حدث في مطار الدوادمي

[email protected]

استبشر أهالي المدن والقرى المجاورة للدوادمي عندما افتتح مطار الدوادمي رغم قلة الرحلات التي تصل أو تغادر منه، لكن قد يضطر له البعض بدلا من السفر إلى الرياض وصعوبة الحجوزات بسبب الازدحام في الرياض. إلا أن ما كدر فرحتنا بمطار الدوادمي هو أنه لا تطبق فيه الأنظمة السائدة في كل مطارات المملكة، ومن هذه الأنظمة نظام التخفيض على التذاكر للطلبة والطالبات. حيث شكى لي أحد الزملاء من أن موظف المبيعات في الخطوط السعودية في مطار الدوادمي وكذا مدير المبيعات رفضا قبول النماذج التي معه لأبنائه وبناته من مدارسهم والتي أرسلتها "الخطوط السعودية" إلى وزارة التربية والتعليم وعممتها على جميع إدارات التربية والتعليم، التي بدورها عممتها على المدارس، وهذه النماذج التي زودني بصورتها ولديه الأساس موقعة ومختومة من مدارس أبنائه وبناته، وحجتهم أنهم لا يقبلون إلا النماذج الصادرة من مدارس الدوادمي وتوابعها. وهل الدوادمي دولة مستقلة لا ينطبق عليها ما ينطبق على بقية مطارات البلاد؟ لقد اضطر زميلنا إلى شراء تذاكر كاملة دون تخفيض بعد أن أصروا على رفض النماذج التي معه بحجة أنها مختومة من مدارس شقراء. فمن أين أتى هذا الموظف ومديره بهذا النظام الذي لا أساس له؟ لأننا جربنا في سنين ماضية الحصول على تذاكر مخفضة لأبنائنا الطلاب من مطارات: القصيم والرياض وجدة وغيرها بنماذج مختومة من مدارس شقراء. فلماذا ينفرد مطار الدوادمي بنظام أقرب ما يكون إلى العنصرية منه إلى تطبيق النظام الموحد لخطوط طيران واحدة في بلادنا؟
نحن في بلد واحد تحكمه قوانين وأنظمة واحدة تطبق على الجميع دون تفرقة، فلكنا سواسية في ظل حكومة رشيدة ترعى الجميع رعاية متكافلة في شتى المجالات.
ما حدث لزميلنا نتمنى ألا يكون قد حدث لأحد غيره وأن تكون غلطة موظف لا أن يكون نظاما ينفرد به موظفو "الخطوط السعودية" في مطار الدوادمي فقط.
ما حدث لزميلنا هو نموذج بسيط لكثير من الأنظمة تجدها مطبقة في منطقة وغير مطبقة في منطقة أخرى. مشكلتنا أن الأنظمة وتطبيقها تخضع لمزاج الأشخاص ومدى معرفتهم بمن سيطبق عليه النظام. وأتذكر في هذا المجال كلاما قاله لي أحد كبار السن عندما قلت له إن هذا نظام ولا أستطيع تجاوزه، حيث قال لي: "النظام مغاطة دراهم" والمغاطة لمن لا يعرفها البلاستيكة التي تربط بها الفلوس. ومغزى قوله أن النظام يمكن أن يتسع ويكون تطبيقه مطاطا وممكن أن يضيق فيصبح لا يمكن تجاوزه. "الخطوط السعودية" مقبلة على مرحلة منافسة عندما تدخل السوق الداخلية شركات طيران خاصة، لذلك ينبغي عليها أن تراقب وتحاسب موظفيها الذين يطفشون الزبائن ويسيئون إليها ولخدماتها. فيكفي "الخطوط السعودية" ما يلحق بها من تشويه من جراء إلغاء حجوزات بعض الركاب دون وجه حق، وتأخر بعض الرحلات، وعدم وجود حجز على بعض الرحلات إلى مدن معينة رغم أن الطائرة تقلع وبعض مقاعدها خال. يكفيها ذلك ليأتي من يرفض تنفيذ تعليمات ونظم صدر بها قرار رسمي من الدولة. ما موقف زميلي أو غيره من تصرفات هؤلاء الموظفين! سوف يتخذ موقفا سلبيا تجاه الخطوط السعودية وقد يقرر عدم السفر عليها مستقبلا "خارجيا" وداخليا عندما تدخل السوق شركات أخرى للطيران الداخلي، والسبب موظف أو عدد من الموظفين يسيئون إلى "الخطوط السعودية" دون أن يردعهم أحد وكأن "الخطوط السعودية" من ممتلكاتهم الخاصة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي