"من يحمينا من الأخطاء؟"

[email protected]

يتعرض الكثير من الناس لمصائب ومشكلات بسبب أخطاء بعض الموظفين إما بسبب الإهمال وإما بسبب قلة الخبرة في مجال عمله، وتؤدي هذه الأخطاء إلى عواقب مميتة كالأخطاء الطبية وبعضها يؤدي إلى أضرار نفسية أو حرمان من حقوق.
الأخطاء الطبية هناك لجنة لتقصي الحقائق ومعاقبة المخطئ رغم أن العقاب دائماً أقل من الأضرار التي لحقت بالمريض الذي يكون قد توفي بسبب الخطأ الطبي أو يكون قد أصيب بعاهة دائمة، لكن هناك على الأقل من يحاول أن يحميه ولو نسبياً. المصيبة في الأخطاء التي لا توجد لها لجان لحماية الناس ممن أخطأ في حقهم.
سأروي لكم بعض المواقف التي تسببت الأخطاء من بعض الموظفين إلى أضرار لبعض المواطنين أو المقيمين دون أن يجدوا حتى ولو اعتذاراً شفهياً أو خطياً يحفظ لهم كرامتهم ويرد لهم اعتبارهم.
ومن تلك المواقف والأخطاء: أن تذهب إلى المطار لتسافر للسياحة أو العمل أو العلاج فتفاجأ برجل الجوازات يبلغك بأنك ممنوع من السفر لأن لديهم بلاغاً ضدك، وبعد أن يجلسوك فترة من الوقت في غرفة مدير جوازات المطار بصفتك متهماً وبعد أن تقلع الطائرة التي حجزت عليها يدخل عليك أحد موظفي جوازات المطار ليبلغك أنه حصل تشابه في الأسماء بينك وبين شخص آخر ممنوع من السفر، ويمكنك السفر الآن بعد أن أقلعت الطائرة وعانيت الأمرين نفسياً طيلة احتجازك. وما عليك إلا أن تتدبر أمرك بالحجز مرة ثانية، وهل تجد حجزاً في أقرب وقت حتى لا يفوت عليك موعد العمل أو العلاج؟ من أخطأ بحقك لم يكلف نفسه لمساعدتك على الحجز، بل يرى أن مساعدته لك تتمثل في إخلاء سبيلك.
وموقف آخر تذهب لتجديد رخصة القيادة فيخطئ الموظف ويكتب لك في الرخصة صالحة لغاية ويضع ست سنوات بدل خمس، وأنت لم تلاحظ ذلك تم بعد أن تنتهي السنوات الخمس يبدأ رجال المرور في مخالفتك رغم أن المدون على الرخصة يفيد بأنه تبقى سنة على نهايتها وعندما تذهب لتجديدها يحملونك غرامة التأخر في التجديد رغم أن الخطأ خطؤهم. ولا أحد يحميك أو يعترف بخطئه.
ومن المواقف المحزنة أحد المقيمين نزيل غرفة العناية المركزة في غيبوبة تامة بسبب حادث سيارة: والقصة تقول إن هذا المقيم حصل على تأشيرة سفر لبلده وعندما وصل للمطار للسفر رفض ضابط جوازات المطار سفره لأن جوازه لم يختم بتأشيرة السفر مما اضطره للعودة من المطار إلى الجوازات التي لديها أوراقه فحصل له الحادث الأليم. كل هذا يحصل رغم وجود التقنية الحديثة وكل المعلومات مسجلة في الحاسب الآلي في المطار فمن يتحمل كل هذا هل هو المقيم أم الذي لم يختم جوازه بتأشيرة السفر أم الموظف الذي على الحاسب في المطار؟ المهم أن لا أحد سيفيد هذا العامل بعد أن أصبح نزيل العناية المركزة. نسأل الله أن يلطف به ويشفيه. الأخطاء تحصل للأسف الشديد في بعض الإدارات الحكومية ومن بعض الموظفين، وليست خاصة بالإدارات التي ذكرتها. فكم من موظف حرم من الترقية أو من العلاوة أو من حقوق وظيفية أخرى بسبب إهمال موظف أو جهل موظف آخر بالعمل.
وكذلك عدم الخوف من المحاسبة والعقاب عند الخطأ أو التقصير. فمن يحمينا من هذه الأخطاء وممن يتسبب فيها ويحفظ للناس حقوقهم. أعرف أن هناك أنظمة لكن المشكلة في التطبيق. أيها الموظفون راقبوا الله في أعمالكم وتحروا الدقة حتى لا يقع ضحايا بسببكم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي