لقاء تبادل الخبرات الزراعية

كانت الزراعة في هذه البلاد تعتمد في عملياتها الزراعية على الطرق البدائية في الري والحراثة والحصاد باستخدام الحيوانات التي كانت عاملا مساعدا في تلك العمليات, كما أنها وسيلة النقل الوحيدة لإتمام العمليات التسويقية، وكانت البدائية سائدة في التخطيط والتنفيذ للعمليات فيما قبل الحصاد وبعده، إلا أنه كانت هناك محاولة جادة لاستخدام التقنية بدأت عام 1927م تمثل في إصدار أمر ملكي لإعفاء الآلات، والمكائن الزراعية من الرسوم الجمركية الغرض منه تشجيع استخدام التقنية. وتواصلت الجهود لدعم وتشجيع التقنية في المجال الزراعي وبرز البنك الزراعي عام 1961م كمؤسسة داعمة لهذا النوع من التقنية.
وفي منتصف السبعينيات الميلادية من القرن الماضي تم تسخير الوفورات المالية التي تحققت في المملكة العربية السعودية لمواجهة الاحتياجات المتنامية للسكان، وأجرت المملكة سياسات متنوعة, إذ أولت الخطط التنموية المتعاقبة اهتماماً مستمراً لتنوع القاعدة الاقتصادية باستخدام التقنية، وتقليل الاعتماد على إنتاج النفط الخام وتصديره لكونه مورداً قابلاً للنضوب وخاضعاً لتقلبات السوق العالمية، وقد تحقق مع ذلك منجزات تنموية في القطاعات الإنتاجية المختلفة ومن أهمها القطاع الزراعي أحدثت معه نقلة نوعية في هذا القطاع تحققت معها الجودة للمنتجات الزراعية سواء النباتية أو الحيوانية وتم التركيز على الاستفادة المثلى من الميز النسبية للموارد الطبيعية والبشرية في هذا القطاع مما حقق معه هذا القطاع نموا سنويا متزايدا بلغ معدله 11 في المائة عام 2005 وأدى إلى تحقيق مساهمة إيجابية في الناتج المحلي قدرها أكثر من 38 مليارا للعام نفسه، وبلغ نصيب الفرد في المملكة من الطاقة ما يقارب 3000 سعر حراري يوميا وهو ما يفوق معدل نصيب الفرد على المستوى العالمي ويضاهي ما يحصل عليه الفرد في الدول المتقدمة . وتعددت المنجزات التنموية في هذا القطاع صاحبها نقلة نوعية في استخدام التقنية التي توطنت في هذا القطاع التي تولدت معها الخبرات الوطنية وتراكمت فانقادت الشركات والمؤسسات الزراعية الكبرى في هذا القطاع للخبرات المحلية على عكس بعض القطاعات الإنتاجية الأخرى, ومن هنا يبرز دور لقاء تبادل الخبرات الزراعية الأول الذي أعلنت عنه وزارة الزراعة والمتمثل في عزم الوزارة عقد لقاء دوري لتبادل للخبرات الزراعية في مناطق المملكة الزراعية المختلفة بالتناوب، والذي من المؤمل بمشيئة الله أن يضيف لبنة إلى المبادرات التي تتم في هذا القطاع بقيادة وزير الزراعة الذي عمل على خلق قنوات تواصل متعددة مع المزارعين والمستثمرين الزراعيين في جوانب هذا القطاع المختلفة. وهذا اللقاء أحد تلك المبادرات الذي من المؤمل أن يفتح آفاقا للتعرف على كل تجربة ميدانية أو خبرة في القطاع الزراعي وتوفير المعلومة وجعلها متاحة لمعرفة ما لدى الآخر في هذا القطاع، وما يميزه أنه جاء في قطاع إنتاجي متعدد الجوانب له ارتباط وثيق بالأمن الغذائي والصحي والاجتماعي والأمني والنافذة الزراعية تتمنى التوفيق والنجاح لهذه المبادرة لتصبح علامة مضيئة ومميزة في القطاع الزراعي.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي