سهو النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة (2)
<a href="mailto:[email protected]">d_almakdob@hotmail.com</a>
سلم النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ذي اليدين قبل أن يكمل الصلاة سهوا ولم يطل الفصل فرجع وأكمل صلاته فإن طال الفصل أو انتقض وضوؤه استأنف الصلاة من جديد, والصحيح في تحديد طول الفصل أنه لا حد له لأنه لم يرد الشرع بتحديده فيرجع فيه إلى العادة والمقاربة لمثل حال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذي اليدين.
فإن لم يذكر نقص الصلاة حتى شرع في صلاة أخرى وطال الفصل بطلت الأولى ولزمه أن يستأنف الصلاة من جديد.
أما الكلام بعد السلام عن نقص فإن الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام لآدميين لقول النبي صلى الله عليه وسلم إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميين". رواه مسلم، ولقوله صلى الله عليه وسلم "إن الله يحدث من أمره ما يشاء ومما أحدث ألا تتكلموا في الصلاة". قال زيد بن أرقم: "فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام".
وقال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن من تكلم في صلاته عامدا وهو لا يريد إصلاح شيء من أمرها أن صلاته فاسدة، وأما الكلام سهوا أو جهلا فإن الصحيح من أقوال العلماء أنه لا يبطلها, وكان كلامه صلى الله عليه وسلم لمصلحة الصلاة على سبيل السهو, ولحديث معاوية بن الحكم حين تكلم في صلاته جاهلا ولم يأمره بالإعادة، رواه مسلم.
وإن طال الكلام لمصلحة الصلاة بأن كثر الجدل ونحوه، بطلت الصلاة ولزمه أن يصلي صلاة جديدة لعموم الأخبار المانعة من الكلام، وهذا القول هو الأظهر وضابط اليسير والكثير يرجع إلى العادة والعرف.
إن من المصلين من يكثر اللغط والجدل إذا نقص الإمام في صلاته أو زاد, ومنهم من يشك في ذلك ولا ينبه إمامه فإذا سلم تقوى شكه بكلام الآخرين فأخذ يكيل باللوم على الإمام ويكثر الحديث بما لا فائدة منه وما علم أنه لا يزال في صلاة وحري به أن يقتصر كلامه على ما يحتاج إليه وتتحقق به مصلحة الصلاة وإن كفي بغيره التزم الصمت ويلام المأمومون بتنبيه الإمام في حال الزيادة أو النقص، ومن كان يعلم بزيادة إمامه أو نقصه ولم ينبهه وتبعه على ذلك وهو عالم بطلت صلاته, لأنه زاد أو نقص في الصلاة متعمدا، وما وقع من الصحابة في حديث ذي اليدين كان ظنا منهم أن الصلاة قصرت لأنهم يصلون خلف المبلغ عن ربه صلى الله عليه وسلم, لذا قال السرعان الذين خرجوا من المسجد قصرت الصلاة يقول النبي صلى الله عليه وسلم "من نابه شيء في صلاته فليقل سبحان الله" متفق عليه, وعن سهل بن سعد قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا نابكم في صلاتكم شيء فليسبح الرجال ولتصفق النساء" متفق عليه.