طلاب الامتياز .. العبوا كرة

<a href="mailto:[email protected]">Al-yousef99@hotmail.com</a>

أكتب اليوم عن هذا الموضوع بعد أن أشبع بالكتابة من كتاب كبار, بعد أن طلب مني بعض الطلاب في كليات الطب البشري والأسنان وكليات العلوم الطبية التطبيقية أن أفزع لهم بعد أن أصابهم الضرر والإحباط بسبب تخفيض مكافآتهم. وتابعت حلقة تلفزيونية على قناة "الإخبارية" ظهر فيها أربعة من الطلاب تخنقهم الحسرة على المصير المؤلم الذي يعيشونه, حيث إن تخفيض مكافآتهم كان بشكل كبير وصل إلى نحو 40 في المائة لطلاب الامتياز في الطب البشري والأسنان, حيث كانت مكافآتهم عشرة آلاف و700 ريال وخفضت إلى ستة آلاف ريال. وأكثر من 50 في المائة لطلاب الامتياز في العلوم الطبية التطبيقية حيث كانت خمسة آلاف و700 ريال خفضت إلى 2500 ريال, وكأن مجلس التعليم العالي الذي أصدر هذا القرار يقول: لم نعد في حاجة إلى أطباء نظرا لاكتفاء البلاد. وهذا طبعا غير صحيح, فوزارة الصحة تعاني نقصا حادا في الأطباء في مختلف التخصصات سواء من السعوديين أو حتى من المتعاقدين، حتى أنها الآن في ورطة كبيرة بسبب رفض الأطباء العمل في مستشفيات وزارة الصحة نظرا لضعف رواتب الوزارة. لذلك كان الأولى تشجيع طلاب الامتياز في كليات الطب المختلفة إن لم يكن برفع المكافآت ومنح الحوافز فعلى الأقل تبقى مكافآتهم كما هي دون تخفيض فهم أولى بالتشجيع من لاعبي الكرة المحترفين الذين لا تقل رواتبهم عن 15 ألف ريال شهريا بخلاف مقدم العقد والسيارة والمحصلة نقطة واحدة وسبعة أهداف, أربعة منها في مباراة واحدة ومع هذا حصلوا على مكافأة التعادل مع تونس كل لاعب 100 ألف ريال ورصدت لهم مكافآت تصل إلى 950 ألف ريال في مونديال ألمانيا 2006 الذي خرجوا منه بأقل الخسائر بعد الرأفة من المنتخب الإسباني الذي لعب بالفريق الرديف. ومع كل هذا تسابقت الشركات في رصد مكافآت للاعبين إن تأهلوا للدور الثاني وليس إن حصلوا على كأس العالم. ألم يكن طلاب الامتياز في كليات الطب أولى بهذه المكافآت وهم الذين سوف يعود نفعهم على المواطنين أكثر بكثير من نفع اللاعبين إن فازوا وإن خسروا وإن تأهلوا فلن يستفيد المواطن فائدة مباشرة كما سيستفيد من هؤلاء الأطباء عندما يعملون في المستشفيات. ليس هذا تقليلا من شأن المنتخب ومشاركته في المونديال ولكن هناك أولويات. في البرنامج التلفزيوني, كما ذكرت, تحدث أحد الطلبة عن معاناته مع الحصول على المراجع الطبية وكيف أنه حصل على أحد المراجع بنحو 2400 ريال, أي ما يعادل راتب شهر, أقصد مكافأة شهر, حيث إنه طالب امتياز في كلية العلوم الطبية التطبيقية تخصص علاج طبيعي.
الغريب أن قرار التخفيض تم تطبيقه حسب مزاج كل كلية أو جامعة, ففي جدة طبق منذ صدور القرار أما في الرياض فلم يطبق إلا في ذي الحجة الماضي. بلدنا بلد خير وقائدنا أفضاله كثيرة على شعبه, فالموظفون زادت رواتبهم 15 في المائة, فكيف طلاب الطب تخفض مكافآتهم؟ أنا متأكد أن خادم الحرمين الشريفين, حفظه الله, يهمه أمر هذه الشريحة من أبنائه الطلاب ولا يرضى لهم بهذا الوضع وهو الحريص على راحة جميع أبنائه المواطنين.
إضافة إلى ما عاناه طلاب الامتياز في كليات الطب من تخفيض المكافآت فهم أيضا يعانون من الرسوم التي تفرضها عليهم الهيئة السعودية للتخصصات الطبية عند رغبتهم في الدراسة خارج المملكة, فإن الهيئة تجري لهم اختبارا أو مقابلة نظير رسوم تصل, كما ذكر لي, إلى أربعة آلاف ريال, فما هذا الحصار المحكم على طلاب الامتياز في كليات الطب وهم الذين يحتاج إليهم المجتمع وتنتظرهم مستشفياتنا لكي يسهموا في فك أزمة نقص الأطباء والمتخصصين في شتى فروع الطب المختلفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي