الابن البائس
وصلتني هذه الرسالة في منتصف عام 2000 وأنشرها لكم لأنه بعد هذه الرسالة حصلت أشياء كثيرة!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا الابن/ م هـ ك، أمي تزوجها أبي وعمرها 13 سنة وحملت بي وعمرها 15 سنة وطلقها أبي وعمرها 16 سنة. تزوجت أبي مجبورة من قبل أبويها وهي صغيرة على الزواج وكان مؤخر مهرها الذي حدد من قبل أبيها 150 ألف ريال. طالبت بالطلاق من والدي لأنه كان يسيء معاملتها فرضي والدي تطليق والدتي بشرط أن تتنازل عن نصف المهر. هذا وقد ولدت بتاريخ 9/1/1405هـ وعشت بعد الولادة في فترة الحضانة عند أمي ولكن طالبني والدي بواسطة أبيه (جدي) عن طريق المحكمة فخسروا القضية وكان عمري (ست سنوات) وطالبوني مرة أخرى وعمري (سبع سنوات) وكسبوا القضية ضد والدتي وأخذوني بالغصب والقوة ولم يكن لدي حول ولا قوة لصغر سني ولم أكن أعرفهم لأنهم لم يكونوا على اتصال بي نهائيًا وأنا في حضن أمي لرفضهم الصرف على ابنهم.
عندما انتزعني والدي من حضن والدتي تركني عند جدي في المدينة المنورة لأنه لم يكن قادرًا على تحمل مسؤولية تربيتي لأنه تزوج خلال تلك الفترة من ابنة خاله ثم رزق منها بطفل ثم طلقها ثم تزوج مرة أخرى من سيدة من سورية ثم طلقها ثم تزوج من زوجته الحالية من مصر (هذا مختصر لبعض زيجات والدي حسب علمي). على أي حال نعود إلى سرد قصتي عندما أخذني جدي كنت خائفًا ومرعوبًا، لدي إحساس بأنني مخطوف من حضن أمي التي حاولت بشتى الوسائل أن تسترجعني ولم يجد ذلك، وقد عشت أياما حزينة وكئيبة كنت أبكي طول اليوم, وكان في منزل جدي عمتي وكانت مريضة نفسيًا وكان مرضها يخيفني ويؤثر في نفسيتي، وعاملني جدي بمنتهى القسوة وكان يحاول أن ينسيني أمي ويريد مني أن أبغضها، ولكن كل تلك المحاولات لم تغير من حبي وتعلقي بأمي بل زادتني حبًا لها وهي بعيدة عني، وكانت تلك الفترة في المرحلة الابتدائية من سنواتي الدراسية وعندما انتقلت إلى المرحلة المتوسطة تزوج جدي من امرأة أخرى وأصبح متنقلا بين زوجتين, تسبب ذلك في عدم الاهتمام بي وإهمالي أكثر مما سبق، فطردت من المنزل وكنت خلال فترة وجودي عند جدي لا أرى والدي إلا نادرًا ولم أشعر بعطفه وحنانه لأنه لم يكن يكلف نفسه الصرف علي ولا حتى مجرد السؤال عني, وكان بخيلاً جدًا همه الأساسي الزواج والطلاق.
كانت العلاقة الأسرية والأبوية بين والدي وجدي ليست على ما يرام, فقد كانا دومًا على خلاف ولم يكن بينهما أدنى احترام. عندما أخذني والدي بعد طردي من بيت جدي عاملني معاملة طيبة في أول أسبوعين ثم تغيرت معاملته معي لإرضاء زوجته الحالية (المصرية) وكانا يحاولان الإساءة إلى سمعة والدتي وتلفيق التهم لها ليكرهاني فيها لكن ذلك لم يجد معي ولم يغير من حبي لوالدتي، فانتقل إلى التعذيب الجسدي وتجويعي وضربي بالعصا والماسورة الحديد وركلي بالقدم وخبط رأسي بالجدار, وذات مرة كسر فكي ومرة أفقدني الوعي.
عرفت أمي بكل هذه المعاملة القاسية فجاءت من أمريكا لرؤيتي, فمنعها والدي, فقصدت كلاً من الشرطة والأحوال المدنية والمحكمة الشرعية فطلب من والدي الحضور لكنه كان يمتنع من الحضور حتى إنه أخذني إلى مصر مع زوجته حتى لا تستطيع والدتي رؤيتي, وفي نهاية المطاف اتفق والدي وزوجته على عودتي إلى جدي مرة أخرى, الذي كان قد تزوج من زوجة ثالثة (سورية الجنسية) عاملتني أسوأ معاملة حتى إنها اتهمتني بتهمة دنيئة للتخلص من بقائي عند جدي وطردتني من المنزل فأخذني عمي لمدة شهر حتى جاء والدي فأخذني عنده, حيث انتقل إلى منزل جديد خارج جدة في منطقة أبحر الشمالية, حيث سكنت في غرفة الحارس من دون مكيف أو أي وسائل ترفيهية، وكان ممنوعا علي دخول منزل والدي بأمر من زوجته (المصرية)، ومرة سافر الوالد إلى مصر مع زوجته وتركني بالبيت وفي غرفة الحارس من دون طعام إلا اللبن والخبز ولم يكن في البيت حارس أو خادمة وكنت في أسوأ حالاتي النفسية وكانت تلك الفترة فترة الاستعداد للاختبارات كنت أفتقد فيها كل معاني الحب والحنان من الأب أو الوالدة البعيدة عن عيني ولكنها القريبة إلى قلبي، ولا أنسى فضل أحد أصدقاء والدي في المكتب عندما مرضت واتصلت به ليخرجني مما أنا فيه ويأخذني للمستشفى للعلاج والوالد في مصر مع زوجته لا يدري عن حالي.
أخيرًا قرر والدي إرسالي إلى سورية لوالدتي بعد أن طلب منها التوقيع على ورقة (اتفاق وتنازل عن ولاية شرعية) "تكون والدتي مسؤولة عني مسؤولية كاملة من حيث النفقة والدراسة والإعاشة وتلبية جميع احتياجاتي دون استثناء ولا يحق لها مطالبته بأي نفقة لابنها حاضرًا أو مستقبلاً, وأنه يخلي مسؤوليته كاملة أمام الجهات الرسمية في المملكة والخارج" وتم توقيع هذا الاتفاق من قبل الوكيل الشرعي لوالدتي (زوج خالتي – سعودي الجنسية).
بعد انتقالي إلى سورية عشت أجمل أيام حياتي في حضن والدتي التي تحملت من أجلها كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي من أقرب الناس لي وهو والدي، وأنا الآن رجعت إلى بلدي للحصول على تأشيرة لدخول أمريكا برفقة والدتي (ملاذي الوحيد بعد الله) لإكمال دراستي الثانوية ومن ثم الجامعية لأن سبل العيش والدراسة في سورية بالنسبة إلى حالي صعبة وأن والدتي لديها البطاقة الخضراء للبقاء في أمريكا بشكل نظامي ولكنني لم أوفق.
لذلك أرجو من كل من يقرأ عن مأساة حياتي مساعدتي للحصول على تأشيرة من السفارة الأمريكية لدخول أمريكا برفقة والدتي وله جزيل الشكر والعرفان.
(من طفل يتيم الأب تخلى عنه والده بعد أن عذبه كثيرا وهو حي يرزق جزاه الله بما صنع).
البقية الأسبوع المقبل.
فاكس 6393223 -02