ما يحرم في أوقات النهي
<a href="mailto:[email protected]">d_almakdob@hotmail.com</a>
أوقات النهي يحرم فيها التطوع بالصلاة لعموم الأحاديث السابقة ويستثنى من التحريم قضاء الفرائض لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها" متفق عليه، ولقصة نومه صلى الله عليه وسلم عن صلاة الفجر وقضائه لها بعد طلوع الشمس ولما فيه من الاحتياط لأداء الواجب وإبراء للذمة ولو نذر أن يصلي عقب كل صلاة ركعتين فإن نذره لا ينعقد فيما بعد صلاة الفجر والعصر، لأنه نذر محرم كما لو نذرت المرأة أن تصلي في أيام حيضها. ويجوز في أوقات النهي فعل ركعتي الطواف لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة من ليل أو نهار" رواه الترمذي وصححه من حديث جبير بن مطعم، ولأن الطواف جائز في كل وقت فكذلك ركعتاه. ومن حضر جماعة أقيمت وقد صلى قبل في حقه إعادة الجماعة ولو كان وقت نهي بعد العصر أو الفجر لما روى يزيد بن الأسود قال: صليت مع النبي, صلى الله عليه وسلم, صلاة الفجر فلما قضى صلاته إذا هو برجلين لم يصليا معه فقال: ما منعكما أن تصليا معنا، فقالا يا رسول الله قد صلينا في رحالنا قال: لا تفعلا إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما نافلة، رواه الترمذي وصححه، ولحديث أبي ذر مرفوعا: "صل الصلاة لوقتها فإن أقيمت وأنت في المسجد فصل ولا تقل إني صليت فلا أصلي" رواه مسلم وغيره. قال الإمام أحمد فيمن صلى في جماعة ثم دخل المسجد وهم يصلون أن يصلي معهم؟ قال نعم ولئلا يتخذ قعوده والناس يصلون ذريعة إلى إساءة الظن به وأنه ليس من المصلين.
وتجوز في أوقات النهي الصلاة على الجنازة بعد الفجر والعصر وكذا قضاء سنة الفجر بعدها، أو ذوات الأسباب هي صلوات التطوع التي تشرع لسبب معين كتحية المسجد تشرع عند الدخول إلى المسجد وإرادة الجلوس, وسنة الوضوء وهي صلاة تشرع عقب كل وضوء, ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, لبلال، يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة، قال بلال، ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهورا تاما في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي. ففي هذا الحديث دلالة على فضل هذه السنة التي غفل عنها الكثير اليوم.
وكذا جواز صلاة هذه السنة حتى في أوقات النهي لعموم قوله "في ساعة من ليل أو نهار".
وإلى الملتقى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.