العرب ظاهرة صوتية

<p><a href="mailto:[email protected]">Mosaad@al-majalla.com</a></p>

خلال حقبة الستينيات الميلادية كان الرئيس جمال عبد الناصر يتهدد ويتوعد إسرائيل، حتى استقر وعيده على أن يرميها في البحر، وبدأت حرب حزيران (يوينو) 1967 وخسر عبد الناصر الأرض والحرب، وخسر معها معطيات كثيرة من أهمها المصداقية أمام الشارع العربي.
وحضر صدام حسين فهاجم إيران وهدد بحرق نصف إسرائيل، ثم احتل الكويت وتوعد الأمريكيين بحرب ستعيدهم جثثاً في توابيت مغلقة.. ثم ماذا؟!... قبض الأمريكيون على صدام في جحر.. وأي شيء كان أسوأ من ذلك المنظر الذي كانت عليه نهاية أحد من أٌطلق عليهم اسم "زعيم عربي"!!.
وماذا بعد؟ فالظاهرة الصوتية مازالت تمتد وتتواصل، فها هو لبنان يتهدم ويحترق بسبب هذه الظاهرة التي تتغلغل في أعماقنا، هذه الظاهرة الصوتية الجوفاء التي كان عنوانها، التهديد بحرق إسرائيل.. ومعها وأثناءها وبعدها لن نغفل الآلة العسكرية الإسرائيلية القذرة ودورها النتن في ذلك، ولن نبرر للعقلية العسكرية الإسرائيلية المتعطشة للحروب والدماء والاعتداء على كل ما هو عربي.. لكن ورغم ذلك علينا أن نسأل أنفسنا من مهّد لها ذلك؟ ومن اندفع لتسهيل مهمتها، ألم تكن تلك الظاهرة الصوتية الفارغة التي لم تحسب حسابات القوة ومعدلاتها ؟!.. اوليست تلك التي ابتلينا بكثرة تكرارها وبما جعل الصوت العربي ضعيفاً واهناً داخل المنظمات الدولية ولدى أصحاب القرار الدولي؟! .
فما الذي يريده حزب الله من لبنان تحديداً، وهو يمارس غثاء الظاهرة الصوتية ويكررها على مسامعنا؟ ..لا.. بل زاد على ذلك حينما نقل الخطاب العربي المبحوح من كونه ظاهرة صوتية فقط، ليكون صدى لتفاعلات إقليمية ودولية أخرى يدفع ثمنها العرب من أرضهم وشعوبهم وثرواتهم.
فالقيام بالأدوار تجاه الحلفاء أهم وأفضل.... ولا بأس إن تهدمت المدن وقتل الناس وضاعت الثروات؟!.. ولا عليه إن قام الحزب بأدوار أخرى هو بصدد ترتيبها وإعلانها لإرضاء الحلفاء، ما دام أن أوراق العدوان الإسرائيلي مازالت بيده وهي المتمثلة في الأسيرين!!.
لن نندب حظنا، ولن نرفع صوتنا بالصراخ والعويل، لأننا ولله الحمد جبلنا على النسيان وبسرعة فائقة، فلم نعد نتذكر سيناء، ولم تعد تعنينا صواريخ صدام .. ونحن الآن بصدد تمرير مغامرات حزب الله.
ويا أرض العرب ما زلت حبلى بالأبطال الصناديد القادرين على التهديد... المنتهين بالجحور!!. ننتظر، لعل ظاهرة صوتية جديدة تظهر ليدفع العرب ثمنها من جديد، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي