدلا ومساواة" بين الرصيف والأسفلت مع تهالك عملية التشجير التي تشكو من الإهمال والعطش وسوء النظافة وانعدام الصيانة, أضف إلى ذلك "شارع الملك" كأحد أكبر الشوارع الشهيرة التي تحظى بارتفاع أسعار العقار فيها أنه أيضا يشكو من سوء الديرة وانعدام العناية به, خاصة أنه شارع كبير ومهم.
لن أتحدث عن بقية الشوارع الفرعية والحواري وخلافه من مناطق عشوائية، وحدائق مهملة تعاني سوء التخطيط والتنفيذ لها.
ولقد عملت طوال السنوات الماضية ضمن فريق "الحدائق" الذي يضع الخطط لتطويرها والاهتمام, وهناك دراسة قدمتها لأمانات جدة السابقة ولمقام إمارة مكة المكرمة التي تعنى بتحويل هذه الحدائق "البور" إلى مراكز أحياء وأندية عائلية تحتوي على كل الخدمات المهمة لأصحاب الحي الواحد, ولكن الجميع تعالى على هذه الحدائق وحولها إلى استثمارات غير مجدية وتمرر ترسيتها بطريقة "المزاد" ليرسو المزاد على أي كائن حتى ولو كان ذلك على حساب الحي وأهله المتقدمين أصلا للحصول على هذه الحديقة أو تلك. وتحويلها لخدمة أبناء الحي من الرجال والنساء والأطفال وها هي العملية التنموية تمر بأنفاق نهايتها مثل بدايتها. ولا نرى تقدما في هذه المشاريع, وكل ما نراه قرارات وأخبار ومشاريع ترسى على شركات وطنية، غير معروفة وغير مذكور اسمها حتى نتابعها أو نتعاون معها على أقل تقدير. ولا نعلم كيف للأمانة أن تحول كل مشاريعها للاستثمار وترسية هذه المواقع الحيوية والمهمة التي تخدم المجتمع إلى استثمارات مدفوعة الإيجار مقدما, لتظل لسنوات دون تطوير أو تفعيل رغم حاجة سكان جدة إلى هذه المشاريع الترفيهية ومنها على أقل تقدير ما طرح قبل عدة أسابيع عن "نية الأمانة" إلغاء "حديقة الحيوان الوحيدة" في منطقة مكة المكرمة بحجة شكوى السكن دون أن توجد البدائل. فمن قام بمثل هذه المشاريع منذ عشرات السنين يجب أن يوجه له الشكر لا محاربته وإجهاض مشاريعه التنموية والترفيهية والتثقيفية للطلاب والأهالي.
إنها أسئلة تطرأ علي كلما تجولت في جدة وقرأت بيانا هنا وخبرا هناك حول جدة التي للأسف الشديد حالها لا يسر أحدا حتى الأمين.
خاتمة: البدائل المدروسة خير من القضاء على المشاريع الحيوية.