الجنون فنون

"عالم الجن" والحاضر بقوة في كل المجتمعات مهما اختلفت الديانة والعنصر والزمان والمكان – والحاضر في تخيلات ومشاعر "الإنس" – بكسر الألف.. (وحتى بضم الألف يحضر الجن في رقصة الزار) –.
والى (عالم الجن هذا) ينسب (الإنسان المسكين) – كل مشكلاته النفسية بينما يستغله ماديا وعاطفيا الإنسان السكّين ذات الحدين والذي يتخذ من الشعوذة مهنة.
"عالم الجن هذا" الذي عجز العلم الحديث عن التحدث عنه في مؤتمراته العلمية ومختبراته التجريبية، وعجزت غواصاته عن الوصول إلى قاع محيطه مثلما عجزت مركباته الفضائية عن التحليق في فضائه واتفقت كل جامعات الدنيا على تحجيم (عالم الجن) فحبسوه في (العيادات النفسية).
وحتى الآن "عالم الجن هذا" واضح كل الوضوح عند كل إنسان (مجنون). وغامض كل الغموض عند كل العلماء حتى لو كانت لديهم "جائزة نوبل" والتي أغلب الحاصلين عليها (عباقرة يهود!!) – و قد حصلوا عليها عن جدارة لأن (أمهم في الدار) –.
"وغموض عالم الجن" عند علماء النفس سببه اعتمادهم على الأدلة والبراهين فقد حاول طبيب نفسي – لا يؤمن إلا بنظريات – الإسقاط ... والعقل الباطن ... والتهيؤات.. والتخيلات.. – حاول تطبيق نظرياته على مرضاه .. والنتيجة.. لم ينجح أحد – لأن "العيّنة" كانت من مجتمع نسبة الأمية فيه 99في المائة -..
وخوفا من إفلاس عيادته قرر (مزاحمة الدجالين) فتظاهر بالاعتقاد بأنه (مخاوي دكتور جني).. فبدأ يرتل – دون وضوء – آيات من القرآن الكريم على مرضاه – (ومعلوم أن العلاج بالقرآن الكريم مقبول كعلاج عالمي وخصوصا عندما يعتقد المريض أن هذا هو الدواء المطلوب) – ولكن المشكلة أن (الدكتور المخاوي) لاحظ أن مريضاته – وهن كثر – تحولن للاعتقاد أن (الدكتور المخاوي) أصبح فتى أحلامهن ويطلبن الشفاء بمخاواة الدكتور نفسه ... خوّة كاملة.." ولأنهم كثر احتار دليله (تخاوي مين ولا مين) فقرر هذا الدكتور المخاوي الذهاب الى (مستشفى الأمراض العقلية) "يعالج ويتعالج" – وعساك سالم -.

وأنت يا أخي القارئ سم بالله الرحمن الرحيم.. واقرأ المعوذتين وتذكر قول الإمام الشافعي- رحمه الله:
سهرت أعين ونامت عيون.. في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس فحملانك الهموم (جنون)

وإلا ستصبح كما قال أيضا:
جنونك مجنون ولست بواجد طبيبا يداوي من جنون جنون

ولان الجنون فنون إلى اللقاء في (جنون الحب) ثم في (جنون العظمة) النرجسية ثم في (جنون كرة القدم).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي