(الهواء) في سوق الأسهم ملوث من (هوى النفس)

(يا بها... يا مقطعة أرقابها): مثل يعبر عن الحاجات الضرورية (حياة أو موت) والحاجات التي ينطبق عليها هذا المثل هي الحاجات (الأساسية) التي ذكرها كل علماء النفس وعلماء الكلام وكل العلماء في كل التخصصات.. وأشهرهم (ماسلو) الذي رتبها بشكل هرمي أساسه (الحاجات الفسيولوجية).. ومن البديهي – أن حاجة الإنسان للهواء "هي الرقم الأول" في سلم حاجاته الأساسية لبقائه – ويليها الرقم الثاني – وهي حاجة الإنسان للماء – والرقم الثالث وهو حاجة الإنسان للطعام - والرقم الرابع هو حاجة الإنسان للأمن – والرقم الخامس هو حاجة الإنسان لشريك الحياة. وسيأتي ذكرها في حلقات قادمة. وتلك الحاجات (فطرية) لجميع البشر في كل زمان ومكان... ولا يختلفون إلا في درجة إشباعها... (والرقم الأول) في الحاجات الفسيولوجية هي (الحاجة إلى الهواء) – وأقصد الهواء المكون من أكسجين وأيدروجين – وليس "الهواء" الذي يعرفه العشاق ومنهم أحمد شوقي الذي قال:
فاتقوا الله في قلوب العذارى
فالعذارى قلوبهن (هواء)

ولكنه هو الذي وصفه خليل مطران بقوله:
أي ماء عذب وأي (هواء)
إرج في الرياض والأدغال

"فالهواء" من الرياض والأدغال مطلوب مرغوب.. عكس هواء (السموم) – سموم البراري والدهناء والصمان – في أيام الصيف والذي وصفه علي الجارم بقوله:
طغت عليه سموم
حرّى كأنفاس جن

وإضافة إلى "الهواء" أبو أوكسجين وإضافة إلى هوى العشاق هناك (هوى النفس الأمارة بالسوء)، حيث قال الله عز وجل: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله).. و (أفرأيت من اتخذ آلهه هواه) (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) (واتبع هواه وكان أمره فرطا) (فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى).. ـ وهوى النفس الأمارة بالسوء – في الأحاديث النبوية والتراث الأدبي والشعري وردت فيه آثار كثيرة منها قول الرصافي:
لا تكن تابعا هوى النفس فيما
أنت فيه تقرر الاحكاما

نعود لحاجة الإنسان للهواء – وخصوصا في صالات أسواق الأسهم – التي فيها يحبس المساهمون أنفاسهم - حيث تكون الحاجة للتنفس ملحة مستمرة لا تفتر وبدونها (يفطس) الإنسان خلال دقائق لأجل ذلك – ومن نعم الله أن الهواء – الذي يتنفسه الملوك هو الهواء نفسه الذي يتنفسه الصعلوك.
وحتى لا يستغل هوامير الاقتصاد – هذا الهواء – كانت كمية العرض أكثر بشكل خرافي من الطلب – وهذا من نعم الله أيضا – لهذا فإن الرأسماليين (آكلين تبن) في استغلال هواء بدون ثمن.. ولكن الهوامير (يتبعون) هوى النفس في تلويث "الهواء" في أسواق الأسهم فقط..

ولهذا كانت أقسى عقوبة هي عقوبة منع الهواء من الوصول الى الرئتين – الشنق حتى الموت -.
أخي القارئ... خذ نفس

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي