المدن الصناعية .. إلى أين؟
<p><a href="mailto:[email protected]">khalid@kaljarallah.com</a></p>
الحديث عن المدن الصناعية في بلادنا ساخن ومتشعب ويحتاج إلى مقالات للكتابة عما آل إليه وضعها، حيث توقفت عجلة الزمن عند تنمية هذا القطاع منذ سنوات عديدة حتى كدت أنسى عددها. والسلبيات كثيرة فالمدن الصناعية الحالية في أوضاع يُرثى لها بعضها في وسط المدن، والطلب يتزايد على التراخيص الصناعية الجديدة مع عدم وفرة في المواقع أو الأراضي، وضعف في البنية التحتية وتآكل الطرق فيها، وصغر المساحات للمصانع القديمة وبعضها يرغب في التوسع وزيادة مساحات مصنعه، ولكن، الضغط المتزايد على الحركة المرورية في المناطق الصناعية، خصوصا السيارات والشاحنات والمدن الصناعية في الرياض وجدة شاهدان على ذلك.
لذا فالمدن الصناعية الحديثة غير موجودة في مختلف مناطق المملكة خصوصا المدن الرئيسية وأصبحت الحالية منها عامل طرد للمستثمرين مما تسبب في البحث عن بدائل لذا تم إنشاؤها في دول مجاورة وانتقل معها المستثمرون السعوديون بأموالهم وصناعاتهم وفرص العمل التي كانت ستتوافر لأبنائنا وإخواننا.
سمعنا أن هناك مدنا صناعية ستنشأ في مدن مختلفة وبمساحات كبيرة وسمعنا أيضا عن شركات كثيرة من القطاع الخاص ترغب في استثمار وتطوير وبناء المدن الصناعية، وقرأنا تصريحات ومنذ سنوات عديدة ولم نر شيئا.. هل التباطؤ في القرار لدى الجهة المسؤولة هو السبب أم أن المشاريع مازالت تحت الدراسة؟ هل الأراضي غير متوافرة؟ هل الكهرباء سبب في ذلك؟ اسئلة كثيرة تدور في البال ولكن أين الإجابة.. سمعت عن المدينة الصناعية التي ستنشأ في منطقة سدير 180 كم شمال غربي الرياض وعلى مساحات شاسعة قبل أكثر من 10 أعوام وإلى الآن لم نر أثرا لهذه المدينة! والتي لو تم إنشاؤها لاستوعبت الرساميل التي هاجرت إلى دول الجوار ودول آسيا ولوفرت عشرات الآلاف من فرص العمل لمواطنينا ولخففت الهجرة إلى مدينة الرياض ولاستوعبت ضغط الحركة المرورية اللا معقول عليها من السيارات الصغيرة والشاحنات التي تمخر عباب المدينة صباح مساء وتتسبب في شل الحركة المرورية يوميا وهي في تزايد.
على الجهات المعنية التحرك لإصدار التراخيص للمدن الصناعية بعيدا عن البيروقراطية والتباطؤ في اتخاذ القرار ودعم القطاع الخاص الذي طرق باب الاستثمار في المدن الصناعية.. وأجزم بأنه متحمس لإنشاء هذه المدن متى ما توافرت له عوامل الجذب والمرونة ومنح التسهيلات التي تساعده على الاستثمار في هذا القطاع المهم وأهمها الأرض وبمواقع تتناسب وطبيعة العمل بعيداً عن وسط المدن وبمساحات مرنة وبأسعار رمزية مع توفير الخدمات المهمة والمساندة مثل الكهرباء والهاتف والصرف الصحي.
اقتراح
لماذا لا تتبنى وزارة الصناعة إنشاء شركة وبرأسمال كبير تطرح كمساهمة عامة وتعنى بتنمية المدن الصناعية وتشرف عليها الدولة وتتملك جزءا من حصتها 30 في المائة مثلا، وتسهم مع القطاع الخاص في بناء المدن الصناعية وتطويرها .. مجرد اقتراح.