ثقافة الادخار أين المشكلة ؟

<a href="mailto:[email protected]">khalid@kaljarallah.com</a>

كم من الوقت يحتاج الواحد منا لتملك سكن له ولأسرته؟ وهل يستطيع تامينه قبل الزواج ومن دون التزامات وديون لكيلا تتضاعف بعد الزواج ؟ هم قلة من ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب ممن لا يحتاج إلى التفكير بهذا الموضوع ولكن الغالبية العظمى تعيش هذا الكابوس المزعج وخصوصا أن ثقافة الادخار لدينا ضعيفة إن لم تكن معدومة أصلا ولأسباب عديدة!
فهل نظام الادخار على المستوى الفردي لدينا سيئ وعلى المستوى المؤسسي غير منظم؟ هل ثقافتنا الادخارية صفر ؟ هل حجم المسؤوليات والالتزامات أكبر من مستوى الدخل ؟ بحيث لا يتوفر لنا مساحة للتفكير في الادخار، أسئلة كثيرة تدور في ذهني والكثيرين حول هذا الموضوع لأني شخصيا وغيري نواجه مشكلة في وضع أسس سليمة للادخار لنا ولأبنائنا حتى نضمن لهم ولنا تأمين الحد الأدنى من الحاجات الضرورية وأهمها قطعة الأرض وبناء المنزل وتأمين متطلبات الزواج عند بلوغ هذه المرحلة بدلا من المعاناة التي نراها اليوم ونعيشها.
أذكر أحد الشباب كان يدرس في الجامعة ويعمل مساء بوظيفة على بند الأجور وبراتب ألفي ريال وتخرج واستمر في العمل وتزوج وأموره كانت طيبة إلى حد ما – طبعا الزواج بمساعدة الأهل والإخوان مع بعض الديون التي سددت لاحقا – وبعد أن عمل بوظيفة رسمية تضاعف دخله وزادت معه المسؤوليات والمصروفات وأصبح الراتب لا يكفي مع قدوم الأطفال والصرف عليهم.. عندما كان الراتب قليلا ربما كان التفكير في الأساسيات فقط ومع زيادة الدخل بدأ في الإنفاق على الكماليات التي كثيرا ما أثرت في ميزانيات الأسر وهنا أحد أهم معوقات الادخار، إضافة إلى نظرية اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب التي كثيرا ما ورطت أصحابها.
أبو خالد في بداية الأربعينيات من عمره لم يكمل الجامعة، موظف منذ 16 سنة، متزوج منذ 11 سنة، راتبه تجاوز سبعة آلاف ريال يعني يعتبر من متوسطي الدخل بلغة الأرقام وأمام الناس، ولكنه في الحقيقة من ضمن قائمة محدودي الدخل وأصنفه شخصيا من ضمن هذه الفئة، لأنه لا يملك بيتا ولا حتى أرضا ومستأجر منذ تزوج وسيارته مستعملة نص عمر وراتبه ثلثه أقساط ! ربما ضعف أو انعدام ثقافة الادخار سبب رئيس، والسؤال متى سيشتري الأرض ومتى سيبنيها ومتى سيسكن؟ ربما بعد 20 سنة أخرى إذا كتب له عمر واستطاع أن يعمل نظاما للادخار يساعده على ذلك. هل هناك حل لمشكلة أبي خالد وغيره؟ قد يكون الحل في نظام الرهن العقاري الذي مازلنا بانتظار تطبيقه.
أبو خالد وغيره كثير نموذج لمتوسطي الدخل بلغة الأرقام لم يؤمنوا مساكن لهم ولأولادهم ولم يشتروا قطعة أرض بسببهم أو بسبب المجتمع لا يهم ! المهم كيف تحل مشكلتهم وهل سيجدون من يسهم معهم اليوم في تحقيق أحلامهم وأحلام أبنائهم وخصوصا البنوك وشركات التمويل وشركات التقسيط والشركات العقارية الكبرى سواء المساهمة أو الخاصة وبتسهيلات تخدم الطرفين وخلق فرص جديدة لتحقيق أحلامهم وأحلام الجيل الجديد بعيدا عن الجشع واستغلال حاجات الناس والمتاجرة بها؟ أتمنى ذلك..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي