نتائج الربع الثالث لقطاع الاتصالات .. والصور المقلوبة
<p><a href="mailto:[email protected]">mfmo@yahoo.com</a></p>
أظهرت النتائج المالية للربع الثالث أن صافي أرباح شركة الاتصالات السعودية بلغت 10.0 مليار ريال مقابل 9.1 مليار ريال تمثل نموا سنويا بنسبة 9 في المائة في حين بلغت صافي الأرباح الربعية للربع الثالث 3.2 مليار ريال مقابل 3.4 مليار ريال للربع الثاني هذا العام تمثل نموا ربعيا سلبيا بنسبة 6 في المائة. في الجانب الآخر. أظهرت النتائج المالية للربع الثالث أن صافي أرباح شركة اتحاد اتصالات بلغت 370 مليون ريال مقابل خسائر بقيمة 1.0 مليار ريال تمثل نموا سنويا بنسبة 137 في المائة (يجب ملاحظة أن بداية النشاط التجاري بدأ في أيار (مايو) 2005م) في حين بلغت الأرباح الربعية للربع الثالث 216 مليون ريال مقابل 116 مليون ريال للربع الثاني هذا العام تمثل نموا ربعيا بنسبة 86 في المائة.
بالنسبة لشركة الاتصالات السعودية. ارتفعت الإيرادات التشغيلية من 24.0 مليار ريال في الربع الثالث 2005م إلى 25.5 مليار ريال في الربع الثالث هذا العام بنسبة نمو بلغت 6 في المائة نتجت بشكل رئيسي من إيرادات الخطوط السلكية بنسبة 10 في المائة ثم من الخطوط اللاسلكية بنسبة بلغت 4.5 في المائة، وهذا المنحى جديد (تحول النمو الرئيسي من الخطوط اللاسلكية إلى الخطوط السلكية) يمثل تحولا استراتيجيا للشركة قد يكون سببه التوسع الواضح في خدمات DSL السلكية إضافة إلى مصاعب تسويقية في الخطوط اللاسلكية آخذين في الاعتبار قيام الشركة بتخفيضات واسعة في أسعار الخدمات بداية من شهر تموز (يوليو) الماضي. في السياق نفسه ارتفعت المصروفات التشغيلية من 14.1 مليار ريال في الربع الثالث 2005م إلى 15.4 مليار ريال في الربع الثالث هذا العام بنسبة نمو بلغت 10 في المائة مما انعكس على معدلات نمو أقل لدخل العمليات التشغيلية التي ارتفعت من 9.9 مليار ريال في العام الماضي إلى 10.0 مليار ريال هذا العام بنسبة نمو بلغت 1 في المائة فقط، حيث نتج نمو المصروفات التشغيلية بشكل أساسي من رسوم استخدام الشبكات الخارجية بنسبة 69 في المائة والمصروفات الإدارية والتسويقية بنسبة 40 في المائة على الرغم من بعض التحسن في مصروفات الرسوم الحكومية بنسبة 12 في المائة والاستهلاك والإطفاء بنسبة 5 في المائة.
من الواضح أن نمو صافي الأرباح لشركة الاتصالات السعودية لم ينتج من الأنشطة التشغيلية للشركة بل نتج بشكل رئيسي من البند الخاص بالإيرادات والمصروفات الأخرى التي ارتفعت من خسارة بلغت 564 مليون ريال في الربع الثالث 2005م إلى أرباح بلغت 204 ملايين ريال في الربع الثالث هذا العام بنسبة نمو 136 في المائة حيث برز التحسن في إيرادات العوائد بنسبة 136 في المائة وإيرادات أخرى بنسبة 160 في المائة وتخفيض في تكلفة برنامج تحسين القوى العاملة بنسبة 19 في المائة.
في الجانب الآخر، ارتفع مجمل الربح لشركة اتحاد اتصالات من 263 مليون ريال في الربع الثالث 2005م إلى 2.3 مليار ريال في الربع الثالث هذا العام بنسبة نمو 799 في المائة حيث ارتفعت إيرادات الخدمات من 624 مليون ريال إلى 4.3 مليار ريال بنسبة نمو 586 في المائة في حين ارتفعت تكلفة الخدمة بنسبة أقل من 263 مليون ريال إلى 1.9 مليار ريال بنسبة نمو 430 في المائة. في السياق نفسه، ارتفعت مصروفات التشغيل من مليار ريال إلى 1.6 مليار ريال بنسبة نمو 55 في المائة تقريبا نتجت بشكل رئيسي من ارتفاع مصروفات البيع والتسويق بنسبة 322 في المائة والمصروفات الإدارية والعمومية بنسبة 23 في المائة والإطفاء والاستهلاك بنسبة 10 في المائة مما أدى إلى ارتفاع الأرباح التشغيلية من خسائر بقيمة 808 ملايين ريال إلى أرباح بقيمة 710 ملايين ريال بنسبة نمو 187 في المائة إلا أنه مع نمو النفقات التمويلية من 220 مليون ريال إلى 350 مليون ريال بنسبة 59 في المائة. وصل معدل نمو صافي الأرباح إلى نسبة 137 في المائة (كما تقدم) مما يعني تمكن الشركة من تحقيق معدلات نمو جيدة في الأنشطة التشغيلية على الرغم من المنافسة القوية مع شقيقتها الكبرى، مما مكنها من تجاوز الخسائر في أقل من عام واحد وهو بلا شك إنجاز جيد يسجل لصالح إدارة الشركة.
بالنظر إلى قائمة المركز المالي. نجد أن شركة الاتصالات السعودية تمكنت من زيادة الأصول من 42.7 مليار ريال في الربع الثالث 2005م إلى 47.4 مليار ريال هذا العام بنسبة 11 في المائة نتجت هذه الزيادة بشكل رئيسي من الأصول المتداولة وتحديدا الاستثمارات قصيرة الأجل بنسبة 136 في المائة وحسابات المدينين بنسبة 30 في المائة في حين بلغ رأس المال العامل مستوى 4.1 مليار ريال مما يعني وجود سيولة نقدية عالية لدى الشركة في مواجهة الالتزامات قصيرة الأجل. في المقابل. تم تمويل زيادة الأصول من ارتفاع حقوق المساهمين والخصوم معاً حيث ارتفعت حقوق المساهمين من 31.6 مليار ريال إلى 34.3 مليار ريال بنسبة 8 في المائة من خلال الأرباح المبقاة في حين ارتفعت الخصوم من 11.0 مليار ريال إلى 13.0 مليار ريال بنسبة 18 في المائة نتجت بشكل رئيسي من زيادة المصروفات المستحقة بنسبة 97 في المائة في حين خلت الخصوم تماما من القروض (قصيرة أو طويلة الأجل) وهي بلا شك نقطة ايجابية تسجل للشركة.
في الجانب الآخر. نجد أن شركة اتحاد اتصالات تمكنت من زيادة الموجودات من 14.1 مليار ريال في الربع الثالث 2005م إلى 17.6 مليار ريال هذا العام بنسبة نمو أعلى بلغت 25 في المائة نتجت بشكل رئيسي من الذمم المدينة بعشرة أضعاف والممتلكات والمعدات بنسبة 259 في المائة والموجودات المتداولة الأخرى بنسبة 114 في المائة والنقدية بنسبة 61 في المائة في حين بلغ رأس المال العامل مستوى 9.4 مليار ريال بالسالب مما يعني نقص في السيولة النقدية لمواجهة الالتزامات قصيرة الأجل وبالتالي الحاجة الماسة للحصول على تمويل من خلال رفع رأس المال (حسب توجيهات مجلس الوزراء الموقر عند إعلان تأسيس الشركة) و/أو من خلال تحويل القروض قصيرة الأجل البالغة 7.7 مليار ريال إلى قروض طويلة الأجل. في المقابل. تم تمويل زيادة الموجودات أيضا من ارتفاع حقوق المساهمين والمطلوبات حيث ارتفعت حقوق المساهمين من 4.0 مليار ريال إلى 4.2 مليار ريال في حين ارتفعت المطلوبات من 10.1 مليار ريال إلى 13.4 مليار ريال بنسبة 32 في المائة نتجت بشكل أساسي من المطلوبات المتداولة وتحديدا المصروفات المستحقة بنسبة 581 في المائة والذمم الدائنة بنسبة 214 في المائة والمطلوبات المتداولة الأخرى بنسبة 118 في المائة.
بالنظر إلى قائمة التدفقات النقدية، نجد الشركتين حققتا تدفقات نقدية من الأنشطة التشغيلية أعلى من صافي الأرباح مما يدل على الانسيابية العالية للتدفقات النقدية من الأنشطة التشغيلية حيث حققت شركة الاتصالات السعودية صافي تدفق نقدي من الأنشطة التشغيلية بلغ 12.2 مليار ريال بالمقارنة بصافي ربح 10.0 مليار ريال بنسبة تجاوزت 22 في المائة تم استخدام هذه التدفقات النقدية في الأنشطة الاستثمارية بقيمة بلغت 3.4 مليار ريال (تحديدا في المصروفات الرأسمالية والاستثمارات قصيرة الأجل) وفي الأنشطة التمويلية بقيمة 8.5 مليار ريال (على شكل توزيع أرباح نقدية).
في المقابل، حققت شركة اتحاد اتصالات صافي تدفقات نقدية من الأنشطة التشغيلية بلغ 885 مليون ريال بالمقارنة بصافي ربح 370 مليون ريال بنسبة كبيرة بلغت 139 في المائة تم استخدام هذه التدفقات النقدية الجيدة أيضا في الأنشطة الاستثمارية بقيمة بلغت 777 مليون ريال (في شراء ممتلكات ومعدات) في حين حصلت على تدفقات نقدية داخلة من الأنشطة التمويلية بقيمة بلغت 373 مليون ريال (على شكل قرض قصير الأجل) مما عزز مستوى النقدية لدى الشركة من 481 مليون ريال إلى 667 مليون ريال.
بشكل عام، لا شك أن شركة الاتصالات السعودية هي الشركة القائدة لقطاع الاتصالات في المملكة إلا أنه على الرغم من حصولها على حصة الأسد في سوق الاتصالات اللاسلكية (من حيث الإيرادات) إلا أن شركة اتحاد اتصالات الناشئة تمكنت خلال فترة بسيطة من الحصول على حصة جيدة من هذه السوق بلغت في الربع الثالث نسبة 19 في المائة مقارنة بنسبة 17 في المائة في الربع الثاني هذا العام ونسبة 3 في المائة في الربع الثالث 2005م. بالنظر إلى أرقام شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، نجد أن نسبة التغطية لخدمات الخطوط اللاسلكية في المملكة وصلت إلى نسبة 66 في المائة وهي أقل من نسبة التغطية البالغة 115 في المائة في دولة الإمارات الشقيقة مما يعني وجود فرصة جيدة لتوسع سوق الخدمات اللاسلكية مستقبلا وبالتالي فرصة جيدة للشركتين في زيادة الإيرادات التشغيلية وصافي الأرباح.
من الواضح أن هناك تناقضا في أداء النتائج المالية للشركتين خلال الربع الثالث 2006م مما يعني صورا مقلوبة لأوضاعهم المالية حيث يتمثل هذا التناقض في:
1. تحقيق شركة اتحاد اتصالات معدلات قياسية في النمو الربعي لصافي الأرباح بلغت 86 في المائة وفي النمو السنوي لصافي الأرباح بلغت 137 في المائة، في حين حققت شركة الاتصالات السعودية معدلات سلبية في النمو الربعي لصافي الأرباح بلغت 6 في المائة ومعدلات إيجابية معتدلة في النمو السنوي لصافي الأرباح بلغت 9 في المائة.
2. احتفاظ شركة الاتصالات السعودية بسيولة نقدية فائضة عن الحاجة من خلال رأس المال العامل الذي تجاوز 4.1 مليار ريال في حين تعاني شركة اتحاد اتصالات من حاجة ماسة إلى السيولة النقدية لمواجهة التزاماتها قصيرة الأجل من خلال رأس المال العامل السلبي الذي بلغ 9.4 مليار ريال.
3. احتفاظ شركة الاتصالات السعودية بخصوم خالية تماما من القروض مما يعزز وضعها المالي عند رغبتها في التوسعات المستقبلية في حين تعتمد شركة اتحاد اتصالات على القروض بشكل رئيسي لتمويل توسعاتها المستقبلية في الموجودات وصل فيها إجمالي القروض الممنوحة إلى 9.3 مليار ريال مما يعني أن نسبة المديونية إلى الموجودات بلغت 53 في المائة وهي نسبة مرتفعة نسبيا.
في ظل المحافظة على نفس الأداء. فإنه من المتوقع أن تحقق شركة الاتصالات السعودية صافي ربح سنوي بين 13.2 و13.3 مليار ريال في نهاية هذا العام مما يعني تحقيق ربحية للسهم تصل إلى 6.6 ريال (بإذن الله) وبالتالي فإن مكرر الربحية الحالي هو 13 مضاعفا وهو مستوى منخفض للتقييم يغري المستثمرين الاستراتيجيين الذين يبحثون عن عائد للاستثمار يفوق 7. 5 في المائة سنويا بالمقارنة بعائد الاستثمار من الودائع البنكية والإيجار العقاري الذي لا يتجاوز 6 في المائة. في السياق نفسه، من المتوقع أن تحقق شركة اتحاد اتصالات صافي ربح سنوي بين 570 و600 مليون ريال في نهاية هذا العام مما يعني تحقيق ربحية للسهم تصل إلى 1.2 ريال (بإذن الله) وبالتالي فإن مكرر الربحية الحالي هو 42 مضاعفا وهو مستوى تقييم مرتفع بالمقارنة بشقيقتها الكبرى يعود بالدرجة الأولى إلى معدلات النمو العالية في الإيرادات وصافي الأرباح، إضافة إلى المحفزات المتمثلة في احتمال إصدار أسهم حقوق أولوية للمساهمين أو الدخول في سوق الخطوط السلكية في المملكة.