أحلام التقنية
<a href="mailto:[email protected]">awad@alasmari.com.dr</a>
عندما كنت أداعب الأحلام، وأتكلم مع النفس، وأمنيها بالمستحيل, عندما كنت أرقد في سريري تحت همسات الأثير المصطنع التي يبعثها لي جهاز التكييف الذي أصبح جزءا من حياتي فأنا لا أتنفس إلا هواه ولا أسعد ولا أستريح إلا بجواره. عندما كنت كذلك أتاني طيف أحلامي يداعب مشاعري وخلجات نفسي، وكانت هنالك رسائل إيجابية يبعث بها الشعور الباطني التي تُرجمت إلى أحلام وتخيلات. صدقوني هذا حلم رأيته عندما كنت أقبع في سريري نائما، وبعد كتابة مقال في مجال التقنية لجريدتي المفضلة والمحببة إلى قلبي، جريدة "الاقتصادية" وبعد التعب الشديد والسهر الطويل لإحدى مقالات "الاقتصادية"، ذهبت لأنام وأستريح, وأثناء النوم داعبت مشاعري أحلام سعيدة كانت امتدادا لم كتبته قبل النوم. رأيت في منامي حلما عجيبا وغريبا، كأنني عضو في لجنة أو هيئة وطنية شُكلت في هذه البلاد الطيبة لوضع خطط وبرامج طموحة للتنمية الشاملة ولخدمة أمننا القومي والوطني في المستقبل القريب الذي يصعب علينا التنبؤ به في ظل الأحداث الراهنة التي تمر بها أمتنا العربية. كان لي دور فاعل في إصدار بعض من هذه القوانين التي من شأنها تنمية الموارد البشرية ورفع الحس التقني لدى المستهلك السعودي. كانت هذه الهيئة (على ما أذكر) تتكون من عدد كبير من الأعضاء الممثلين لعدد من الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص. ومنهم (على سبيل المثال) هيئة الاتصالات وهيئة المواصفات والمقاييس ووزارة التخطيط والصناعة والتجارة, والغرفة التجارية، ووزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي، والجامعات والمؤسسات الوطنية والحكومية ومراكز الأبحاث والشركات وغيرها. وضعت هذه اللجنة أو الهيئة عددا من الخطط والبرامج التي من شأنها إرساء قاعدة صلبة للصناعات والمنتجات الوطنية لتعزيز مسيرة بلادنا الحبيبة في مجال العلوم والتقنية. إضافة إلى حماية المستهلك من بعض السلع والمنتجات الرديئة، وتجسيد رؤية استراتيجية واضحة وبعيدة المدى لدى المواطن السعودي.
تتخلص مسؤوليات هذه اللجنة أو الهيئة فيما يلي:
القيام بدراسة دقيقة لمعرفة الحالة التقنية للمملكة العربية السعودية خلال العقود المقبلة وتقييمها بما يناسب الوضع الاقتصادي والسياسي العالمي.
دراسة وتحليل ما تحتويه السوق السعودية من برامج وسلع تقنية ومعرفة سلبيتها وإيجابيتها.
عدم السماح لبعض السلع التقنية من برامج أو أقراص مدمجة أو جوالات. ...إلخ، بالدخول إلا بعد تفحصها ومعرفة مدى تأثيرها في المجتمع.
وضع ضوابط على المنتجات الخاصة بالشباب من أفلام أو ألعاب فيديو وغيرها.
عدم السماح للأجهزة بالدخول إلا بعد التأكد من مطابقتها المواصفات المعترف بها عالمياً.
القيام بدراسات دقيقة لاختيار التقنيات المناسبة للتصنيع داخل المملكة.
دراسة تحليلية للمجتمع السعودي ومدى إمكانية تنازله عن الترف والبحث عما هو جديد وتقبل صناعته الوطنية.
حماية المنتجات السعودية في زمن العولمة وإقناع المواطن السعودي بحب منتجه الوطني حتى لو لم يرق إلى مستوى المنتجات العالمية.
رفع الحس الوطني لدى المستهلك وإشعاره بأهمية التقنية الوطنية وأنها الأساس في تقدم الشعوب.
البحث والتقصي عن مصادر طاقة رخيصة ومناسبة للمملكة في المستقبل مثل (طاقة الشمس، الرياح، وغيرها) وإمكانية استخدامها لإنارة الطرق وأسوار المنازل.
ما الصناعات الثقيلة التي يمكن أن تُصنع في السعودية والتي أعتقد أن صناعة السيارات تقع في مقدمتها وطائرات النقل الصغيرة؟ حيث إنني قمت ببحث بسيط في هذا المجال ووجدت بأن جدواها الاقتصادية عالية. إضافة إلى سهولة صناعتها كما هو الحال في البرازيل.
الصناعات الخفيفة ذات الجدوى الاقتصادية العالية مثل: التلفزيون، المكيفات، الثلاجات، المكانس، المراوح... إلخ.
أعلم بأن هذه المقترحات تقع في أولويات قادة هذه البلاد، فقد حققت القطاعات المختلفة ـ بفضل من الله ثم بالدعم المتواصل والمؤازرة القوية من لدن خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وولي عهده الأمين، حفظه الله ـ نهضة علمية وتقنية واقتصادية واجتماعية وثقافية رائدة يشهد بها الجميع. ولكن الهدف هو توحيد الجهود فيما بين القطاعات المختلفة وتبادل الخبرات وبناء قاعدة وطنية موحدة من خلال لجنة (هيئة) الأحلام الوطنية.