السعوديون والقنوات المؤدلجة والدور المؤذي

<a href="mailto:[email protected]">Fax_2752269@yahoo.com</a>

يقال والعهدة على الراوي إن القنوات الفضائية العربية وصل عددها إلى نحو 300 قناة منها نحو 12 قناة إخبارية والباقي قنوات فنية وإسلامية مذهبية وسياسية ورياضية، ولم ينس العرب أطفالهم فخصصوا عددا محدودا من القنوات لهم على اعتبار أنهم جيل المستقبل ولا يجوز نسيانهم وسط صخب الواقع العربي المأزوم بالعري والسخافات من جهة والتمترس المذهبي والسياسي من جهة أخرى.
لم تعد القناة الفضائية ذلك المشروع العملاق الذي يتطلب الكثير من المال والجهد، لأن أي شخص يستطيع الآن إنشاء قناته في غضون أسابيع وبمبلغ مالي لا يتجاوز المليون دولار، أصبحت القنوات الفضائية تتخذ من الشقق الصغيرة مكانا لها في وقت تشغل فيه القنوات الفضائية الحكومية الآلاف من الأمتار.
لا استبعد في ظل هذه المعطيات أن تتفق مجموعة من الأشخاص على إنشاء قناة فضائية خلال جلسة سمر، إذا ما كان يستهويهم الرقص والعري أو كانوا يحملون ركام التخلف المذهبي البغيض أو أحلام العروبة الزائفة.
الذي يؤلم النفس ويشعرها بالضيق والحنق في بعض الأوقات أن معظم تلك القنوات العربية الجديدة تستهدف المشاهد السعودي سواء كانت تتخذ (الهشك بشك) وسيلة لها أو الإسلام غطاء لتوجهاتها الفكرية والسياسية وفي كلتا الحالتين لا نسمع ولا نرى إلا حماقات مراهقين أو سخافات فكرية تتعلل بحرية الرأي لدس السم في العسل.
أتذكر قبل سنوات وقبل ظهور القنوات الفضائية أن وسائل الإعلام عقدت ندوات صحفية تستعرض فيها طرق مواجهة الخطر القادم من الفضاء أو ما أسمته بالغزو الفضائي، وقال حينها أغلب من شارك فيها أن التربية السليمة هي الدرع الأول والأخير الواقي من خطر مواجهة الفضاء، وبعد مرور سنوات على وصول الضيوف الثقلاء اقتنعت أن معظم ما طرح خلالها أصبح حبرا على ورق، فلم تستطع تلك الندوات والتغطيات أن ترفع الوعي الفكري لجيل متعدد الثقافات والرؤى والتوجهات، فهناك فتيات مراهقات ونساء أميات وشباب فارع عاطل ورجال يميلون اليمنة واليسرة كلمهفة مع كل طرح يتناول واقع العرب المؤلم.
كنت أمني نفسي بعد ظهور الفضائيات وامتلائها بكتابات شبابنا وفتياتنا واتصالاتهم من نوع (موضي الرياض صباح الخير ـ هنوف الشمال وينك ـ بنت جدة مشتاقه) أو (صباح الخير شهناز، أطلب منك طلب قولي تم، لفي يمين، بعد ... بعد، أه ه ه)، أقول كنت أمنى نفسي بأن تكون تلك البذاءات زبدا ستتكفل الأيام به وتبين لي بعد حين أن الزبد يتزايد يوما بعد يوم ويتجدد في عشرات القنوات الهابطة كل يوم.
يا ترى من يستهدفنا؟ ولماذا؟ ومن ساهم في جعل مداخلات معظم مواطنينا في القنوات الإخبارية والدينية سطحية وتبعث على الألم والخجل؟ والغريب أن هناك من جعل تلك القنوات عملا دائما له فتجده يشارك في كل قناة ينظر في السياسة والاقتصاد وينصر صاحب هذا المذهب الديني ويشتم أصحاب المذاهب الأخرى وكأنه يحمل على كاهله هموم الأمة أو أنه حفظ بطون الكتب سابقها ولاحقها في كل أنواع المعرفة.
هل نحتاج إلى مزيد من الوعي لكي يقف أولئك عن حماقاتهم التي تسيء لسمعة هذا البلد وتشعر أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، أننا أكثر بداوة من أجدادنا؟ ولماذا لا نبدأ مشروعا كبيرا لرفع درجة الوعي لأجيالنا عن طريق وسائل الإعلام الأخرى والمساجد والمحاضرات والمدارس وغيرها؟
لا أخفيكم أنني أضع يدي على قلبي كلما قال مذيع أو مذيعة أن الاتصال القادم من السعودية فأنا لم أسمع طوال السنوات الماضية من هؤلاء سوى كلام هابط أو غير مناسب للزمان والمكان، وربما نسي أولئك المتصلون أنهم سفراء لبلدهم إن أساءوا التصرف فإنهم يلحقون بـ 20 مليون سعودي الإساءة نفسها وهم لا يعلمون.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي