الجنون فنون ـ جنون كرة القدم

قيل إن "الجنون هو غياب العقل أو إضلاله" "بمسكر" أو (حب أعمى) أو غسيل "دماغ" بأفكار (معلبة ونسبة التخدير فيها قوية) لدرجة أنها (تنظف الدماغ من كل الألوان) ـ عدا اللون ـ المعتمد في (الدراي كلين). والجنون درجات أيضا أقلها 1 في المائة - وبهذا يكون خلق الله كلهم مجانين ـ ومن ألطف (المجانين العقلاء) الرسام الشهير فان كوخ الذي قطع أذنه عندما تجاهلته معشوقته ـ ويمكن لو كان كوخ عربيا بدلا من قطع إذنه كان يخصي نفسه. كما أن من أشرس (المجانين العقلاء) هتلر المصاب "بجنون العظمة" ـ والذي تسبب في حرب عالمية راح ضحيتها 50 مليون نسمة ـ وأمثال هتلر كثيرون.
ومن فنون الجنون المعاصرة (جنون كرة القدم) الذي عمّ جميع سكان الكرة الأرضية مهما اختلفوا عرقيا أو دينيا أو اجتماعيا أو علميا أو اقتصاديا... وكل سكان الكرة الأرضية لم يتفقوا على شيء إلا على (جنون الكرة) رغم أنهم لم يبرموا معاهدات أو اتفاقات أو مواثيق على هذا (الاتفاق الجنوني).. وعادة تكون بداية هذا (الجنون) شغبا جماهيرها ربما يتحول إلى جرائم قتل.. وصراع.. وحروب بين دول ـ كتلك الحرب التي اشتعلت بين (هندوراس والسلفادور) عام 1997 والتي خلفت أكثر من أربعة آلاف قتيل وعشرات الألوف من الجرحى. هذا إضافة إلى تدمير المنشآت والملاعب والبنى التحتية.. (ناهيك عن آلاف من المشاهدين في المدرجات أو أمام التلفاز يموتون نتيجة ارتفاع الضغط والجلطات).
"وجنون الكورة" يعبر عنه بالصراخ أو (التنطيط) ـ أو الرقص وهز يا وز - .. أما إذا زاد (عيار) هذا الجنون فإن الشغب يتحول إلى تدمير سيارات ومحال وربما إلى القتل والاقتتال مع الآخرين.. وحتى الكبار والوزراء والرؤساء يأخذهم (الحماس الجنوني الكروي) فنرى بعضهم (ياما قام ياما قعد) وهو يصرخ ويصفق.
وكم من مرة يقوم (المشجعون) بأعمال جنونية يسمونها شغبا، وأشهر مجانين الكورة.. هم (الهوليقانز) الإنجليز الذين راح ضحيتهم المئات في كل مكان وأشهر ضحاياهم كان في ملعب (هيسل) البلجيكي..
ورغم أن (مشجعي الكورة العرب) لا يختلفون في مشاغباتهم وتصرفاتهم الجنونية عن غيرهم إلا أنهم كما قال المثل (إبليس يعرف ربه) حيث يكتفون فقط بالصياح والصراخ والسب والشتم وحذف القوارير في الملعب.. وبس.. لأنهم يدركون أنهم لو تمادوا كالأوروبيين فسوف ينطبق عليهم المثل القائل (العصا لمن عصا)، لهذا يطبقون المثل الشائع (العب عليها وهي في قمعها).. (ولا تلعب في قش أبوك).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي