العطلة الصيفية..بين الهدر والاستثمار

<a href="mailto:[email protected]">alialanazi@yahoo.com</a>

يبدو أنها أصبحت شبه عادة في انحصار تفكيرنا في قضاء العطلة الصيفية في السفر وإعداد العدة والمصاريف الباهظة لهذه العطلة، وتستنزف العطلة الصيفية نسبة كبيرة للغاية من مدخرات الأفراد السنوية.
جل برامج الإجازة ينحصر في السفر إلى الخارج ومهرجانات التسوق.
ألا يمكن الاستفادة والاستثمار بالإجازة الصيفية بطرق ووسائل أفضل من السفر إلى الخارج وقضائها في التسوق ومصاريف الفنادق؟\\
أين دور مؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال في المساهمة في خلق برامج تربوية مفيدة للطلاب والطالبات تمكنهم من استغلال أوقات فراغهم الاستغلال الأمثل وتطور مداركهم ومعارفهم؟
كم رائعة وتستحق الوقوف عندها برامج التدريب الصيفي للطلبة في المؤسسات والشركات الوطنية لكسب العلوم والمعارف والاستعداد للحياة العملية، ولكننا بحاجة إلى المزيد من هذه البرامج سواء من ناحية الكم أو الكيف وخاصة تلك النوعية من البرامج التي تفيد الأطفال وتساعدهم على تعلم أمور جديدة ومهمة وتجعلهم جزءا فعالا في المجتمع وتزيد من ثقتهم بقدراتهم.
خلال هذه الإجازة كنت في اليابان ورأيت بعض البرامج التي تم إعدادها للاستفادة من العطلة الصيفية واستثمار الطاقات فيها، بل إن الأمر يتعدى الطلبة في كثير من البرامج ليشمل الأسرة بأكملها، خاصة الأم.
هناك الكثير من العادات والثقافات التي أصبحت في عداد " المفروغ منه" ولكننا لا نجيدها ونخطئ كثيرا في استخداماتنا وتطبيقاتنا لها.
لقد كانت البرامج الصيفية التي شاهدتها من حيث الكم والتنوع كثيرة للغاية وتكاد تغطي جميع هوايات الطلبة وأسرهم، بدءا من استخدام العصي الصحيح في الأكل أو ما يسمى باللغة اليابانية "هاشي" إلى الصناعات الخفيفة والتجميع الالكتروني مرورا بتغليف الهدايا وترتيب الزهور، إضافة إلى برامج حماية البيئة وكيفية إعادة التدوير والاهتمام بالنباتات والزهور ودراستها وغيرها من البرامج المفيدة لبناء جيل مسئول وواع.
أستغرب كثيرا من طول الإجازة الصيفية لدينا وقضائها فيما لا فائدة ولا طائل منه، وأستغرب من الفترة الدراسية القصيرة في أثناء الدراسة، حيث لا أنشطة في المدارس سوى حقن المعلومات في رؤوس الطلبة وحصة للتربية الفنية وأخرى للتربية الرياضية.
أين يطور الطالب مهاراته وقدراته وكيف؟
إذا لم يكن هناك إمكانية لتطوير المهارات والقدرات للطلبة في المدارس وأثناء الدراسة، فلماذا لا يمكن الاستفادة من العطلة الصيفية والاستثمار بها والمساهمة في جعلها ماتعة، متنوعة، ومفيدة للطلبة، أسرهم، وكذلك للمجتمع؟
على الجميع دور وواجب يحتم علينا الوقوف والتفكير في ما يمكن أن نقدمه لأبنائنا وبناتنا خلال إجازاتهم، واستثمار أوقات فراغهم في ما يعود على الجميع بالنفع وتطوير قدراتهم ومداركهم.
لدينا الكثير من البرامج التربوية، التوعوية، الثقافية، والتدريبية التي تم مباشرة العمل بها، فلماذا لا يكون لطلاب المراحل الابتدائية والمتوسطة نصيب منها، والتعلم باللعب والاستمتاع بوقتهم؟
التجربة اليابانية في هذا الجانب غنية ومفيدة، ويمكننا الاستفادة من خبراتهم وأساليبهم وطرقهم في استغلال الوقت والمكان بحيث لا يؤثر في المنشأة وإنتاجيتها، ويمكن تقديم خدمة للمجتمع من خلال تعريف الطلبة وتعليمهم وتدريبهم على الإبداع في صناعات واختراعات تنمي عقولهم وتزيد من ثقتهم بأنفسهم.
ليس مهما أن تكون هذه الإجازة قد شارفت على الانتهاء، بل المهم هو الإعداد الجيد للإجازات القادمة من الآن والاستعداد، الترتيب، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والتي ترغب في المشاركة بهذا النوع من البرامج بوقت كاف والتخطيط لذلك جيدا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي